قراءة في رواية نصف ميت دفن حيًا
قراءة في رواية نصف ميت دفن حيًا
رواية نصف ميت دفن حيًا هي رواية من تأليف الكاتب والروائي حسن الجندي، يتناول فيها العديد من الموضوعات والقضايا التي تحدث في المجتمع المصري، مثل قضايا الفساد و حوادث الطرق وغيرها، والتي يكون ضحيتها العديد من الأشخاص الأبرياء، ولا تذكر السلطات والحكومة كم عدد الضحايا الحقيقي فيها.
كما يتناول الكاتب في الرواية مسائل مثل بيع الأعضاء البشرية ، انعدام الضمير والأخلاق، القيام بأفعال تنافي الفطرة الإنسانية السليمة، مثل انتهاك أجساد الموتى وعدم تقدير حرمة الموت، و الأمراض النفسية الغريبة التي يعاني منها البعض وغيرها، ويعرض الكاتب هذه الأحداث كلها في سياق مشوق ينتمي لأدب الرعب والإثارة.
ملخص رواية نصف ميت دفن حيًا
تدور أحداث رواية نصف ميت دفن حيًا حول بطلي الرواية حاتم وداليا، واللذان تربطهما قصة حب يفكران على أساسها في الخطبة، إذ يعمل حاتم كمؤلف لكنه لا يتمكن من نشر أي شيء من كتبه لأن كل دور النشر ترفض نشرها.
وفي يوم من الأيام ينشب شجار بينه وبين داليا، وفي أثناء شجارهما تتهمه داليا بالفشل، فيقرر حاتم أن يكتب رواية معقدة ومثيرة، لكي تنجح نجاحًا ساحقًا وإلا فإنه سيترك الكتابة نهائيًا، وبالفعل يكتب حاتم رواية نصف ميت، ويذهب حينها لداليا ويعطيها روايته ويطلب من قرائتها جيدًا.
وحين يعرضها على دور النشر تقبلها وتعطي لحاتم أول دفعة مالية، فيذهب على الفور ليشتري خاتم الخطبة ليعطيه لداليا، لكن في أثناء عودته تنقلب سيارة الأجرة التي كان يستقلها ويموت كل من فيها بما فيهم حاتم، ويدفن الركاب جميعًا في مقبرة جماعية ويتم التكتم على الخبر.
بعدها يظهر خالد "النصف ميت" وهو أحد الركاب المدفونين مع حاتم، إذ تم دفنه حيًا، ومن جهة أخرى تكتشف داليا التي تقرأ الرواية مع أختها دعاء، أن أحداث رواية حاتم تتحقق في الواقع حدث تلو الآخر، وفي نفس الوقت تكون مستمرة في بحثها عن حاتم الذي اختفى ولا تعلم أي شيء عنه.
نبذة عن كاتب رواية نصف ميت دفن حيًا
حسن الجندي هو كاتب رواية نصف ميت دفن حيًا، وهو روائي ومؤلف مصري شاب، اشتهر حين كتب ثلاثية مخطوطة بن إسحاق، بدأ بنشر رواياته على المنتديات، ثم توجه لنشر الروايات المطبوعة، وارتبط اسمه بروايات الرعب المرتبطة بالجن والعفاريت والقتلة النفسيين والمخطوطات القديمة.
وقد استطاع الجندي أن يقدم نوع جديد من أدب الرعب، يناسب العقلية المصرية والعربية على حد وصفه، لا مجرد تقديم قصص مقلدة من القصص الأجنبية، التي تدور حول مصاصي الدماء والمتحولين والمذؤوبين.
آراء نقدية حول رواية نصف ميت دفن حيًا
يمكن أن تبدو الرواية في البداية ذات فكرة بسيطة، إلا أن تعقيدها يزيد شيئًا فشيئًا حتى نهايتها، ويمدح الكثير من القراء نهاية الرواية غير المتوقعة تمامًا، والتي كان من الصعب التكهن بها، ومن مميزات الرواية هي فكرة القصص المتوازية، التي جعلها الكاتب تسير جنبًا إلى جنب طوال الرواية، والتي ربطها كلها بالحادثة المذكورة في القصة، وهذا الربط عبقري بالفعل.
أما من حيث رسم شخصيات القصة فقد نجح الكاتب فيها ببراعة، وهذا ما يمزه ككاتب عن الكثير من الكتاب الآخرين، إذ استطاع الجندي رسم أبعاد شخصيات الرواية بطريقة مبدعة وغير عادية، فلا يشعر القارئ للحظة أن هناك شخصية تتشابه مع الأخرى، لا في الحديث ولا في الانفعالات النفسية، كل شخصية لها أسلوبها الخاص.
كما أن فكرة الرسالة وصلت للقراء بوضوح، فقد استطاع الكاتب توصيل رسالته عن حرمة الجسد الذي أصبح في العصر الحالي سلعة تباع وتشترى بعد الموت، وأكد على أن الموت له قدسيته وحرمته.
اقتباسات من رواية نصف ميت دفن حيًا
هناك العديد من الاقتباسات المميزة التي يمكن تسليط الضوء عليها من رواية نصف ميت دفن حيًا، ومن هذه الاقتباسات ما يأتي:
- لماذا لا أرى انعكاسي في المرآة، توقفت لدقيقة أنظر للمرآة بنوع من التركيز محاولا تأمل السطح المصقول وهل به مشاكل في التنظيف، لا جدوى من ذلك فانعكاس باب الحمام يظهر بالمرآة ولكن انعكاسي هو الذي يظهر.
- الجميع نسي أو تناسى أنني من حقي أن أختار بكامل حريتي أن أكمل تعليمي أو لا أكمله، وخاصة أنني وصلت لسن النضج الذي يمكنني من اختيار طريقي القادم، لا أن يفرضه أحدهم علي، وحتى لو أخطأت فسأتحمل نتيجة خطئي لأني اخترت حريتي.
- العجيب برغم أنك تعلم أن الجثة لن تعود للحياة وأنها لن تؤذيك، إلا أنك تظل خائفا من النظر إليها.