قراءة رواية الهدية
أهم الآراء النقدية لرواية الهدية
من أهم الآراء النقدية لرواية الهدية ما يأتي:
- بطل القصة
اختار الكاتب بطل القصة بشخصية غير مبالية، وهو يونس، إذ يقول الكاتب: "ويونس منذ سنوات عدة أصبح كطائر شريد، لا يستقر في مكان أكثر من بضعة أشهر".
- انهيار بطل القصة
من النقاط السلبية التي تُؤخذ على الرواية هي أنّ بطل الرواية ينهار بعد موت والده، فيقوم بترك أخته ووالدته لوحدهما، حتى يأتي يوم وفاة والدته، ولكن هل من المنطق في الرواية عند خسارة أحد أفراد الأسرة تركهم للموت؟ يقول: "ما أصعب تلك اللحظة التي تجد نفسك فيها تكتب نعيًا باسم من تُحب".
- أسلوب الكاتب
إنَّ أسلوب الكاتب المليء بالأحاسيس والمشاعر وألم الفراق استطاع من خلاله إيصال هذه المشاعر إلى أعماق القارئ، ويُؤكد قيمة وأهمية الحب في علاقة الزواج، يقول: "مضت ثمان سنوات كاملة على زواجنا... رزقنا الله فيهم بمها... تعودت أن أناديها مها الصغيرة... تلك التي لم تعوضني عن مها وحسب... فقد عوضتني عن كل ما فقدته في حياتي".
الأسلوب الفني والموضوعي في رواية الهدية
في رواية الهدية استخدم الكاتب لغة عربية فصيحة ولغة غير فصيحة، فعندما تتحدث الشخصيات فيما بينها تكون اللهجة العامية المصرية "عارفة يا مها... أنا مش عارف أفرح إني رجعت ولا أزعل على الحاجات اللي ضاعت مني في الغياب... على قد ما موت ماما واجعني".
استخدم الكاتب اقتباسات من آيات من القرآن الكريم وأدخلها في أحداث الرواية، وجعل الشخصيات في الرواية تذكر هذه الآيات، كقوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
إنَّ أسلوب السرد في أحداث رواية الهدية كان أسلوبًا عاديًا بلا حبكة معينة ولا تشويق فيها، إنّما وضع الكاتب محمد إبراهيم العديد من الأحداث الواقعية التي قد تحدث مع أيّ شخص في الحياة الطبيعية كالأمراض ووفاة أقرب الأشخاص لبطل الرواية وعن الأمل في الحياة، يقول: "اعتادت مها على زيارة العديد من الأطباء وشراء العشرات من الأدوية والعديد من وخزات الإبر".
يضع الكاتب بأسلوب روايته العديد من الحكم في الحياة، بأن لا شيء في الحياة مجاني وأنَّ كل شيء له مقابل يدفع ثمنه لاحقًا، ووضع دلالات كالنسر الذي استخدمه في فصل الرواية الذي يدل على القوة والتحمل لمواجهة صعاب الحياة، يقول: "لا يتبقى للنسر سوى خياران: إمّا أن يموت أو أن يمر بعملية تغير مؤلمة تستمر حوالي 150 يوم".
اقتباسات من رواية الهدية
من الاقتباسات التي تضمنتها رواية الهدية ما يأتي:
- "تبدأ حياة الإنسان بالفعل عندما يدرك أنّه ليس لديه الكثير من الوقت ليُضيعه بالالتفات إلى ما حدث أو محاولة إصلاح ما لا يُمكن إصلاحه... يجب على الإنسان أن يتعامل مع الأحداث السيئة على أنّها مجرد موجة... كلما حاول مقاومتها كلما عانى الأمرين... لكن ما ينبغي عليه فعله حقًا هو ألّا يقاوم".
- "ليس هناك ثمة شعور قد يفقد الإنسان الحياة مثلما يفعل الخوف... لا الحزن ولا مرارة الفقد ولا ألم الهجر ولا حسرات الفراق قد تفعل بالإنسان ما يفعله الخوف... فالإنسان إذا خاف اضطرب وإذا أطمن اقترب... لا شيء يُساوي الشعور بالطمأنينة... حتى الحب إذا اقترن بالحب زال".
- "أعطتني أمي درسًا في الإيمان والصبر واليقين بالله... علمتني الحمد التفصيلي... كانت تقول لا تقل الحمد لله فقط... قل الحمد لله على نَفْسك ونَفْسك وسمعك وبصرك وصحتك... قل الحمد لله على مأكلك ومشربك وملبسك وسقف بيتك وأهلك ومالك... قل الحمد لله على غطاء ستره وخفي لطفه وكريم عفوه ورضاه عنك".