في أي عمر يدخل الطفل الروضة
أفضل عمر لدخول الروضة
إن المعلومات المتوفرة حول أفضل سن لبداية التعلم متضاربة وغير حاسمة، فهناك العديد من الدراسات التي تؤكد على أن تأخير دخول رياض الأطفال أفضل، ومنها دراسة أجراها الباحثون في جامعة ستانفورد على 90 ألف من العائلات في ديمارك وجدت أن تأجيل رياض الأطفال لمدة عام قلّل من عدم الانتباه وفرط النشاط عند الأطفال بشكل ملحوظ، واستمرت تلك الآثار حتى سن11عام.
في دراسة مماثلة وجدت المجموعة الممثلة الوطنية لحضانات الأطفال في الولايات المتحدة أن الطلاب الذين تأخروا في دخول رياض الأطفال أظهروا مهارات اجتماعية وعاطفية أفضل، لكن هذه المزايا تختفي في المدارس المتوسطة.
في المقابل هناك أبحاث وافرة على أن بدء رياض الأطفال في عمر أصغر ذو فوائد أعلى، فقد وجدت دراسة شملت أكثر من 15 ألف طفل وطفلة نشرت عام 2006م أن الأطفال الذين تأخروا في رياض الأطفال كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الصف العاشر، وكانت نسبة تعرضهم للرسوب في المدرسة الثانوية أعلى بمرتين، واحتمال تخرجهم من الجامعة أقل، وخلاصة القول إنه من المهم دراسة حالة كل طفل على حدة لتحديد وقت استعداده لبدء الدراسة.
علامات استعداد الطفل لدخول الروضة
تبدأ العديد من رياض الأطفال في استقبال الأطفال بعمر السنتين ونصف، لكن هذا لا يعني بالضرورة استعداد الطفل لبدء هذه المرحلة عند بلوغه هذا السن، ولمعرفة الإجابة على هذا السؤال يمكن الاستعانة بالأسئلة الآتية التي قدمتها باتريشيا هندرسون شيم المديرة المساعدة لمركز بارنارد كوليدج لتنمية الأطفال في نيويورك، للتفكير في أهم عوامل الاستعداد لمرحلة ما قبل المدرسة.
- هل الطفل مستقل إلى حد ما؟ فالروضة تحتاج وجود بعض المهارات الأساسية عند الأطفال مثل القدرة على الذهاب إلى الحمام وغسل اليدين لوحده وتناول الطعام بدون مساعدة.
- هل يقضي الطفل أوقاتاً بعيداً عن الأم؟ الطفل الذي يقضي بعض الوقت عند أحد الأقارب يكون استعداده أفضل للانفصال عن الأم والذهاب إلى الروضة.
- هل الطفل مستعد للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية؟ فالعديد من أنشطة الروضة تمارس بشكل جماعي قد يكون ذلك صعبًا جدًا على الأطفال الأقل من 3 سنوات، والذين هم مستكشفون نشطون بشكل طبيعي ولكن ليسوا دائماً على استعداد للعب مع الأطفال الآخرين.
- هل لدى الطفل القدرة على التحمل البدني؟ فلا يواجه صعوبة في الانتقال من نشاط إلى آخر.
فوائد دخول الروضة
في مشروع لجامعة أوتاجو وُجد ارتباط بين الحصول على التعليم في مرحلة مبكرة للطفولة منذ أكثر من 35 عام، وتحسّن الأداء الأكاديمي، والحصول على دخل أعلى، ووظائف أكثر ثباتاً، وضمت الدراسة 1,265 من المشاركين الذين ولدوا في منتصف عام 1977م، ووضّح التقرير أن الذين حصلوا على سنتين أو ثلاث من التعليم في الطفولة المبكرة كان دخلهم يتجاوز ال 50 ألف دولار في السنة في سن الثلاثين، مقابل 45,400 دولار لمن أمضوا سنة واحدة في التعليم المبكر، مقارنة مع 43 ألف دولار لمن لم يحصلوا على تعليم في مرحلة الطفولة المبكرة نهائياً، كما أن مهارات اللغة والرياضيات كانت لديهم أفضل من غيرهم في المدرسة بالإضافة إلى أن تحصيلهم الأكاديمي، وفرصهم في الذهاب إلى الجامعة كانت أعلى، واحتمالية ارتكابهم للجرائم العنيفة وتخريب الممتلكات خلال سن المراهقة كان أقل.