في أي عام ولد الرسول
العام الذي ولد فيه الرسول
وُلد النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، في يوم الاثنين من عام الفيل، وقد سُمِّي عام الفيل بهذا الاسم؛ لِما حدث فيه من اعتداء أبرهة الأشرم وجيشه على الكعبة المُشرَّفة، ويُعد هذا الحدث من الأحداث الثابتة في القرآن الكريم، حيث قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).
والفيل هو الذي ساقه أصحابه من الحبشة لهدم وتخريب الكعبة، وقد عُرِف عن العرب اهتمامهم بالتأريخ بالأحداث المهمّة والعظيمة، ويجدُر بالذِّكر أنَّ يوم ميلاد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الأيام الهامّة، ولم تكن الدُنيا قبل مولده كما كانت عليه بعد ذلك،
أمّا ولادة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في التاريخ الميلادي؛ فكانت في عام خمسمئة وواحد وسبعين ميلاديّ.
المكان الذي ولد فيه الرسول
قد وُلد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في شِعب بني هاشم، في بيت والده عبد الله بمكّة المكرّمة، ومن الشواهد على ولادته في عام الفيل قول قيس بن مخرمة: "ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل"، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلَّم- عندما قام أعرابيٌّ فسأله عن صيام يوم الإثنين؛ فأجابه النبيّ بقوله: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ).
أحداث سبقت ميلاد النبي
حفر بئر زمزم
سُبق ميلاد النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ببعض الأحداث العظيمة؛ ومن أبرزها قِيام جدِّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بحفر بئر زمزم بعد أن جاءه الأمر في منامه بالقيام بحفرها، وعندما تحقَّق من مكانها قام مع ابنه الحارث بالحفر، ولمَّا علم أهل مكة من قريشٍ بالخبر؛ جاؤوا إلى عبد المطلب يطلبون منه مشاركته في شرف حفر بئر -إسماعيل عليه السلام-، فرفض طلبهم لأنّه خُصِّص بها دونهم.
فاحتكموا في أمرهم إلى كاهنةٍ من بني سعد، ثمّ خرجوا إليها، وفي الطريق فقد عبد المطلب وقومه الماء، وكادوا أن يهلكوا، فطلبوا من قبيلة قريش سقايتهم، فأبوا خوفاً على أنفسهم من العطش كذلك، فطلب القوم مشورة عبد المُطَّلب، فأشارعليهم أن يقوم كلّ واحدٍ منهم بحفر حفرة، فإذا مات كانت له قبراً، وبعد أن قاموا بالحفر ينتظرون الموت من العطش؛ أمرهم عبد المطلب بعدم اليأس والارتحال إلى مناطق أخرى علّهم يجدون فيها ماءً.
ولمّا صعد عبد المُطَّلب على راحلته؛ تفَّجّر الماء من تحتها، فشرب قومه ونادوا قبيلة قريش لتشرب معهم ممّا رزقهم الله، فجاء القوم وشربوا معهم، وقالوا لعبد المُطلب أنّ الحكم قد ظهر لهم، وأن الذي رزقه هذه الماء في الصحراء لهو الذي أكرمه بزمزم، فرجعوا إلى بلادهم وخلّوا بينه وبين البئر.
نذْر عبد المطّلب أن يذبح أحد أبنائه
من الأحداث التي وقعت قبل ولادة الرسول؛ نذْر عبد المطّلب أن يذبح أحد أبنائه إذا رزقه الله بعشرةٍ من الأولاد، وقد رزقه الله بعشرة أبناء، فقام بعمل قُرعة، ووقع الاختيار على ابنه عبد الله الذي كان أحبَّهم إليه وأقربهم إلى قلبه.
فقال عبد المُطَّلب: "اللهم هو أو مئة من الإبل، ثم أقرع بينه وبين الإبل، فطارت القرعة على المئة من الإبل"، وفي هذا إشارةٌ واضحةٌ إلى ما قدَّره الله -تعالى- من حفظه لحياة عبد الله تمهيداً لمجيء النبي -صلى الله عليه وسلَّم- وسطوع نور رسالة الإسلام، ومن الأحداث التي كانت قبل ميلاد النبيّ أيضاً حادثة الفيل، وفيما يأتي في هذا المقال ذكرٌ وبيانٌ لها.
ملخص المقال: ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة بالتحديد في شِعب أبي طالب، في يوم الإثنين الموافق للثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل، وقد سبقت ولادته أحداث هامة؛ مثل حفر بئر زمزم.