نبذة عن الفينيقيين في الجزائر
الوجود الفينيقي في الجزائر
الفنيقيون هم أحد الشعوب السامية القديمة التي سكنت لبنان وسوريا، ويعود الوجود الفينيقي في الجزائر إلى حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وتَدَعَّم ذلك بإنشاء الإمبراطورية القرطاجية حوالي 800 سنة قبل الميلاد والتي توسعت في الأراضي الجزائرية وأسّست العديد من المدن الفينيقية. وحاول الفينيقيون اكتشاف طبيعة الشواطئ وذلك من أجل اختيار مواقع لمحطاتهم ومستوطناتهم التجارية.
عيّن القرطاجيين قضاة خاصين لحكم هذه المدن واحتفظت قرطاج بالسيطرة المباشرة على المستعمرات، وبحلول القرن بداية القرن الخامس قبل الميلاد، أصبحت قرطاج المركز التجاري لمنطقة غرب البحر الأببيض المتوسط وسيطرت على الشؤون السياسية الاقتصادية والعسكرية للبحر الأبيض المتوسط وبالأخص سواحل شمال إفريقيا وجُزرها، وفي عام 509 قبل الميلاد، تم توقيع معاهدة بين قرطاج وروما تنص على تقسيم النفوذ والأنشطة التجارية.
كيف جاء الفينيقيون لشمال إفريقيا
أما عن طريقة دخولهم لشمال إفريقيا فهناك من المؤرخين من ذكر أن الأمر لم يقتصر على هجراتهم بالسفن بل كانت هناك هجرات لقبائل فينيقية كاملة قدمت براً عن طريق اليابسة، عبر مصر ودخلت الأراضي الليبية لتونس والجزائر، وهناك شواهد تاريخية تعزز ذلك، وأسسوا مدناً كثيرة ما زالت قائمة لحد اليوم.
المدن التي أسسها الفينيقيون في الجزائر
ومن أشهر المدن التي أسسها الفينيقيون في الجزائر هي:
- روسيكاد (سكيكدة الحديثة)
- هيبون (عنابة الحديثة)
- إيكوزيم (الجزائر الحديثة): أول اسم لمدينة الجزائر الحالية وهو اسم فينيقي يعني جزيرة النوارس، ثم حوّله الرومان بعد السيطرة عليها إلى (إيكوزيوم).
- إيول (شرشال الحالية)
- قيرطا-قيرتا (الاسم الفينيقي والأصلي لمدينة قسنطينة، حوّله الرومان إلى سيرتا لعدم وجود القاف في اللاتينية).
- كولو (القل)
- إجيلجلي (جيجل)
- سالداي (بجاية)
- روس كورو (تاكسيبت)
- ثيفيستا (تبسة)
- روس قونية (برج البحري)
- كرطناي (تنس)
- رشقون (شمال تلمسان)
الحضارة الفينيقية في الجزائر
تنوعت المظاهر الحضارية الفينيقية في الجزائر، وفي ما يلي أبرز مظاهرها:
صناعة السفن
من الكتابات والنقوش التي توجدت على الفخار، يُفهم أن الفينيقيين هم أقدم من اهتم بالفملاحة البحرية أكثر من غيرهم، وقاموا بتطوير السفن النهرية البحرية، ولُقبوا بأبناء البحر.
الزراعة
كانت الزراعة مهمة في النشاط الاقتصادي الفينيقي، حيث انتشرت الزراعة في منطقة شمال تونس والجزائر ، وعملوا على تطوير زراعة أشجار الزيتون والكروم والتين والرمان، وأنواع أخرى كالخضراوات والحبوب والفواكه.
التجارة
لعبت مجموعة من المحطات التجارية التي أسسها الفينيقيون في الجزائر بغرب البحر الأبيض المتوسط دوراً في استغلال الساحل الغربي الإفريقي والوصول إلى بلاد الذهب، ونظم الفينيقيون حملة واسعة ذات هدفين؛ أولهما تأسيس مستوطنات والثاني تعزيز سوق الذهب.
اللغة المحكيّة
أثّر اتصال سكان الجزائر وشمال إفريقيا بالفينيقيين القادمين من المشرق العربي لُغوياً، حيث كان فينيقيو شمال إفريقيا يتكلمون اللغة البونيقية ؛ وهي لغة منحدرة من الفينيقية. ثم أقبل البربر على تعلم اللغة البونيقية لتسهيل الاتصال بالقرطاجيين.