في أي جزء سورة يس
في أي جزء سورة يس
تقع سورة يس في الجُزْأين الثاني والعشرين، والثالث والعشرين، حيث ينتهي الجزء الثاني والعشرون عند الآية السابعة والعشرين من سورة يس، ويبدأ الجزء الثالث والعشرون عند الآية الثامنة والعشرين منها، ويستمرّ إلى نهاية السورة عند الآية الثالثة والثمانين، وقد سُمّي الجزء الثالث والعشرون باسم سورة يس؛ وذلك لابتداء الجزء عندها، حيث جرى العُرف على تسمية بعض الأجزاء بأوّل سورةٍ يبدأ عندها.
مواضيع سورة يس
يظهر في آيات سورة يس خصائص السّور المكّية ومميّزاتها، فهي إحدى السور المُفتتحة بالحروف المقطّعة، والتي جعلها الله -تعالى- دليلاً على بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، وتحدّياً للمشركين بأن يأتوا بمثل آيةٍ من كتاب الله -تعالى-، وقد وردت بعض الأحاديث التي تُشير إلى فضل سورة يس، إلا أن هذه الأحاديث قد ضعّفها المحدّثون، وتهتمّ سورة يس بتناول مواضيع العقيدة، والإيمان ، وتعتني بذكر أحداث اليوم الآخر؛ كالبعث، والحساب، وجزاء المؤمنين في الجنة، وجزاء الكافرين في النار، وقد ابتدأت سورة يس بإثبات نبوّة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وصِدقه فيما يقوله عن الله -تبارك وتعالى-، وذِكر مضمون رسالته وحِكمتها، ثم بيَّنت السورة موقف الناس من دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانقسامهم إلى مؤمنٍ بها ومستجيبٍ لما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإلى معرضٍ عن دعوته ومكذّبٍ لما يبّلغه -صلى الله عليه وسلم- عن ربّه -عز وجل-، وتذكر الآيات براءة النبي -صلى الله عليه وسلم- مما اتّهمه به المشركون من الشِّعر، وتُصبّر النبي على دعوته، وتُواسيه عمّا أصابه من أذى المشركين.
ثم سردت سورة يس قصة أصحاب القرية، وما وقع بينهم وبين رُسُلِهم الذين بعثهم الله -تعالى- لهدايتهم، وإرشادهم إلى الحق، وبيَّنت مصير المكذّبين لرسل الله -عز وجل-، وإهلاك الله -تعالى- لهم، ثم تذكر السورة صوراً من مظاهر قدرة الله -جل جلاله-، وأنواعاً من نِعمه الكثيرة على الناس، وكيف سخّر الله -تعالى- الكون لخدمة الإنسان، والقيام بما يُصلحه، وتذكر السورة كذلك بعضاً من شبهات المشركين الباطلة، وتُبيّن زيْفها، ثم تذكر حال المشركين عند بعثهم من قبورهم، وعرضهم على الله -تعالى- للحساب والجزاء، وتذكر السورة ما أعدَّه الله -تعالى- لعباده المؤمنين من النعيم المقيم في جنّات النعيم، وما سيلاقيه الكافرون من العذاب المهين، والبلاء العظيم؛ جزاءً لهم على كُفرهم، وإنكارهم للحقّ الذي جاء به المرسلون، ثم تنتهي السورة بذكر جحود أحد المشركين الأشقياء، وإنكاره للبعث والحساب يوم القيامة، وتردّ على دعوى المنكرين بجوابٍ جامعٍ حكيمٍ يُثبت بعث الناس يوم القيامة للعرض والحساب بين يدي الله -تعالى-.
أجزاء القرآن الكريم
جعل الله -تعالى- القرآن الكريم مقسّماً إلى سورٍ وآياتٍ؛ وذلك لحكمٍ عظيمةٍ، وفوائد جليلةٍ يتضمّنها هذا التقسيم، فإن في ذلك تحفيزٌ للقارئ، وتنشيطٌ وتشجيعٌ له على تلاوة القرآن الكريم وحفظه، فينتقل القارئ من آيةٍ إلى آيةٍ، ومن سورةٍ إلى أخرى حتى يُتمّ خَتم كتاب الله -تعالى-، وقد جعل الله -تعالى- القرآن الكريم ميسّراً على عباده المسلمين، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار فضلاً منه ومِنّة، وتعدّ قراءة القرآن الكريم من العبادات التي اجتهد المسلمون في أدائها، والحرص على المداومة عليها، ولذلك قسّم العلماء القرآن الكريم إلى أقسامٍ تُعين القارئ على ختم كتاب الله -تعالى- دون أن يصيبه فتور أو انقطاع عن تلاوة القرآن الكريم.
وقسَّم العلماء القرآن الكريم إلى تجزِئاتٍ مُختلفةٍ، فذهب بعضهم إلى تقسيم القرآن إلى ثلاثين قِسْماً، وأطلقوا اسم الجزء على كل قسم، ثم قسّموا الجزء الواحد إلى قِسمين، وأطلقوا اسم الحزب على القسم الواحد منه، فصار القرآن الكريم مكوّناً من ستّين حزباً، ثم قسّموا الحزب الواحد إلى ثمانية أقسام، فصار القرآن الكريم مكوّناً من أربعمئةٍ وثمانين قسماً، بحيث يختمه الحافظ في نحو سنةٍ وأربعة أشهر إذا حفظ في كل يومٍ ثُمن حزب، وقد اشتهر في الوقت المعاصر تقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءاً، وستّين حزباً.