فوائد من قصة أصحاب الحجر
فوائد من قصة أصحاب الحجر
في هذه القصة الكثير من الفوائد، نذكر منها ما يأتي:
- بيان بلاغة القرآن الكريم
ذكرت قصة ثمود عدة مرات في القرآن وفي بعض السور زيادات ليست في سور أخرى، أسلوب القرآن البديع أنه إذا كرر القصة في مواطن عدة أتى بشيء جديد في كل موضع من المواضع؛ لأجل أن يشد القارئ إلى سماع هذه القصة التي يسوقها ربنا -سبحانه-.
- يرينا الله -سبحانه وتعالى- في قصة ثمود عاقبة المفسدين.
- يعود مكر الإنسان السيئ عليه
والإنسان الذي يتقوى بنفسه ورهطه، وبمكره وكيده وقوته، يأتيه أمر الله -عز وجل- من حيث لا يحتسب؛ إذا ظن أنه قد أمن أتاه مكر الله وعذابه -سبحانه-.
- على الإنسان أن يحترز من استضعاف إنسان مؤمن
أو أن يفعل بقوته ومكره شيئاً يغضب الله -سبحانه-، وعليه أن يدعو الله أن لا يكله إلى نفسه فتهلكه، بل يفوض أمره لله -تعالى- لينجيه من المهالك.
ماذا حل بأصحاب الحجر؟
أصحاب الحجر هم قوم ثمود، أرسل الله سيدنا صالح -عليه السلام- إليهم نبيًا، فطلبوا علامةً على صدقه وأنه نبيٌ من الله، فأخرج الله لهم ناقةً من صخرةٍ صماء استجابةً لدعاء سيدنا صالح عليه السلام-، وقد نهاهم عن إيذائها أو مساسها بسوء، لكنهم ذبحوها ولم يعتبروا بخروجها من الصخرة.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ)
يقول -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ)، يقول السعدي في تفسير هذه الآية؛ كذب قوم ثمود نبيهم صالحاً -عليه السلام- وما جاء به من التوحيد ، والتوحيد رسالة الله للبشرية دعت إليه جميع الرسل؛ فكان تكذيب قوم ثمود لسيدنا صالح تكذيباً لجميع الرسل، فمن لا يؤمن برسول لم يؤمن بجميع المرسلين؛ لأن دعوة أنبياء الله -تعالى- واحدة، والمؤمن يؤمن بجميع رسل الله، كلٌ من عند ربنا.
يقول -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)، فهذه الآية توضح أن الله أرسل إلى قوم ثمود رسولًا منهم، يعرفون صدقه وأمانته، فطلبوا منه آيةً تدل على صدقه فأتاهم بها، ومع ذلك كله كذبوه، بل تكبروا وعتوا، وعقروا الناقة عناداً وكفراً.
وطلبوا أن يأتيهم عذاب الله تحديًا واستكبارًا، فكان عاقبتهم أن ظلت مدائنهم شاهدةً عليهم وعبرة لكل من يريد الاستكبار والعلو في الأرض، دون الاحتكام لشرع الله وتصديق رسالاته.
هلاكهم بالصيحة
لما تكبر قوم ثمود، وطلبوا من صالح -عليه السلام- أن يأتيهم بالعذاب، فلما بغوا في الأرض وذبحوا الناقة أمنهم الله ثلاثة أيام، وفي صبيحة اليوم الموعود أخذتهم صيحة الهلاك في وقت الصباح، فما نفعتهم الأموال والديار، ولم يستفيدوا مما بنوا ولو كان في الجبال.
والصيحة صوت مزعج مهلك، ولشدة عظمها وهولها من فوقهم رجفت بهم الأرض من تحتهم، فتحركت حركةً قويةً، فاجتمع فيها أنها صيحة وصاعقة ورجفة، دمرتهم تدميرًا واضحاً وجاوزت حد ما توقعوا من عذاب في القوة وشدة الإهلاك.