فوائد من سورة النحل
فوائد من سورة النحل
اشتملت سورة النحل كغيرها من السور المكيّة على فوائد ولطائف عديدة، نذكر منها ما يأتي:
- اشتملت السورة على موضوعات العقيدة، حيث تتحدث عن وحدانية الله، و البعث يوم القيامة ، والوحي الذي أنزله الله على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- طرحت السورة مجموعة من المواضيع إلى جانب العقيدة، لكنّها كانت متعلقة بالعقيدة ومرتبطة بها.
- بيّنت السورة أهميّة رسالة الوحدانية التي ابتدأت برسالة إبراهيم -عليه السّلام- واستمرت حتى رسالة محمد، وأوضحت الآيات الكريمة المهمة التي كلّف الله بها رسله.
- ألمّت بحقيقة مسألة إرادة الله وإرادة العبد فيما يتعلق بالإيمان والكفر والتوحيد والشرك.
- أوضحت السورة سنّة الله -تعالى- في الأقوام المعارضين لدعوته ورسالته على مرّ الأزمان.
- أضافت السورة إلى هذه المواضيع مجموعة من السلوكات والأخلاق؛ أي موضوعات المعاملة؛ كالعدل، والإحسان، والإنفاق في سبيل الله، و الوفاء بالعهد .
- ذكرت السورة المنافع والنِّعم التي سخّرها الله لعباده؛ ومن ذلك المنافع الموجودة في الأنعام؛ من الفوائد في المركب والمأكل والزينة، وما في النحل من المعجزات التي أودعها الله فيه مع بيان الأحوال التي يكون عليها، وبيان أحوال كل من المؤمن والكافر، وذكر العديد من نعم الله على عباده؛ من المساكن والظلال التي جعلها لهم، والثياب التي يلبسونها.
- حثّت السورة على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن لئلّا يكون له سلطان على أهل الإيمان.
- رخّصت السورة النطق بالكفر باللّسان عند الإكراه، وذكرت وعد الله لعباده المتّقين المحسنين بالجنة، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ).
تعريف سورة النحل
تعدّ سورة النّحل من السور المكيّة، ويبلغ عدد آياتها مئة وثماني وعشرين آية، وقد نزلت السورة الكريمة في الفترة الواقعة بعد حادثة الإسراء والمعراج ، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وتعود تسميتها لما ورد فيها من قول الله -تعالى-: (وَأَوحى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشونَ).
وتتميّز سورة النحل بأنّها اشتملت على العديد من الموضوعات التي ذُكرت معاً في أوّل آيتين من السورة، ثمّ جاء التفصيل فيها في بقيّة الآيات، ثمّ اختتمت الآيات في السورة بذكر بعض ما أنعم الله به على المشركين، بأن جعلهم من سكّان بيته الحرام.
وبيّنت أنّهم في المقابل من ذلك كفروا وجحدوا وكذّبوا، فاستحقوا العذاب من الله على ذلك، وقد جاءت سورة النحل في القرآن الكريم بعد سورة الحجر في الترتيب؛ والتي ترتبط معها بما اختتمت به سورة الحجر من أمر الله لنبيّه أن يعبده حتى يأتيه اليقين، ثمّ جاءت النحل في بدايتها بتحقيق وعد الله.
فضل السورة وما ورد فيها من الأحاديث
سورة النحل من سور المِئين في القرآن الكريم التي أنزلها الله على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بدلاً من الزبور ، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).
سبب نزول سورة النحل
روى أبي بن كعب -رضي الله عنه- فقال: (لمَّا كانَ يومُ أحدٍ ، أصيبَ منَ الأنصارِ أربعةٌ وستُّونَ رجلاً ، ومنَ المُهاجرينَ ستَّةٌ فيهم حمزةُ ، فمثَّلوا بِهم فقالتِ الأنصارُ: لئن أصبنا منْهم يومًا مثلَ هذا لنربينَّ عليْهِم، قالَ: فلمَّا كانَ يومُ فتحِ مَكَّةَ فأنزلَ اللَّهُ -تعالى-: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ"، فقالَ رجلٌ: لاَ قريشَ بعدَ اليومِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ: كفُّوا عنِ القومِ إلاَّ أربعةً).
وروى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، في قول الله -تعالى-: (مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ وَلـكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّـهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ)، فقال: (هوَ عبدُ اللهِ بنُ سعدٍ ابنُ أبي سرحٍ، الذي كانَ على مصرَ، كانَ يكتبُ لرسولِ اللهِ، فأزلَّهُ الشيطانُ، فلحقَ بالكفارِ، فأمرَ بهِ أنْ يقتلَ يومَ الفتحِ، فاستجارَ له عثمانُ بنُ عفانٍ، فأجارهُ رسولُ اللهِ).