فوائد من سورة القلم
فوائد من سورة القلم
الناظر في كتاب الله -تعالى- يدرك من خلال آياته؛ عظمته والحكمة البالغة فيه، والمتأمل في سورة القلم يستشعر الفائدة المستنبطة من الآيات، وهذه بعض الفوائد:
- يوجه الله -تعالى- الأمة الإسلامية إلى أهمية العلم
تعظيماً لشأنه، فالقلم هو وسيلة النهوض بالأمم، حتى أن أول آيات القرآن الكريم نزولاً على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت تدعو إلى العلم قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وأن العلم هو أحد أسباب القضاء على الجهل، وبه تتقدم الأمم وتزدهر
- ترسم الآيات منهجاً متكاملاً في الأخلاق الإسلامية
فهي تدعو المسلمين إلى التحلي و التأسي بالرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ رغم المشقة التي كان يعاني منها إلا أن خُلقه لم يتغير مع قريش، وهو القدوة فيستحق الثناء الحسن من الله -تعالى-؛ كذلك دأب المسلمين في كل زمان ومكان، ومصداق ذلك قوله -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
- صاحب العقيدة لا يتخلى عن مبادئه
فالإسلام وشرك الجاهلية لا يلتقيان؛ لا في الأمس، ولا الحاضر، ولا الغد، قال -تعالى-: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ).
- توجه الآيات في مضمونها إلى التوبة، والرجوع إلى الله -تعالى- قبل فوات الأوان.
- ينزل البلاء بالمسلم إما رفعة له، أو تأديباً، أو تغييراً لحال أحسن؛ والعسر يعقبه يسر مهما طال.
- نبذ التقليد الأعمى
المبني على الأوهام، والذي يقود صاحبه إلى الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة؛ فهو تقليد لا يُبنى على دليل، إنما هو قائم على الأهواء.
- يحض الله نبيه على الصبر والثبات
ويذكره بما أعده الله -تعالى- من صنوف النعم؛ وفي ذلك دعوة للمؤمنين بالسير على نهجه -صلى الله عليه وسلم-.
- لا يستوي حال المؤمن والكافر يوم القيامة
فالمسلم يعقد العزم في حياته على فعل الطاعات، واجتناب المحرمات،قال -تعالى-: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ).
- فتح الله -تعالى- لعبادة أبواب الخير كلها
فمن لم يجد ما ينفقه في سبيل الله فليصلح النية ؛ فبصلاحها تنصلح أعمل العباد.
- ترشد الآيات الناس إلى عدم امتهان القسم
والحلفان في كل شاردة وواردة، وفي كل ما رخص وهان.
- الأخلاق السيئة مذمومة
كالغش والخداع والغيبة والنميمة، وهي تقود صاحبها إلى الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة.
- قصة سيدنا يونس والصبر على الابتلاء
تذكر الآيات فائدة عظيمة تدعو المسلمين للاقتداء بها، وهي أن المسلم في أشد أنواع البلاء يتوجه إلى الله -تعالى-، ويصبر على البلاء، وتشير الآيات إلى قصة سيدنا يونس حين التقمه الحوت.
- تبييت النية السيئة عاقبتها وخيمة
وكذلك إقرارها في النفس سبب كاف لإلحاق العقوبة بالشخص؛ كحال أصحاب الجنة الواردة قصتهم في السورة.
- تحمل الآيات في طياتها بشارة للمؤمنين المتقين الملتزمين لأوامر الله -تعالى-.
- ذكر الله تعالى- السبيل لنجاة العبد، وهو الالتزام بشرع الله، وعدم طاعة المكذبين المعاندين.
- الداعي إلى الله -تعالى- يتحلى بصفات جلية؛ حتى يكون قدوة لغيره فهو يحمل رسالة الإسلام.
- يجب على المسلم أن يستثمر كل باب من أبواب الخير؛ فالصدقة سبيل لحفظ الإنسان، ودفع البلاء عنه وتيسير أموره .
- باب التوبة مفتوح لكل من يرتكب ذنباً أو خطئاً؛ فليبادر إلى طلب المغفرة من الله -تعالى-، ويفعل الخيرات؛ فرحمة الله تسبق غضبه.
- عند سير المسلم في طريق الخير لا يمتنع عن تقديم النصح والإرشاد لغيره؛ فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- الأخلاق الحسنة ترسم لصاحبها منهجاً يسير عليه، فيصبح قدوة يحتذى بها، وترفع من قدره في الدنيا، وتكون سبباً لرفع درجته عند الله -تعالى-.
التعريف بسورة القلم
سورة القلم من السور المكية ، وهي في الجزء التاسع والعشرون من القرآن الكريم، وعدد آياتها (52)، وهي من أوائل السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومحورها الرئيس أن سيدنا محمد مرسل من عند الله -تعالى-.
المواضيع التي تناولتها سورة القلم
تناولت آياتها الحديث عن مجموعة من المواضيع؛ نجملها فيما يأتي:
- القلم، وهو ما يكتب به الخير، والنفع والعلم.
- الأجر العظيم الذي أعده الله -تعالى- لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ على ما كان يلاقي من الشدائد في تبليغ الدعوة إلى الله -تعالى-.
- علم الله -تعالى- بالشقي المنحرف عن دينه.
- قصة أصحاب الجنة.
- حال المكذبين المستنكرين، والإخبار عن جزاء المتقين الذي أعده الله لهم.