فوائد مرض الزكام
فوائد الإصابة بمرض الزكام
يمكن اعتبار الإصابة بمرض الزكام، أو نزلات البرد، أو نزلة البرد، أو الرشح، أو الضنك، أو الضود (بالإنجليزية: Common cold) كأداة تنشيط للجهاز المناعي، إذ يعد من الطبيعي الإصابة بنزلة أو نزلتي برد في كل عام تقريبًا، وإنّ شدة الأعراض ومدة استمرارها أثناء فترة العدوى تدل على الحالة الصحية للجهاز المناعي، إذ إنّ ظهور الأعراض المصاحبة للعدوى مؤشّر على فعالية الجهاز المناعي وقدرته على مكافحة العدوى، ومن هذه الأعراض: التهاب الحلق، وزيادة إفراز المخاط، والسعال الشديد، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ومع أن الاشخاص الذين يحظون بجهاز مناعي صحي وقوي يصابون بهذه الأعراض الشديدة إلّا أنّها ما تلبث أن تختفي وتزول تمامًا خلال فترة زمنية قصيرة، وفي العادة يحتاج الجهاز المناعي إلى ثلاثة أيام إلى خمسة أيام حتى تبدأ الأعراض بالتحسن بشكل تدريجيّ إلى أن تختفي تمامًا بما فيها: انسداد الحلق، والسعال المزمن، وعدوى الأذن والجيوب الأنفية، وأثناء هذه الفترة يفضل بقاء المصاب في المنزل وأخذه قسط كافٍ من الراحة والنوم، وذلك لتمكين جهاز المناعة لديه من محاربة العدوى الفيروسية بكفاءة أكبر.
تجدر الإشارة أنّ الأعراض المصاحبة لنزلات البرد ما هي إلا آليات شفاء طبيعية كرد فعل من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى الفيروسية وتسريع وتيرة الشفاء، لذا وعلى الرغم من أن تناول الأدوية التي تساهم في علاج هذه الأعراض قد يخلق بعض الراحة لدى المريض ويساعده على القيام بمهامه اليومية والذهاب للعمل عن طريق تقليل الشعور بالتعب والإرهاق إلّا أنّه لا يُنصح بتناولها وذلك لأنها تثبّط الآليات الدفاعية لجهاز المناعة من أجل محاربة العدوى ومكافحتها، الأمر الذي قد يضعف الجهاز المناعي وقد يطيل من الفترة الزمنية للمرض، ويمكن الإشارة إلى الآليات الدفاعية للجهاز المناعي عند الإصابة بالزكام فيما يأتي:
- يساعد المخاط على التخلص من بقايا البكتيريا والفيروسات الميتة.
- يساعد السعال على إخراج العدوى الفيروسية من الرئتين.
- يساعد العطاس على تطهير المسالك التنفسية من المهيجات الضارة والمواد المسببة للحساسية.
- تساعد ارتفاع درجة حرارة الجسم على قتل العدوى، وهي نفس الآلية المتبعة لقتل البكتيريا عند تسخين الطعام أو الماء.
- تساعد العدوى الفيروسية الجسم على تنظيف نفسه كما أنها تساعد على تقوية الجهاز المناعي لتمكينه من محاربة العدوى بشكل أفضل في حال تعرّض لها في المستقبل؛ إذ يلاحظ العديد من الأشخاص أن الجسم يصبح أفضل وأقوى بعد تعرضه للعدوى الفيروسية.
نصائح لتقوية جهاز المناعة
يساعد الجهاز المناعي في جسم الانسان في مكافحة الفيروسات، وهناك بعض الأمور والنصائح التي يمكن القيام بها لمساعدة وتقوية الجهاز المناعي وذلك من أجل تمكينه من أداء وظائفه، وفي ما يأتي ذكر لبعض هذه النصائح:
- تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
- عدم التدخين وعدم استخدام العقاقير الاستجمامية أو الترويحية وذلك لأن هذه الأدوية تقوم بإيقاف جهاز المناعة عن العمل بكفاءة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الامتناع عن شرب الكحول .
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- غسل اليدين والعناية بالفم بشكل صحيح وبانتظام.
- تعزيز الروابط الاجتماعية التي يُعتقد أنّ لها تأثير كبير على صحة الجسم بشكل عام، إذ وُجِد أنّ الاشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية قوية يتمتعون بصحة أكثر من الذين لديهم روابط اجتماعية ضعيفة.
- تجنب التعرض للضغوط لفترة طويلة، إذ إنّ التعرض للضغط والتوتر قد يضعف جهاز المناعة في جسم الانسان ممّا يؤدي إلى خفض قدرته على محاربة الأمراض، لذا يفضل تجنب التعرض للضغوط لفترة طويلة ومحاولة الاسترخاء والقيام بالأشياء التي تجعل الشخص يشعر بالاستمتاع والراحة، وعلى الرغم من ذلك فإن التعرض للضغوط لفترة قصيرة من الزمن قد يكون جيدًا، وقد يساعد الجسم على البقاء مستعدًا من أجل مواجهة العدوى والتصدّي لها.
نظرة عامة حول مرض الزكام
يُعرّف الزكام على أنّه عدوى فيروسيّة عادةً ما تُصيب الإنسان حيث تؤثّر في الجهاز التنفسي العلوي والممرات الهوائية بما في ذلك الأنف، والحلق، والبلعوم، والحنجرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العدوى غالبًا ما تكون حادة ذاتية الشفاء؛ أي أنّ الشخص قد يلتقط العدوى بسرعة ويشفى منها وحده ومن تلقاء نفسه وذلك بفضل تصدّي الجهاز المناعي في الجسم لها، وفي الواقع ما تلبث أعداد الفيروسات أن تنخفض ويبدأ الجسم بالتعافي عندما يطوّر الجسم مناعة ضد سلالة الفيروس المسبب للعدوى، وإنّ آلية ما سبق تتمثّل بقتل الفيروس من قبل خلايا الدم البيضاء وتنشيط الأجسام المضادة لهذا الفيروس المسبب للعدوى.
لابدّ من بيان أنّ للفيروسات التي تسبّب الزكام فترة حضانة تصل إلى يومين تقريبًا يكون فيها الفرد مصابًا بالزكام دون ظهور الأعراض عليه، وإنّ العدوى قد تستمر فترة زمنية تتراوح بين خمسة أيام إلى عشرة أيام من وقت ظهور الأعراض، وعلى الرغم من أنّ المصاب قد يكون أكثر قدرة على نقل العدوى إلى الآخرين خلال فترة الحضانة إلّا أنّه قد يكون قادرًا على ذلك أيضًا بعد ظهور الأعراض عليه، وبالحديث عن الأعراض الظاهرة على المصاب فيُشار إلى أنّ التهاب الحلق غالبًا ما يكون أول الأعراض التي تظهر على المُصاب، وعادة ما يتبع ذلك المعاناة من سيلان أو انسداد في الأنف، ومع أنّ الأعراض عادةً ما تختفي خلال أسبوع من الإصابة، إلّا أنّ بعضها من الممكن أن يستغرق وقتًا أطول حتى يختفي تمامًا، بما في ذلك السعال؛ إذ يحتاج البالغون في المتوسط إلى 18 يومًا للتعافي من السعال بشكل تامّ، في حين أنّ الأطفال قد يحتاجون ما قد يصل إلى ثلاثة أسابيع تقريبًا من أجل ذلك.