فوائد سورة الملك
الفائدة الخاصة لقراءة سورة الملك
اختصت بعض السور القرآنية بفضائل خاصة لها بخلاف غيرها من السور، ومن هذه السور سورة الملك، التي اشتهرت بأنها المانعة من عذاب القبر والمنجية منه لمن يحافظ على قراءتها في كل ليلة، وأنها تشفع لصاحبها يوم القيامة حتى يُغفر له ويُتجاوز عنه، أو حتى تدخله الجنة، وقد نقل ذلك في عدد من الأحاديث، ومنها:
- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: (يُؤتَى الرَّجلُ في قبرِه فيُؤتَى رجلاه فتقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ سورةَ المُلكِ ثم يُؤتَى من قِبَلِ صدرِه أو قال بطنِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ سورةَ المُلكِ ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رأسِه فيقولُ ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ كان يقرأُ في سورةِ المُلكِ فهي المانعةُ تمنعُ عذابَ القبرِ وهي في التَّوراةِ سورةُ المُلكِ من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً شَفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سورةٌ منَ القرآنِ ما هيَ إلَّا ثلاثونَ آيةً خاصمتْ عن صاحبِها حتى أدخلتْهُ الجنةَ وهيَ سورةُ تباركَ).
- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: (من قرأ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) كلَّ ليلةٍ منعه اللهُ عزَّ وجلَّ بها من عذابِ القبرِ وكنَّا في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نسمِّيها المانعةَ وإنَّها في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ سورةٌ من قرأ بها في ليلةٍ فقد أكثَر وأطاب).
- ذُكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: (كانَ لا ينامُ حتى يقرأَ الم، تَنْزِيلُ السجدةُ، وتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)
الفائدة العامة لقراءة سورة الملك
للقرآن وتلاوته فضائل دنيوية وأخروية لا تعدّ ولا تحصى، وتدخل سورة الملك في هذه الفضائل كونها جزءا من القرآن الكريم، ومن أهم هذه الفضائل:
- ترتب الأجر الكبير والثواب العظيم على قراءة القرآن ومنه سورة الملك، كما في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ ألم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
- تعد تلاوة القرآن ومنها تلاوة سورة الملك من أفضل العبادات وأهم ما يُتقرب به إلى الله، فقد أمر الله تعالى بتلاوة القرآن في قوله -عز وجل-: (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ).
- أن من جود القرآن ومنه سورة الملك، وحسّن قراءته فيه يعد بمنزلة الملائكة المقربين، ومن قرأه بمشقة فله أجران، وذلك كما في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ. [وفي رواية]: والذي يَقْرَأُ وهو يَشْتَدُّ عليه له أجْرانِ).
فضل موضوعات سورة الملك
تعددت موضوعات سورة الملك، وبينت معانٍ فضيلة لها عظيم الأثر على قارئها، ومن هذه المعاني:
تعظيم قدرة الله
ابتُدأت السورة بآية: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" صورة تعظم الله وتنزّهه عن كل نقص، فالله وحده الذي يملك كل شيء بيده الملك وحده وإليه يرجع الأمر هو الذي بيده كلّ شيء ولا يعجزه شيء.
وجعل الموت والحياة فتنة وابتلاءً لعباده ليعلم المحسن من المسيء، وإن كان يبتلي الإنسان بها جميعاً فهو يقبل توبة العاصي وأوبته فيغفر ويصفح فالله هو العزيز ليس كمثله أحد، ثمّ يتحدّث لنا الصنعة المتقنة خلق السماوات السبع بلا خلل أو عيب وبلا ميزان فيرفعها.
التأمل في خلق الله
بينت الآيات ضرورة التأمل في خلق الله تعالى، وبينت صنعة الله المتقنة في خلقه للسماء وما فيها من النجوم، ورفعها دون أن تسقط، وفي خلق الطير وإقدارها على الطيران دون أن تسقط وإمساكه لها برحمته، فتأمل هذه الآيات كفيل بتحقيق الإيمان بالله، وهذا من عظيم أثر سورة الملك على قارئها.