فوائد سورة الغاشية
فوائد سورة الغاشية
جاء في السورة الكريمة مجموعة من الفوائد واللّطائف، نذكر منها ما يأتي:
- قلوب ومشاعر واعتقادات الآخرين لا يمكن لأحد من البشر أن يسيّرها ويتحكّم بها.
- ورد في سورة الأعلى قول الله -تعالى-: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)، ثمّ في سورة الغاشية قال -تعالى-: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحرص على قراءة سورتي الأعلى ثمّ الغاشية في ركعتي صلاة الجمعة .
- عدم سماع العبارات المؤذية للسمع من الألفاظ المنحرفة والتعابير الخادشة يعدّ صنفاً من أصناف النّعيم.
- وردت كلمة "أتى" في القرآن الكريم في المواضع التي يتجلّى فيها الأمر بالسهولة واليسر، وورد التعبير بلفظ "جاء" في الأمر العسير الذي يتطلب مشّقة، ففي قول الله -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى)، عبّرت الآية عن يوم القيامة ومجيئه بلفظ جاءت، وفي قول الله -تعالى- في سورة الغاشية: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)، دلالة على الُيسر، فجاء اللّفظ بقوله: أتاك.
وتتحدّث الآيات الكريمة في سورة الغاشية عن يوم القيامة والتخويف منه، وذِكر حال مَن كان مصيره الناس والعذاب فيها، ثمّ ذكرت الآيات في السورة حال المؤمنين الذين استحقّوا النّعيم في جنّات الخلد، وموعظة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للضالّين عن طريق الحق.
حيث كان النبيّ يعظهم خوفاً عليهم من استحقاق العذاب يوم القيامة ورأفةً بهم ممّا قد يحلّ بهم، ثمّ إنّ العاقبة والمرجع يوم القيامة إلى الله -تعالى- وحده، فيحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، قال -تعالى-: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم).
التعريف بالسورة
تعدّ سورة الغاشية من السور المكيّة بالاتّفاق، وقد نزلت بعد سورة الذّاريات، ويبلغ عدد آياتها ستّاً وعشرين آية، وترتبط السورة مع سورة الأعلى التي جاءت قبلها بما ذكرته سورة الأعلى من الجنّة والنّار، وحال المؤمن والكافر إجمالاً، وقال فيها -تعالى-: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)، فجاءت سورة الغاشية لتبيّن ما ذكرته الأعلى على وجه التفصيل.
وذكر أبو حيان أنّ سورة الغاشية جاءت لتبيّن أنّ الناس ينقسمون إلى قسمين؛ قسم في الجنّة وآخر في النّار، وقالوا إنّ سورة الأعلى اختتمت بالترغيب بالآخرة، فقال -تعالى-: (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، فجاءت سورة الغاشية بعدها لتبيّن هذه الأحوال التي رغّبت فيها سورة الأعلى من قبلها.
حيث إنّ وجود سورة الغاشية بعد سورة الأعلى لتبيّنها وتشرحها، وقد سُمّيت سورة الغاشية بهذا الاسم كونها تتحدّث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال والأحداث، والغاشية هو اسم من أسماء يوم القيامة ، ومعناه ما يغشى النّاس كلّهم.
موضوعات السورة
بيّنت السورة الكريمة مجموعة من الموضوعات والمقاصد، ومنها:
- وصف حال أهل النّار وحال أهل الجنّة.
- وصف مظاهر إبداع الله في خلق الكون ، ودلالتها على الخالق -سبحانه وتعالى-.
- ذكر المهمّة التي كلّف الله بها رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وهي تبليغ الناس رسالة الإسلام والدعوة لهدايتهم.
- التّذكير بيوم القيامة.