أشعار عن التسامح
شعر عن التسامح للإمام الشافعي
- يقول الإمام الشافعي :
لما عفوت ولم أحقدْ على أحد
- أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه
- لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ
وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه
- كأنما قد حَشى قلبي محباتِ
الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم
- وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ
- يقول أيضاً:
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
- جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
- بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
- تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ
- فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
- تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
- عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
- وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ
- وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ
- أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
- كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني
- وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي
- وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما
- ويقول أيضاً:
قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم
- إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ
- وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ
- وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ
أشعار مؤثرة عن العفو والتسامح
- يقول الشاعر ظافر الحداد قي إحدى قصائده:
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ
ولو لم يكن ذنبٌ لَماَ عُرف العفوُ
- يقول الشاعر جرير:
أَنتُم أَئِمَّةُ مَن صَلّى وَعِندَكُمُ
لِلطامِعينَ وَلِلجيرانِ مُعتَصَمُ
وَالمُستَقادُ لَهُم إِمّا مُطاوَعَةً
عَفواً وَإِمّا عَلى كُرهٍ إِذا عَزَموا
يا أَعظَمَ الناسِ عِندَ العَفوِ عافِيَةً
وَأَرهَبَ الناسِ صَولاتٍ إِذا اِنتَقَموا
قَد جَرَّبَت مِصرُ وَالضَحّاكُ أَنَّهُمُ
قَومٌ إِذا حارَبوا في حَربِهِم فُحُمُ
- يقول الشاعر الحيص بيص:
مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً
- فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما
- غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح
فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا
- وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ
قصيدة نقطة ضعفي
- يقول الشاعر مانع سعيد العتيبة في قصيدته نقطة ضعفي:
لأن التسامح نقطة ضعفي
فما زلت تحظى بودي ولطفي
وما زلت تطعنني كل يوم
فلا يتصدى لطعنك سيفي
أداوي جراحي بصبري الجميل
فلا القلب يسلو ولا الصبر يشفى
وأسأل ما سر هذا الثبات
على عهد حبي فيشرح نزفي
لو أكن يا شقائي الضيف
رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي
فلا تتخيل بأنك أقوى
وأني صبور على رغم أنفي
أنا هو بأس العواصف فافهم
لماذا أصونك من هوى عنفي
لأنك لا تستطيع الصمود
إذا غاب عنك حناني وعطفي
أحبك ما زلت رغم الخطاي
وتشهد بالحب دمعة حرفي
بكيت طويلاً بصمت انتظاري
فأنت انتصاري الأخير وحتفي
أحبك واليأس لا يتناهى
أمام خطاي ونظرة طرفي
وأرض فؤادي إلى الغيث ظمأى
وما أنت إلا سحابة صيف
أشعار متنوعة وجميلة عن التسامح
- يقول الشاعر أبو نواس :
فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً
حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ
لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً
فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ
- يقول الشاعر ابن علوي الحداد:
يا من يرى سر قلبي
- حسبي أطلاعك حسبي
فامح بعفوك ذنبي
- وأصلح قصودي والأعمال
رب عليك اعتمادي
- كما إليك استنادي
صدقا وأقصى مرادي
- رضاؤك الدائم الحال
رب يا رب إني
- أسألك العفو عني
ولم يخب فيك ظني
- يا مالك الملك يا وال
أشكو إليك وأبكي
- من شؤم ظلمي وإفكي
وسوء فعلي وتركي
- وشهوة القيل والقال
وحب دنيا ذميمه
- من كل خير عقيمه
فيها البلايا مقيمه
- وحشوها آفات وأشغال
- يقول الشاعر أبو أذينة:
ما كل يوم ينال المرء ما طلبا
- ولا يسوغه المقدار ما وهبا
وأحزم الأنس من إن فرصة عرضت
- لم يجعل السبب الموصول مقتضباً
وأنصف الناس في كل المواطن من
- سقى المعادين بالكأس الذي شربا
وليس يظلمهم من راح يضربهم
- بحد سيف به من قبلهم ضرباً
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
- من قال غير الذي قد قلته كذباً
قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد
- رأيت رأياً يجر الويل والحربا
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها
- إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا
هم جرودا السيف فاجعلهم له جزراً
- وأوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا
إن تعف عنهم تقول الناس كلهم
- لم يعف حلماً ولمن عفوه رهبا
وكان أحسن من ذا العفو لو هربوا
- لكنهم أنفوا من مثلك الهربا
همو أهلة غسان ومجدهم
- عال فإن حالوا ملكاً فلاعجبا
وعرضوا بفداء واصفين لنا
- خيلاً وابلاً يروق العجم والعربا
أيحلبون دماً منا ونحلبهم
- رسلاً لقد شرفونا في الورى حلبا
علام تقبل منهم فدية وهمو
- لا فضة قبلوا ولا ذهب
- يقول البحتري:
لَقَد حَمَلَ المُعتَزُّ أُمَّةَ أَحمَدٍ
- عَلى سَنَنٍ يَسري إِلى الحَقِّ لاحِبُه
تَدارَكَ دينَ اللَهِ مِن بَعدِ ما عَفَت
- مَعالِمُهُ فينا وَغارَت كَواكِبُه
- و يقول أيضاً:
وَأَبيَضُ مِن آلِ النَبِيِّ إِذا اِحتَبى
- لِساعَةِ عَفوٍ فَالنُفوسُ مَواهِبُه
تَغَمَّدَ بِالصَفحِ الذُنوبَ وَأَسجَحَت
- سَجاياهُ في أَعدائِهِ وَضَرائِبُه
نَضا السَيفَ حَتّى اِنقادَ مَن كانَ آبِياً
- فَلَمّا اِستَقَرَّ الحَقُّ شيمَت مَضارِبُه