العقيقة سنَّةٌ من السنن التي حثّ عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهي بمثابة شكرٍ وحمدٍ لله -سبحانه وتعالى- على منحه للمولود، وتطلق العقيقة على ما يذبح من بهائم الأنعام عند ولادة المولود، وتعود العقيقة بفائدةٍ ونفعٍ كبيرٍ على المجتمع؛ فالعقيقة تُسهم بشكلٍ كبيرٍ في مساعدة الفقراء والمساكين، وآتيًا في هذا المقال بيانٌ لعددٍ من فوائد العقيقة على المجتمع، وعلى المولود.
فوائد العقيقة
فوائد العقيقة للمولود وأهله
إنّ للعقيقة تعود على المولود وأهله بالخير والنفع، منها ما يلي:
- تحمي العقيقة المولود من الشيطان، ودليل ذلك ما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "الغلامُ مُرْتَهَنٌ بِعقِيقَتِه، فأَهْرِيقُوا عنهُ الدَّمَ، وأميطوا عنهُ الأَذَى"، فالمولود عند ولادته يكون معرض للشيطان وعند قيام والديه بالعقيقة له فإنهما يحميانه منه.
- العقيقةٌ سبيلٌ لينال المولود دعاء الناس له بالخير والصلاح والبركة منذ بداية حياته.
- في العقيقة أداءٌ من الوالدين لعبادة شكر الله تعالى بأن وهبهم المولود.
- في ذبح العقيقة اقتداءٌ من الوالد بنبيّ الله إبراهيم عليه السلام؛ وذلك أنّ الوالد حينما يولد له ولدٌ يقدّم قربانًا يتقرّب به إلى الله تعالى كما فعل إبراهيم عليه السلام.
فوائد العقيقة الاجتماعية
إنّ للعقيقة فوائد كثيرةٌ تعود على المجتمع بالخير، منها ما يلي:
- إشهار نسب المولود ويتم ذلك من خلال إعداد مائدة الطعام ودعوة الناس عليها أو التصدق بها.
- توزيع العقيقة يعمل على تعزيز التكافل والتعاون بين أفراد المجتمعات وتقوية العلاقات بينهم.
- تسهم العقيقة في تخفيف الفقر ومحاربته.
- تشبع العقيقة حاجات بعض أفراد المجتمع.
- إظهار الفرح والسرور والحمد بقدوم المولود، وهذا ما أشارت إليه الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة.
- إعداد وليمةٍ على العقيقة وتوزيعها أو دعوة الناس عليها يؤدي ذلك إلى زيادة المحبة بين الناس.
دعاء ذبح العقيقة
ذهب الفقهاء إلى أنّ ما يُشرع في الأضحية يشرع في العقيقة؛ فيُشرع في العقيقة التسمية والتكبير، كما أنّه يستحب للذابح أن ينوي الذبح ويذكر اسم المولود عليها: "بسم الله والله أكبر اللهم لك إليك عقيقة فلان"، كما أنّه لا يشترط أن يتم إحضار المولود عند ذبح العقيقة .
وقت ذبح العقيقة
اختلف الفقهاء في وقت الذبح إلّا أنّهم اتّفقوا على أنّ أفضل وقتٍ لذبح العقيقة هو اليوم السابع من ولادة المولود، ودليل ذلك ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- من قولها: "عقَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الحسنِ والحسَينِ يومَ السَّابعِ وسمَّاهُما".
حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة
اختلف الفقهاء في جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة في آنٍ واحدٍ على قولين:
- القول الأول: ذهب المالكية والشافعيّة والإمام أحمد في روايةٍ عنه إلى عدم جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة، والسبب في ذلك أن سبب ذبح العقيقة مختلف تمامًا عن سبب ذبح الأضحية.
- القول الثاني: ذهب الحنفيّة والإمام أحمد في روايةٍ عنه إلى جواز اجتماع الأضحية والعقيقة في ذبيحةٍ واحدةٍ، وعللوا ذلك بأنّ الهدف من الاثنتين هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.