فوائد الطحالب البحرية
فوائد الطحالب البحرية
تجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع الإرشادات الصحيّة المكتوبة على ملصقات منتجات الطحالب البحرية بأنواعها، وتحديد الكميّات المستهلكة منها، واستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناولها، وذلك لأنّ استهلاك المواد الطبيعيّة قد لا يكون آمناً دائماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطحالب البحريّة التي تمتلك فوائد صحيّةً تُسمّى الطحالب الخضراء المزرقة (بالإنجليزية: Blue-green Algae) ومن أهمّ أنواعها؛ السبيرولينا (بالإنجليزيّة: Spirulina)، كما أنّ هناك نوعاً آخر من الطحالب البحريّة يُسمّى طحالب الكلوريلّا (بالإنجليزيّة: Chlorella)، وسنذكر في هذا المقال فوائد أنواع هذه الطحالب:
فوائد الطحالب الخضراء المزرقة (سبيرولينا)
تُعدّ الطحالب الخضراء المُزرقة من أنواع البكتيريا التي تجتمع فيها صفات البكتيريا والطحالب، وتوجد في العديد من الأوساط المائية، وتظهر منفردة أو على شكل مجموعات، وتحتوي الطحالب الخضراء المُزرقّة على العديد من المركبات النشطة بيولوجيّاً؛ مثل الفيكوسيانين (بالإنجليزية: Phycocyanin)، والكاروتينات (بالإنجليزية: Carotenoids)، وحمض الغاما- لينولينيك (بالإنجليزيّة: γ-linolenic acid)، والألياف، بالإضافة إلى الستيرويدات النباتية، كما تُعدّ هذه الطحالب مصدراً لفيتامينات ب، والحديد .
وكما ذكرنا سابقاً؛ تُعدّ طحالب السبيرولينا أحد الأنواع الشائعة من الطحالب الخضراء المزرقّة، وهي تنمو في المياه القلويّة الدافئة، وتتوفر السبيرولينا على شكل كبسولاتٍ، أو أقراص، أو بودرة، وتُضاف إلى الأطعمة والمشروبات؛ مثل ألواح الطاقة، والبوشار ، والعصائر، ومن فوائدها العامة:
تحتوي على العديد من العناصر الغذائية
تتكوّن طحالب السبيرولينا من البروتين بنسبة 60%، حيث تُعدّ مصدراً غنياً بالبروتين أكثر من أغلب الخضروات، كما تحتوي على بروتينٍ نباتيّ يُسمّى فيكوسيانين (بالإنجليزية: Phycocyanin)، بالإضافة إلى الأحماض الدهنيّة الأساسيّة، حيث تحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من الدّهون تتضمّن أوميغا 3 ، وأوميغا 6.
تحتوي على الفيتامينات والمعادن
تحتوي طحالب السبيرولينا على بعض الفيتامينات والمعادن، ونذكر منها ما يأتي:
- الفيتامينات: ومنها؛ بروفيتامين أ (بالإنجليزية: Provitamin A) أو ما يُعرف بالبيتا كاروتين ( بالإنجليزية: β-carotenes)، وفيتامين هـ ، بالإضافة إلى فيتامين ب12 ، ولكن من المحتمل أنّ الجسم البشري لا يستطيع امتصاصه.
- المعادن: كالحديد، ويُعدّ مستوى الحديد في طحالب السبيرولينا أعلى بما يقارب 12 مرّة؛ مقارنةً بالأطعمة الأخرى، كما أنّها غنية بالمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، وتُعدّ هذه المعادن مفيدةً للجسم، فهي تساهم في تجديد الدّم، والمحافظة على العظام والأسنان، وبالإضافة إلى ذلك؛ تحتوي هذه الطحالب على معادن أخرى؛ كالزنك، والنحاس، والسيلينيوم، والمنغنيز.
تحتوي على مضادات الالتهابات
تحتوي طحالب السبيرولينا على مركباتُ تمتلك خصائص مضادّةً للالتهابات، والتي تثبط إطلاق الهستامين (بالإنجليزية: Histamine) من الخلايا الصارية (بالإنجليزية: Mast cells)، كما تبيّن أنّ محتواها من مركب الفيكوسيانين، والذي يُعطي السبيرولينا اللون الأخضر المُزرقّ، قد يُساهم في تقليل حدوث الالتهابات في الجسم.
تحتوي على مضادات الأكسدة
تحتوي طحالب السبيرولينا على مضادات الأكسدة، وهي مركباتٌ تساهم في الوقاية من حالةٍ ضارّةٍ في الجسم تُسمّى الإجهاد التأكسديّ؛ والذي قد يُتلف الخلايا، ويُعدّ الفيكوسيانين العنصر الأهمّ المضاد للأكسدة في طحالب السبيرولينا.
فوائد طحالب الكلوريلا
طحالب الكلوريلّا أو الطحالب الخضراء؛ هي طحالب أحاديّة الخلية، وتكون خلاياها كرويّة صغيرة، وتعيش في المياه العذبة، ويُعدّ الجدار الخلوي للكلوريلّا صلباً، ولا يستطيع الجسم البشريّ هضمه، لذا يجب استهلاك الكلوريلّا على شكل مكملاتٍ للحصول على فوائدها الغذائيّة، وتتوفر المكملات على شكل كبسولاتٍ، وأقراص، وبودرة، ومستخلصات، وفيما يأتي أهمّ الفوائد العامة لطحالب الكلوريلّا:
تحتوي على العناصر الغذائية
تحتوي الكلوريلا على العديد من العناصر الغذائية الأساسية ومن أهمّها؛ الأحماض الأمينية؛ حيث تعتبر الكلوريلا مصدراً للبروتين الكامل؛ أي أنّها تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة جميعها، بالإضافة إلى احتوائها على الأحماض الدهنية، حيث تحتوي على كمية قليلة من أوميغا 3.
تحتوي على مضادات للأكسدة
تحتوي الكلوريلّا على العديد من المركبات التي تُعدّ من مضادات الأكسدة مثل الكلوروفيل (بالإنجليزية: Chlorophyll)، والبيتا كاروتين، والليكوبين (بالإنجليزيّة: Lycopene)، بالإضافة إلى اللوتين (بالإنجليزية: Lutein)، وفيتامين ج .
تحتوي على الفيتامينات والمعادن
تُعدّ الكلوريلّا مصدراً جيداً للحديد، كما أنّها غنية بفيتامين ج الذي يُساعد على امتصاص الحديد، بالإضافة إلى احتوائها على كمياتٍ قليلةٍ من المغنيسيوم، والكالسيوم، والزنك، والبوتاسيوم، والنحاس، وحمض الفوليك ، وغيره من فيتامينات ب.
تحتوي على الألياف الغذائية
إنّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من طحالب الكلوريلّا قد يوفّر مصدراً جيداً للألياف الغذائيّة، والتي تُعدّ مهمّةً لصحّة الجسم.
القيمة الغذائية للطحالب البحرية
يُبيّن الجدول الآتي العناصر الغذائية في 100 غرامٍ من الطحالب البحرية، من نوع طحالب السبيرولينا:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
الماء | 90.67 مليلتراً |
السعرات الحرارية | 26 سعرةً حراريةً |
البروتين | 5.92 غرامات |
الدهون | 0.39 غرام |
الكربوهيدرات | 2.42 غرام |
الألياف | 0.4 غرام |
السكريات | 0.3 غرام |
الكالسيوم | 12 مليغراماً |
الحديد | 2.79 مليغرام |
المغنيسيوم | 19 مليغراماً |
الفسفور | 11 مليغراماً |
البوتاسيوم | 127 مليغرامٍ |
الصوديوم | 98 مليغراماً |
الزنك | 0.2 مليغرام |
النحاس | 0.597 مليغرام |
المنغنيز | 0.186 مليغرام |
السيلينيوم | 0.7 ميكروغرام |
فيتامين ج | 0.9 مليغرام |
فيتامين ب1 | 0.222 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.342 مليغرام |
فيتامين ب3 | 1.196 مليغرام |
فيتامين ب5 | 0.325 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.034 مليغرام |
الفولات | 9 ميكروغرامات |
الكولين | 6.5 مليغرامات |
فيتامين أ | 56 وحدةً دوليةً |
البيتا كاروتين | 33 ميكرغراماً |
فيتامين هـ | 0.49 مليغرام |
فيتامين ك | 2.5 ميكروغرام |
أضرار الطحالب البحرية حسب نوعها
أضرار الطحالب الخضراء المزرقة
درجة أمان الطحالب الخضراء المزرقة
نذكر فيما يأتي درجة أمان الطحالب الخضراء المزرقة في الحالات الآتية:
- استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة الخالية من الملوثات: يُعدّ استهلاك منتجات الطحالب الخضراء المُزرقّة الخالية من الملوثات غالباً آمناً عند تناولها لفترةٍ قصيرةٍ، ولكن هناك بعض الأعراض الجانبية متوسطة الخطورة لتناولها كالغثيان، والقيء، والإسهال، واضطرابات المعدة، والإعياء، والصداع، والدوخة .
- استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة الملوّثة: من المحتمل عدم أمان استهلاك منتجات الطحالب الخضراء المُزرقّة الملوّثة؛ كتلك الملوثة بمركبات الميكروسيستين (بالإنجليزية: Microcystins)، والمعادن السامّة، والبكتيريا الضارّة، حيث يمكن أن تسبّب تلفاً في الكبد، وآلاماً في المعدة، وغثياناً، وقيء، والشعور بالضعف العام، والشعور بالعطش، كما أنّها قد تسبّب تسارعاً في دقات القلب، وقد تسبب الموت، لذا يُنصح بتجنب استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة التي لم تخضع لاختبارٍ يؤكد خلوّها من الملوّثات.
- استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة خلال فترة الحمل والرضاعة: لا توجد معلومات كافية لمعرفة درجة أمان استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة للحامل أو المُرضع، ولكن قد تحتوي الطحالب الخضراء المُزرقّة على الملوثات الضارة، والتي من المحتمل أن تنتقل إلى الجنين خلال فترة الحمل أو إلى الطفل خلال فترة الرضاعة.
- استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة للأطفال: يُعد استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة غالباً غيرُ آمنٍ للأطفال؛ ويعود السبب إلى أنّ الأطفال أكثر حساسية للمنتجات الملوثة مقارنةً بالبالغين.
محاذير الطحالب الخضراء المزرقة
يجدر ببعض الفئات الحذر عند الرغبة بتناول الطحالب الخضراء المزرقة، ونذكر منهم الآتي:
- المصابون بأمراض المناعة الذاتية: من المحتمل أن تسبب الطحالب الخضراء المُزرقّة زيادةَ نشاط جهاز المناعة، ممّا يُسبّب زيادةً في الأعراض لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية، ومنها؛ التصلّب اللويحيّ (بالإنجليزيّة: Multiple sclerosis)، والذئبة (بالإنجليزيّة: Lupus)، والتهاب المفاصل الروماتيدي ، والفقاع الشائع (بالإنجليزيّة: Pemphigus vulgaris) لذا يُنصح بتجنب تناول الطحالب الخضراء المُزرقّة في هذه الحالات.
- مرضى السكري: من المحتمل أن تؤثر طحالب السبيرولينا -وهي أحد أنواع الطحالب الخضراء المُزرقّة- على مستوى سكر الدم، لذا يجدر بمرضى السكري مراقبة سكر الدّم في حال تناول السبيرولينا.
- مرضى اضطراب النزيف: من المحتمل أن يُقلّل تناول الطحالب الخضراء المُزرقّة من تجلط الدم، وارتفاع خطر التعرض للكدمات، والنزيف لدى مرضى اضطراب النزيف.
- مرضى الفينيل كيتونيوريا: (بالإنجليزيّة: Phenylketonuria) تحتوي السبيرولينا -وهي أحد أنواع الطحالب الخضراء المُزرقّة- على مركب الفينيل ألانين الكيميائي (بالإنجليزيّة: Phenylalanine) حيث يُحتمل أن تزيد سوء حالة الفينيل كيتونيوريا، لذا يجب تجنب تناول منتجات الطحالب الخضراء المُزرقّة من نوع السبيرولينا في هذه الحالة.
- الذين سيجرون عمليات جراحية: من المحتمل أن تُخفض الطحالب الخضراء المُزرقّة من مستويات السكر في الدم، ممّا يُسبّب مخاوف من عدم القدرة على التحكم بمستويات سكر الدم خلال وبعد العمليات الجراحية، لذا يجب التوقف عن تناول الطحالب الخضراء المُزرقّة قبل أسبوعين على الأقلّ من الخضوع للعمليات الجراحية.
التداخلات الدوائية مع الطحالب الخضراء المزرقة
قد يتداخل استهلاك الطحالب الخضراء المُزرقّة مع مجموعةٍ من الأدوية، ونذكر منها ما يأتي:
- الأدوية المثبطة لجهاز المناعة (بالإنجليزيّة: Immunosuppressants).
- مميّعات الدّم (بالإنجليزيّة: Blood thinner).
- أدوية السكري.
أضرار طحالب الكلوريلا
درجة أمان طحالب الكلوريلا
يُعدّ استهلاك طحالب الكلوريلّا غالباً آمناً لمدّةٍ قصيرةٍ لا تتجاوز 29 أسبوعاً، ولكنّها قد ترتبط بظهور بعض الآثار الجانبيّة، وخاصّةً خلال أول أسبوعين من بدء تناولها، ومن هذه الآثار: الإسهال ، والغثيان، والغازات، وتغيّر لون البراز إلى اللون الأخضر، وتقلصات المعدة، كما قد تزيد الكلوريلا من حساسية البشرة للشمس، وفيما يخص الحامل والمرضع فليس هناك أدلة كافية حول أمان استهلاك الكلوريلّا خلال هاتين الفترتين، لذا يُنصح بتجنب تناولها.
محاذير طحالب الكلوريلا
يُوصى بالحذر عند الرغبة بتناول الكلوريلّا في الحالات الآتية:
- المصابون بالحساسية اتجاه اليود: تحتوي الكلوريلّا على اليود، ولذلك فإنّها قد تسبب حدوث ردود فعلٍ تحسّسيةٍ للمصابين بالحساسية اتجاهه.
- المصابون بالحساسية اتجاه العفن: من المحتمل أن تسبب الكوريلّا حدوث ردود فعلٍ تحسسيةٍ لدى المصابين بالحساسية اتجاه العفن.
- المصابون بضعفٍ في جهاز المناعة: قد تسبب الكلوريلّا تكاثر البكتيريا السيئة في الأمعاء لدى الذين يعانون من ضَعفٍ في جهاز المناعة، لذا يجب الحذر عند تناول الكلوريلّا في هذه الحالة.
- المصابون بأمراض المناعة الذاتية: من المحتمل أن تسبب طحالبُ الكلوريلّا زيادةَ نشاط جهاز المناعة، ممّا يُسبّب زيادةً في الأعراض لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية، ومنها؛ التصلّب اللويحيّ، أو الذئبة ، أو التهاب المفاصل الروماتيدي، لذا يُنصح بتجنب تناول الكلوريلّا في هذه الحالات.
التداخلات الدوائية مع طحالب الكلوريلا
قد يتداخل استهلاك طحالب الكلوريلّا مع مجموعةٍ من الأدوية، ومنها ما يأتي:
- الأدوية المُثبطة لجهاز المناعة (بالإنجليزيّة: Immunosuppressants).
- الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin).
لمحة عامة عن الطحالب البحرية
تُعرّف الطحالب على أنّها كائنات حقيقية النواة، ما يعني أنّ خلاياها تتكوّن من نواةٍ وعُضيّاتٍ أخرى مُحاطةٍ بأغشية، وتعيش الطحالب في بيئاتٍ رطبة، معظمها مائية، وهي تحتوي على الكلوروفيل، وتجدر الإشارة إلى أنّ البشر استهلكوا الطحالب البحريّة منذ آلاف السنين في جميع أنحاء العالم، فقد كانوا يأكلونها طازجة، أو مجففة، أو مُخللة،
وإلى جانب كونها مصدراً غذائياً، تمّ استخدام الطحالب كعلفٍ، وأسمدةٍ؛ وذلك بسبب ما تحتوي عليه من مواد مفيدة، مثل؛ الدّهون، والبروتينات ، والكربوهيدرات، والصبغات الكاروتينية (بالإنجليزية: Carotenoid pigments)، والمعادن، والفيتامينات، والعديد من البوليفينولات (بالإنجليزية: Polyphenols) النشطة حيوياً، وبشكلٍ عام؛ فإنّ الطلب على منتجات الطحالب في ازدياد؛ وذلك لما توفره هذه المنتجات من فوائد غذائية تدعم الصحّة، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها ضمن المضافات الغذائية (بالإنجليزية: Food additives) التي شاع استخدامها مؤخراً.