نبذة عن كتاب قصة الحضارة
نبذة عن كتاب قصة الحضارة
وهو من أهم الكتب التاريخية الموسوعية، التي تناولت نشأة الحضارات الإنسانية في مختلف العصور، وهو من تأليف الفيلسوف والعلامة ويل ديورانت، بالتعاون مع زوجته، أريل ديورانت، ويمكن القول بأن الكتاب موسوعة تناولت فلسفة التاريخ، أمضى ديورانت عقودًا في تأليفه، ولذلك أمضى ديورانت أغلب وقته قارئًا لكتب التاريخ والحضارة والفلسفة، ووضع خلاصة جهده فيه.
ونظرًا لموسوعية الكتاب وضخامته، قرر ديورانت في البداية أن ينشره في خمسة مجلدات، لكن بسبب التشعب الهائل، وزخم المعرفة، تجاوزت اليبعة مجلدات، إلا أنه قرر في النهاية أن ينشره في 11 مجلد، أمضى ما يزيد عن الأربعين عامًا في كتابته، وقيل في هذا الكتاب أن كنزٌ معرفية وذخيرة علمية، لا يمكن لأي مكتبة في القرن الحالي أن تستغني عنه.
صدر الكتاب في اللغة العربية بعدة طبعات، أهمها:
- الطبعة الصادرة عن المنظمة العربية للتربية، والثقافة، والعلوم بالتعاون مع جامعة الدول العربية .
- طبعة دار الجيل، في بيروت، لبنان.
ترجمة كتاب قصة الحضارة
تقع الترجمة العربية في 42 جزءًا، أما المشتغلين في ترجمة الموسوعة إلى العربية هم:
- الدكتور زكي نجيب محمود، وهو متخصص في الفلسفة، ومفكر مصري له اهتمامات في الفلسفة الوضعية .
- الدكتور محمد بدران.
- الدكتور عبد الحميد يونس.
- الدكتور فؤاد أندراوس.
المجلد الأول من قصة الحضارة
وعنوانه نشأة الحضارة، تقديم الدكتور محيي الدين صابر، ويقع في حدود 223 صفحة، وهو المجلد الأول من الواحد والعشرين مجلد، فكل مجلد يحتوي على جزأين، وتناول فيه ديورانت العديد من القضايا، مثل:
- تعريف الحضارة .
- الشرق الأدنى.
- الهند وجيرانها.
- الصين.
- اليابان.
أما الباب الأول عنوانه عوامل الحضارة، وعرف فيه الحضارة، وذكر أنها نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي، وتبدأ حيث ينتهي الاضطراب، وفي ذلك إشارة إلى استحالة التأسيس للحضارة، أو زيادة الإنتاج الثقافي في ظل انعدام وجود حالة من الاستقرار السياسي والحد الأدنى من الراحة الاقتصادية، فالأمان أول الحاجات الإنسانية وهي شرط أولي للحضارة، وتتألف من عدة عناصر، أهمها:
- الموارد الاقتصادية
- النظم السياسية
- العادات والتقاليد
- متابعة العلوم والفنون
شروط الحضارة في كتاب قصة الحضارة
أما شروط نشأة الحضارة، فهي أسس لا تتم بدونها، وتشمل شروطًا مادية وطبيعية، وسياسية، مثلاً، وتعد الشروط الجيولوجية أول شروط نشأة الحضارة، ويلاحظ أنها مرتبطة بالبيئة المحيطة، فالحضارة بالنسبة لديورانت تقع بين عصرين من الجليد، على اعتبار أن الجليد هو ما يطمس كعالم الحضار القديمة، من خلال الركام، فيمهد لنشأة حضارة جديدة.
أما ثاني شروط الحضارة فهو العامل الجيولوجي، فالقرب من خط الاستواء يعني زيادة درجة الحرارة، وتفشي الأمراض والعلل، وانتشار الكسل، فيقل الإنجاز، فالإنسان في هذه الأقطار ينضج مبكرًا ويتناسل في وقت أبكر، ويلاحظ أن الإنسان لا يجد وقتًا للتفكير والإبداع والإنتاج الفكري، لذلك يوجد رابط بين درجة الحرارة، ونشأة الحضارة بالنسبة لديورانت.
والعامل الاقتصادي يعد الممهد للإنتاج الفكري، والحضاري فلا يمكن أن ينتج الإنسان فكرًا ويشيد المسارح والمنابر الثقافية إذا لم يتوفر له الحد الأدنى من الراحة المادية، فالفقر يجعل الإنسان منشغلًا في تأمين عيشه وقوت يومه، وبذلك تتداخل العوامل مع بعضها لتشكل الحضارة، وبذلك يبين ديورانت أن الحضارة لا تنشأ من عدم، ولا يمكن دراسة أي حضارة بشرية بمعزل عن هذه العوامل.
ويضيف ديوارنت عنصرًا أخيرًا عده مزيج نهائي لهذه العناصر، وهو العوامل النفسية الدقيقة، كمرحلة متأخرة، وهذه الحالة من الاستقرار النفسي ليست بالضرورة أن تكون مصاحبة لنظام سياسي مستقر، ويشير إلى فلورنسا وروما في عصور النهضة كمثال على ذلك، فالسمة الأساسية لها أنها كانت ممزقة، وتعاني من سيطرة الكنيسة التي لا زالت مستمرة، رغم محاولات الحد منها.
مفهوم المدنية في قصة الحضارة
إن المدينة أساس الحضارة البشرية، وهي تتسم بالتعقيد ولها نظام سياسي يحكمها، ويعمل على تنظيم شؤونها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إلا أن المدنية ليست الصورة الأولى للحضارة، فالزراعة هي أول صورة لها، وترتبط بالثقافة كارتباط المدينة بالثقافة المتمدنة.
يقول ديورانت في هذا الصدد: "إن المدنية تبدأ في كوخ الفلاح، ولكنها لا تزدهر إلا في المدن"، كما أن ديورانت لم يحتكر التمدن على فئة دون أخرى، فالمدن نشأت في كل القارات، في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتبعها ثقافة تمدن وإنتاج حضاري كبير.