فوائد الصدقة لزيادة الرزق
فوائد الصدقة لزيادة الرزق
إن الصّدقة سبب رئيس لزيادة الرّزق، فقد وكّل الله -سبحانه وتعالى- الملائكة تدعو للعبد المُتصدّق، ودليل ذلك من السنّة النّبويّة الشريفة، قول الرّسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).
ويتضمّن الحديث الشّريف الوعد الرّباني الذي يناله المُتصدّق، حيث ينفع نفسه أكثر ممّا ينتفع الفقير بها، ممّا يعني أنّ الآثار المترتبة على المتصدِّق تعود عليه في الدّنيا والآخرة، بالإضافة إلى أنه أشار إلى البعد عن الإنفاق بالشرّ، والوعيد المترتّب على ذلك، والتّرغيب بالإنفاق بالخير.
فوائد الصدقة لمضاعفة الحسنات
إنّ الصّدقة من أسباب نيل العبد للثّواب الكبير في الدّنيا والآخرة، كما أنّها سببُ رئيسٌ لمضاعفة هذا الثّواب، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعون).
فوائد الصدقة لتزكية النفس وتطهيرها
إنّ الصّدقة تُطهر النّفس من الشّحّ والبخل والأنانيّة والقسوة على البائسين الذي لا يملكون المال، كما أنّها تزكي النّفس بتنمية المال بالبركات والخيرات التي تورث السّعادة والاطمئنان في الدّنيا والآخرة، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ).
فوائد الصدقة في بناء مجتمع متماسك
إنّ للصدقة دورٌ رئيسٌ في ترابط المجتمع وتماسكه، حيث لا يوجد مجتمع خالٍ من أقسام الرّزق؛ ففيه الغني وفيه الفقير، ومن المعلوم أن أدلّة الشريعة الإسلاميّة وضّحت أنّ للفقير حقّ محدد، حيث يقول -تعالى- في محكم تنزيله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
ممّا يعني أنّ دفع الصّدقة للفقير يجعل المجتمع أكثر ترابطًا ومحبةً، حيث تُقضى أساسات الفقير واحتياجاته اللازمة، وتُوطّد العلاقات، ودليل ذلك: فعل الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة عندما آخى بين المهاجرين والأنصار.
منازل الرزق
إنّ الله -تعالى- قسّم على عباده الأرزاق كما قسّم بينهم الأخلاق والفضائل، حيث جعل منهم الفقير الذي لا يملك قوت يومه، وجعل منهم المسكين الذي مسكنه فقره، كما جعل منهم العفيف الذي لم يكن معلومًا بين النّاس، ومنهم الغني الذي يملك المال لتأمين قوت يومه من المأكل والمشرب والملبس.
ومن الجدير بالذّكر أنّ منزلة الأغنياء تنقسم إلى عدّة أقسام، ومنها: أن يكون ماله كافٍ لسدّ الحاجيات فقط مع الزيادة بصورة بسيطة، وثانيها: الغني الذي يزيد الإنفاق عن الحاجيّات فيدخل في الكماليّات الحياتية، وثالثها: الذي يمتلك مالاً كثيرًا، ممّا يصبح النّاس يتودّدون إليه من أجل أخذ المال منه، وهذا القسم يكون أكثر خوفًا من انتزاع المال، حيث يُصبح عبدًا للمال، فهؤلاء حسابهم طويل يوم القيامة.