فوائد الصدقة في الدنيا
فوائد الصدقة في الدنيا
إنّ الصدقة تحمل أهميّة عظيمة يعود أثرها على المُتصدّق، حيث ينال من خلالها البركة في ماله والزّيادة في رزقه، حيث يقول الرسول -عليه السّلام-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)، وفيما يأتي بيان فوائد الصدقة في الدنيا:
دفع البلاء وشفاء الأمراض
إنّ من أهم فوائد الصّدقة؛ أنّها سببٌ لدفع البلاء، والشّفاء من الأمراض، والأدلّة على ذلك كثيرة في السنّة النبويّة الشريفة منها قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-:(إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ).
سبب لسعة الرزق
إنّ التصدّق على الفقراء والمساكين سببٌ من أسباب الزّيادة في الرّزق ، والبركة في الدّنيا والآخرة، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (مّن ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)، وهنالك العديد من الآيات القرآنيّة الأخرى والتي حثّت على الصدقة وبيّنت أهميتها الجليلة في زيادتها للرّزق.
وأمّا بالنسبة للأدلّة الواردة في السنّة، فمنها قول الرّسول -عليه السّلام-: (مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ).
الشعور بحلاوة الإيمان
إنّ الصّدقة برهان، والمقصود بذلك النّور الذي يتبع وجه الشّمس، ولذلك سُمّي الدّليل القاطع في الشريعة الإسلاميّة برهانًا؛ لوضوح أركانه وأحكامه، ولهذا سُمّيت الصّدقة برهانًا؛ لأنّها تدلّ على صحّة الإيمان وطعمه وحلاوته؛ كونه يخرج عن طيب نفس.
ومن الأدلّة الواردة في السّنّة التي تدلّ على الشعور بحلاوة الإيمان عند التّصدّق؛ قول الرّسول -عليه السّلام-: (ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ وَحْدَهُ وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ كُلَّ عَامٍ وَلَا يُعْطِي الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ وَلَا الشَّرَطَ اللَّئِيمَةَ).
والمقصود بالرافدة في هذا الحديث بأنّها: اليد التي تعين نفسها على أداء الزّكاة، والهَرمة أيّ الجرباء، والدّرنة أيّ صغار المال، والشّرط اللئّيمة؛ كناية عن البخل.
محو الذنوب والخطايا
إنّ المتصدّق كالرّجل الذي اعتقله العدوّ ووضع يده حول رقبته وقدمه ليضربها، فحرّر نفسه منه، ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّدقة من الوسائل الرّئيسية التي تمحو ذنوب العبد ومعاصيه؛ سواء كانت في السرّ أم في العلن، ومن الأدلّة على ذلك، قوله -تعالى-: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ).
الصّدقة تمحو الذنوب الصّغيرة المتعلّقة بحقّ الله -تبارك وتعالى- ليذهب أثرها، فمن المعلوم أنّ الذّنوب والمعاصي يلحقها العذاب من الله -تعالى- يوم القيامة، ولا سيّما إذا تكاثرت وكَبُرت، لذلك على كل مسلم أن يحرص على التّصدّق باستمراريّة؛ ليفوز بأثرها في الدّنيا والآخرة.