ما هو أجر الشهيد
عظم مكانة الشهيد
رفع الله من منزلة الشهيد وأعلى مكانته، وقد اتّضح ذلك من خلال النصوص الشرعيّة من القرآن الكريم، والسنة النبويّة الشريفة الدالّة على ذلك، فقال -تعالى-: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) .
وما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما أحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا وله ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ إلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ).
الشهيد عند الله في عِداد الأحياء
كرّم الله الشهداء بما وهبهم بعد مماتهم بجميع الخصائص التي يتمتّع بها الأحياء فيُرزقون ويفرحون بما عند الله، ويستبشرون بمصير من بعدهم من المؤمنين، قال -تعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) .
وقد رُوي أنّ عمرو بن الحجموح وعبد الله بن عمرو كانا ممّن استشهد يوم أحد، فدفنا في قبر واحد، وكان قبرهما عند مجرى السيل حتى حُفر من أثر جريان الماء، فلمّا حُفر قبرهما لتغييره وُجدا كأنّ موتهما كان قريباً، مع أنّ حادثة موتهما كانت قبل ست وأربعين عاماً.
للشهيد خصائص ليست لغيره
ميّز الله الشهداء بمجموعة مميّزات ليست لغيرهم، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (للشهيدِ عندَ اللهِ سبعُ خِصالٍ: يُغفَرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ من دَمِه، ويُرَى مَقعدَهُ من الجنةِ، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزوَّجُ اثنينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العينِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمَنُ الفزعَ الأكبرَ، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ، الياقُوتةُ مِنهُ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُشفَّعُ في سبعينَ إنْسانًا من أهلِ بيتِهِ).
الشهيد في الفردوس الأعلى في الجنة
جعل الله مصير الشهداء الفردوس الأعلى من الجنة يتنعّمون بما فيها من النعيم، فقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أمّ حارثة بن سراقة استشهد ابنها في يوم بدر، فأتت النبيّ تقول له: حدّثني عن حارثة، إن كان في الجنة صبرت، وإن كان في النار بكيت، فقال لها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا أُمَّ حَارِثَةَ إنَّهَا جِنَانٌ في الجَنَّةِ، وإنَّ ابْنَكِ أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَى).
مغفرة الذنوب وتكفير السيئات
وعد الله الذين استشهدوا في سبيل الله بمغفرة الذنوب والنّجاة من النّار، قال -تعالى-: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) .
الشهيد يشفع في أهل بيته
يشفع الشهيد لسبعين من أهله يوم القيامة ، لما جاء عن أبي الدرداء -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَشْفَعُ الشهيدُ في سبعينَ من أهلِ بيتِه).