فوائد الزواج
الزواج
يعرف الزواج بأنه إشهار العلاقة بين شخصين للناس وبطريقة رسمية، ويهدف إلى تكوين علاقة تدوم مدى الحياة، وفي هذه العلاقة يجتمع شخصان بوصفهما شريكين لبعضهما في علاقة فريدة من نوعها ودائمة ما لم ينفصلا بالطلاق، كما ويعرف بأنه اتّحاد شخصين عن طريق عقد قانوني يجعلهما شريكين في كلّ شيء؛ مادّياً وعاطفياً، وتختلف مفاهيم الزواج وطقوسه وكل ما يتعلّق به باختلاف الثقافة التي ينتمي إليها الزوجان وباختلاف المجتمع الذي يعيشان فيه.
فوائد الزواج
يعتبر الزواج من الأشياء المهمّة في الحياة؛ وذلك لأنه يؤدي إلى تحقيق العديد من الفوائد للفرد والمجتمع، ومنها:
تقليل المخاطر
يميل الأشخاص المتزوجين إلى إظهار نسب أقل من المخاطرة في حياتهم، فالمسؤولية التي يلقيها الزواج على عاتقهم تمنعهم من التصرف بتهور أو خطورة، فعندما يكون الشخص مسؤولاً عن أشخاص آخرين فإنه غالباً ما يكون أكثر حذراً، كما أن الأشخاص المتزوجين عادة ما يبتعدون عن الممارسات غير الصحية والتي قد تضرّ بصحتهم، وهو ما يجعل معدّل الخطر الصحي عندهم أقل.
توفير الحب
يحتاج الناس كثيراً إلى علاقة يشعرون فيها بأنهم محبوبين، وأيضاً يقدمون من خلالها كل ما لديهم من مودّة وحبّ لشخص آخر، والعلاقة المثلى لتوفير هذا النوع من العاطفة التي يبحث عنها الإنسان على الدوام هي علاقة الزواج، فهو يسهم بشكل كبير في جعل الحب أكثر واقعية وأريحية، فالزواج مهمّ للغاية من أجل تحقيق هذه الحاجة الإنسانية.
تحقيق معنى أفضل للحياة
يجعل الزواج الإنسان يفهم بأن الحياة لا تدور حول نفسه وحسب بل تقوم على تحمّل مسؤولية الأشخاص الآخرين أيضاً، وإنجاب أطفال وتربيتهم بطريقة سليمة كي يسهموا في تطوير مجتمعاتهم، وهذا ما يحقّقه الزواج الناجح، كما أنه يسهم في جعل الإنسان يتطلّع إلى الحصول على كل ما هو أفضل وأكثر على الدوام، فلا يكتفي بالحصول على القليل في حياته سواءً على المستوى المهني أو غيره؛ وذلك لتوفير الحياة المريحة والجيدة لأفراد عائلته، وهذا الأمر يجعل الحياة تبدو مفعمة بالمعاني الحقيقية التي تحقّق للإنسان السعادة التي يطلبها.
تربية الأطفال
تعتبر تربية الأطفال عملية ممتعة جدّاً ومهمّة في حياة الإنسان، والزواج يتيح هذا الأمر، فعندما يحظى الإنسان بالأطفال فإنه سوف يستشعر أحد أهمّ المعاني والنعم الموجودة في الحياة، وهذا الأمر يتيح للآباء بناء جيل ناجح ومنتج عن طريق تزويدهم بالمفاهيم والمهارات المهمة لهم في الحياة، ويعتبر الأطفال الذين يحظون بتربية جيدة ويعيشون تحت ظلّ زواج سعيد من الأطفال الذين يصبحون ناجحين بشكل كبير في المستقبل، وهذا يرجع إلى الدعم الذي يتلقونه في صغرهم وعندما يكبرون.
تقليل التوتر والإحباط
إن الأشخاص المتزوجين وعلاقتهم الزوجية ناحجة غالباً ما يظهرون نسب أقل في معدلات التوتر والإحباط، فالعلاقة الناجحة من شأنها أن تقلل من توتر الشخص وتخفف عنه أعباء الحياة المختلفة، وتجعله مرتاحاً أكثر في حياته، كما أنه يسهم في تحسين نظرته للحياة، فالشخص المتزوج يميل إلى الرضا عن حياته أكثر من غير المتزوج، ومع أن عملية الزواج نفسها قد تكون باعثة للتوتر والقلق بالنسبة للبعض، إلا أن الحياة الزوجية نفسها تساعد الإنسان على تخطي الأشياء الأخرى المقلقة في الحياة والتي قد تسبب له ارتفاع معدلات التوتر وبالتالي إصابته بالإحباط أو بأيّ من الأمراض النفسية الأخرى التي ينتجها القلق والتوتر.
مشاركة الحياة مع شخص
يعتبر الاتحاد مع شخص من أهم الأشياء التي قد يحتاجها الإنسان في حياته، والزواج هو الذي يوفر له فرصة مشاركة جميع تفاصيل الحياة مع الطرف الآخر، وهو ما يمدّه بالقوة والطاقة والسعادة التي تعينه على مواجهة الحياة، وبالتالي فإن الزواج يجعل الحياة أسهل وأسلس، كما أن الاتّحاد مع شخص آخر يوفر الشراكة والرفقة التي يحتاجها الفرد لإكمال مسيرته في الحياة، فلا أحد يحب أن يسير في حياته وحيداً من دون رفيق يعينه على الطريق.
تطور للمجتمع
يعتبر الزواج من أكثر الأشياء المفيدة للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والأمة التي ينتمي إليها، فأساس المجتمع القوي والذي يرتكز إلى قاعدة صلبة هي الزيجات الناجحة والقوية التي تحصل فيه، فالأسر هي العامل الأكثر تأثيراً في تطوّر المجتمع وتحسين إنتاجيته على كافة الأصعدة، وهذا التأثير يمتد على مدى أجيال كثيرة تتأثر بالمنظومة الأسرية التي يصنعها الزواج إيجاباً أو سلباً، فكلما كانت عملية الزواج في مجتمع ما ناجحة أكثر، كان المجتمع أفضل من جميع النواحي، وكان أقدر على بلوغ التميز والتفوق على المجتمعات الأخرى التي قد تنهار فيها بعض المنظومات نتيجة لانهيار منظومة الزواج كالمنظومة الأخلاقية وغيرها، ما يعني ارتفاع معدلات الممارسات السلبية التي تقع في المجتمع.
جعل الإنسان أكثر نضجًا
يسهم الزواج في جعل الإنسان أنضج وأكثر وعياً بالحياة من حوله، ففكرة أن يكون الإنسان مسؤولاً عن شخص آخر ومن ثمّ عن أطفال تجعله واعياً أكثر بالاشياء التي تحدث من حوله وبتصرّفاته كذلك، وتجعله أيضاً محباً للاطلاع واكتشاف ودراسة الطرق الحديثة في تربية الأطفال ورعايتهم، وهذا ما يساعده على أن يكون شخصاً أفضل في الحياة وأن يبلي بلاء جيّداً في كلّ شيء يقوم به، كما أنه يجعله قادراً على مواجهة الحياة العملية والنجاح فيها بصورة جيدة، وخاصة إذا ما كان الزواج إيجابياً، يسعى فيه كلا الطرفين لدعم الآخر وإمداده بالطاقة اللازمة له لخوض الحياة بالطريقة الإيجابية.