قصة الأميرات السبعة
اختطاف الأميرات السبعة
كان يا مكان في قديم الزمان سبع أميرات يعِشن في مدينة هادئة، وكنّ يحكمنَ المدينة، وكان الناس في تلك المدينة يُحبّون الأميرات كثيرًا وينعمون بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان، حتى جاء اليوم الذي قَدِمت فيه ساحرةٌ شريرة إلى المدينة وقامت باختطاف الأميرات السبعة، وبعد أن اختطفتهن وضعت كل واحدةٍ منهن في قلعة بعيدة على قمم جبال شاهقة في سبع مدن مختلفة، شعَرَ سكان القرية بالحزن الشديد وانتظروا حتى تعود الأميرات السبعة ولكن ما من فائدة.
محاولة أهل القرية إيجادهن
قرّر أهل القرية إيجادهن حتى يعود الأمان في المدينة، فخاضوا المغامرات وجابوا البلاد كافة يبحثون عنهنّ دون كلل أو ملل ولكن ما من فائدة، ومرت أيامٌ عديدة وتلتها أعوامٌ كثيرة ولا أثر لهنّ، والغريب في الأمر أنه لم يكن لدى أحد أي فكرة حول المكان الذي قد يَكُّن خطفن إليه، فتلك الساحرة ما تركت وراءها شيئًا يُرشد إليهن، حزن سكان المدينة حزنًا شديدًا فهم لا يعرفون أحدًا يحب المدينة ويحكمها أكثر منهن، وبعد مرور سنين طوال بدأ اليأس يتسلل إلى قلوب الناس إلى أن جاء قرارٌ مفاجئ من سبعة فرسان.
بحث الفرسان عن الأميرات السبعة
قرّر الفرسان السبعة أن يبحثوا عن الأميرات السبعة واتّفقوا على أن يذهب كلٌ منهم في اتجاه يضربون الأرض طولًا وعرضًا بحثًا عن الأميرات، تفرّق الفرسان وانطلقوا بجرأة كبيرة ولم يتركوا مكانًا في الأرض إلّا وبحثوا فيه، وبعد جهدٍ جهيد تمكّن أحد الفرسان من الوصول إلى قلعة شاهقة بعيدة ليس فيها إنس ولا جان ولا صوت ولا حياة، تردد قليلًا ولكنه وفي وقت لاحق قرر الصعود إليها، وما إن صعد نحو تلك القلعة، ودخلها حتى شعر بالرعب مما رأى، فقد رأى إحدى الأميرات تبدو بحالةٍ يرثى لها.
الحالة التي وُجدت عليها الأميرة الأولى
كانت الأميرة تبدو متعبةً جدًا ونحيلة وشاحبة الوجه وتشعر بالخوف الشديد، فالقلعة كانت باردة جدًا وبعيدة عن أساليب الحياة كافّة، سعدت الأميرة عندما رأت ذلك الفارس الشجاع، وسألته عمّا إذا كانوا قد وجدوا بقية الأميرات طمأنها الفارس، وقال لها: إنّ البحث ما زال جاريًا، وإنّ الفرسان كافة لن يهدأ لهم بال حتى يجدوا جميع الأميرات، سعدت الأميرة بذلك الكلام وبدت على وجهها أوّل علامات الفرح منذ سنوات عديدة.
هل تم إنقاذ باقي الأميرات؟
استمرّ الفرسان بالسعي والبحث عن باقي الأميرات، وأخيرا تمّ إنقاض ستّ أميرات وقد كُنّ بصحة جيدة، ولكن ظلت أميرة واحدة لم يتمكّن أحد من إيجادها ولا من إيجاد أي قلعة مهجورة بعيدة، استمرّ الفرسان بالبحث ولم يفكّروا في اليأس ولو قليلًا، فهم يعملون أنّ الله عز وجل سيُساعدهم في إيجاد الأميرة السابعة، وبينما هُم في حيرة من أمرهم حتّى سمعوا صوت عزف يأتي من مكان بعيد، فانطلقوا جميعًا نحو ذلك الصوت وعزموا على أن يجدوا مصدره.
مشوا حتى وصلوا إلى قلعة كبيرة ولكنها لم تكن مهجورة، كانت القلعة مضيئة متلألئة وجميلة وتبدو عليها علامات البهجة والحياة، صَعد الفرسان إلى القلعة ووجدوا الأميرة السابعة تجلس سعيدة وبصحة وعافية، استغربَ الفرسان من حالها الذي يختلف عن حال الأميرات الأخريات، وسألوها عن السبب في ذلك فقالت لهم: إنّها وجدت مكتبة كبيرة في هذه القلعة فدأبت تقرأ الكتب التي فيها وتثقف نفسها وتشغل أوقاتها وتقوم بكل ما هو مفيد حتى انقضت تلك الفترة، ووصل الفرسان إليها وأنقذوا حياتها.
إنّ العبرة المستفادة من هذه القصة هي أنّ الإنسان يُمكنه التكيُّف بحسب ظروفه التي أُجبر على العيش فيها، وأنه لا ينبغي عليه اليأس والاستسلام.