فوائد أسماء الله الحسنى
فوائد أسماء الله الحسنى
لأسماء الله -تعالى- الحُسنى وتعلّمها العديد من الفوائد، وبيانها فيما يأتي:
- معرفة العبد العلم الصحيح بخالقه، ممّا يؤدي به إلى أداء العبادات على أكمل وجه، والخوف منه، ورجائه، والتوكّل عليه، والصبر على المصائب التي تنزل بالعبد.
- تقوية إيمان العبد بالله -تعالى-؛ لأنّ أصل الإيمان معرفة الإنسان بأسماء خالقه وصفاته.
- الثناء على الله -تعالى- بها؛ فهي أفضل أنواع الذكر، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)، ودُعاءه بها؛ كقول: اللهمّ أنّك أنت الرزّاق فارزقني وغير ذلك من الأسماء، كما أنّها سبب من أسباب السعادة والحياة الطيّبة في الدُنيا والآخرة.
- تحقيق التوحيد له والتبرّأ ممّا سواه من أنواع الشرك والعبوديّة؛ فُكلّما كان الإنسان أكثر علماً وعملاً بأسماء الله -تعالى- كُلّما كان أكثر توحيداً له.
- المعرفة بها وتعلُّمها من أشرف العلوم وأفضلها؛ لتعلُقها بالله -تعالى-؛ لأنّ شرف العلم من شرف المعلوم، وهي أصل العلوم كُلّها، وذلك يدعو الإنسان إلى محبّته، وخشيته، وإخلاص العمل له، وفيها التطبيق العمليّ للغاية التي من أجلها خلق الله -تعالى- الخلق؛ وهي معرفته وعبادته.
- المعرفة بها سبب لدخول الجنّة ؛ لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ)، وهي أصلٌ لِكُلّ العبادات ، ومحبّتُها من أسباب محبّة الله -تعالى-، وسبب لتفريج الكرب والهمّ، كما أنّها تعزز في نفس المؤمن حُسن الظنّ بربه، وهي سبب من أسباب الشفاء، وبُعد الشيطان عن المسلم وعن ذُريّته.
كيفية التقرب الى الله بأسمائه الحسنى
يكون التقرب إلى الله -تعالى- وعبادته بأسمائه من خلال الدُعاء والتوسّل إليه بها؛ ف الدُعاء بها يكون أقرب إلى الإجابة من الدُعاء بدونها، وقد أمر الله -تعالى- عباده بأن يدعوه بها؛ فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
ويجوز الدُعاء بغيرها ولكنّ الدُعاء بها أفضل وأقرب إلى الإجابة، وجاء عن ابن القيّم قوله: إنّ أفضل الدُعاء وأقربه إلى الإجابة ما كان بأسماء الله -تعالى- وصفاته، وأمّا التوسّل إلى الله -تعالى- بأسمائه يكون على حالتين:
- الحالة الأولى: التوسّل بها على سبيل العُموم
وذلك من خلال التوسّل بها دون تحديد اسمٍ منها؛ كدُعاء الهمّ والغمّ -الحديث الذي ذكر سابقاً في أوّل المقال-، وهو من أعظم أنواع التوسّل؛ لتعلقه بأسماء الله -تعالى- وشُموله لجميع هذه الأسماء، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بتعلمهنّ؛ فقال: (ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ).
- الحالة الثانية: التوسّل بها على سبيل اختيار الإسم الذي يتناسب مع حال الداعي
فيكون الداعي بذلك أقرب إلى إجابة الدُعاء؛ فالذي يشكو من الفقر وقلّة المال والعيش يُناسبه الدُعاء باسم الله الرّزاق والغني، ومن يشكو من الذنوب وكثرة المعاصي يُناسبه اسم الله الرحمن والرحيم والعفو والغفور.
ويؤكد ذلك دُعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)، ومُقتضى العقل أن من يُريد شيئاً ممّن هو فوقه يُخاطبه بالألفاظ التي تتناسب مع مطلوبه.
تعريف أسماء الله الحسنى
تُعرّف أسماء الله الحُسنى بأنّها الأسماء التي أثبتها الله -تعالى- لنفسه، وأثبتها له نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وهي التي يؤمن بها المؤمنون جميعاً.
أمّا من حيث عددها فلا يعلمها إلّا الله -تعالى-؛ لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما أصابَ عبدًا همٌّ ولا حزَنٌ ، فقالَ : اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ، وابنُ عبدِكَ ، وابنُ أمتِكَ ، ناصِيتي بيدِكَ ، ماضٍ فيَّ حُكمُكَ ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ ، أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هوَ لَكَ ، سمَّيتَ بهِ نفسَكَ ، أو أنزلتَهُ في كتابِكَ ، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ ، أوِ استأثَرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عندَكَ ، أن تَجعلَ القرآنَ ربيعَ قَلبي ، ونورَ صَدري ، وجلاءَ حُزْني ، وذَهابَ هَمِّي ، إلَّا أذهبَ اللَّهُ همَّهُ وحزنَهُ ، وأبدلَهُ مَكانَهُ فرجًا).