فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
ذوو الاحتياجات الخاصّة
إنّ ذوي الاحتياجات الخاصّة بالمعنى اللغويّ، هم الأشخاص المصابون بحالة معيّنة أو مرض، ممّا يتسبّب في شعورهم بصعوبةٍ في فعل الأمور التي يفعلها الآخرون، لذا فهُم بحاجةٍ إلى مُقدّمي رعاية، ومعلّمين مُختصّين بالاحتياجات الخاصّة، أمّا المعنى الاصطلاحيّ لذوي الاحتياجات الخاصّة فهو فئة الأطفال أو الشباب التي تحتاج إلى اهتمام خاص، وهذا الاهتمام ليس من الأمور الضروريّة التي يحتاجها الآخرون.
وقد حصل اختلاف في وجهات النظر حول تسمية أصحاب الإعاقة بمصطلحَي ذوي الاحتياجات الخاصّة أو ذوي الإعاقة، إلا أنّ الأُمَم المتحدة اعتمدت مصطلح ذوي الإعاقة في البروتوكولات الخاصة بها، وقد اعتمدت منظّمة الصحة العالمية مصطلح الإعاقة كمصطلح يغطّي الsمشاكل التي تصيب هيكل الجسم أو وظائفه، فعلى المستوى الدولي اعتُمِدت كلمتا مُعاق وإعاقة لتصنيف أصحاب الإعاقة الذهنية والبدنية، أمّا مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة فمرفوض لعدة أسباب؛ أحدها أنّه يشمل العديد من الفئات وليس المُعاقين فقط.
فنّ التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
لفنّ التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة قسمان، وهما كما يأتي:
فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الكبار
هناك بعض القواعد التي يجب اتباعها عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الكبار والبالغين:
- رسم الابتسامة عند التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة .
- تجنّب التحديق أو إظهار أي ردّ فعل عند رؤية أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لتجنّب إحراجه.
- سؤال ذوي الاحتياجات الخاصة في حال حاجتهم إلى المساعدة، وتجنّب أخذ زمام المُبادرة دون عِلمهم، لئلا يشعروا بالشفقة.
- التحدث مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل إيجابيّ، والابتعاد تماماً عن التذمر أو التحدث عن المشاكل الخاصة.
- في حال كان الشخص من ذوي الإعاقات السمعيّة ، فيجب التربيت على كتفه من أجل لفت انتباهه، ثمّ التحدث معه بتمهّلٍ وبشكل واضح.
- في حال كان الشخص من المُقعَدين، فيجب الجلوس عند التحدث معه، وذلك ليكون المُتحدِث على مستوى الشخص المُقعَد.
- في حال كان الشخص من ذوي الإعاقات البصرية ، فمن الأفضل لمس يده ليعرف أنّ هناك من يتحدّث معه، ويُفضَّل وصف المكان الذي يتمّ التواجد فيه، مع ذكر أسماء الأشخاص الموجودين هناك.
فنّ التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة من الصغار والمُراهقين
هناك عدّة طُرق للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال الصِّغار والمراهقين، وتتمثّل تلك الطُرق فيما يأتي:
- عدم الخوف من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنّ وجود إعاقة ما لا يعني أنّ الأمر مُخيف.
- التعامل معهم بطريقة طبيعيّة؛ وذلك لأنّ بعض الأطفال والمراهقين يشكون أنّ لديهم شعوراً غير واثق تجاه إعاقتهم، لذا يجب التعامل معهم بشكل هادئ وطبيعي.
- التكلّم مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بذات الطريقة التي يتمّ بها التحدث مع أي طفل طبيعي آخر، دون استخدام أيّ تعبيرات طفولية أو نبرة صوت غير مناسبة معهم.
- التعرّف على نقاط القوة لديهم، ثمّ تشجيعهم على إظهار مواهبهم، والتعامل معهم بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع أندادهم الطبيعيّين.
- إتاحة المجال أمامهم من أجل مساندة من حولهم من الأشخاص؛ سواءً كان ذلك باحتضان إنسان محتاج للعاطفة، أو تقديم المساعدة في حال احتاج أحدهم مساعدةً في حلّ الواجبات المدرسيّة.
- النظر إليهم بالطريقة التي يودّون من الآخرين رؤيتهم بها، مع مراعاة احتياجاتهم والاستماع لهم.
- التعرّف على ماهية الإعاقة المُصاب بها الطفل، والتحدث مع أهل ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على معلومات لتحديد احتياجاته بشكل دقيق.
- احترام اختلاف الطفل عن الآخرين، مع تعليمه ألا يخجل من الأدوات التي يستخدمها، وألا يحاول الظهور بشكل طبيعي كباقي رفاقه، بل عليه تقبّل حاله وإعاقته، كما يجب تعليم من حوله بأن يقبّلوا اختلافه عنهم.
- دعوة الطفل للتعرف على أطفال آخرين ذوي احتياجات خاصة، وتعريفه على قصصهم، ممّا يُساهم في إشعاره بأنّ الحياة الجيدة ممكنة مع وجود إعاقة.
- تقبّل الطفل كما هو، وتعليمه بأنّ الكرامة الإنسانية لا تتأثّر بوجود الإعاقات لدى الإنسان.
أنواع الإعاقات
يُصنَّف ذوو الاحتياجات الخاصة إلى عدة أصناف، وهي كما يأتي:
- ذوو الإعاقة العقلية: تظهر هذه الإعاقة لدى الأطفال منذ سنّ الولادة وحتى الثامنة عشرة، وتكون مرتبطةً بالوظائف الذهنية لدى الطفل، ممّا يتسبّب في معاناته من صعوبات في التعليم أو في أداء المهارات اليومية، وتشمل الإعاقة العقلية كلاً من التصلّب الدرني، ومتلازمة داون، والتوحد الذي يظهر على شكل اضطرابات في النمو، والإدراك، والتواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى وجود نقص في التفاعلات الاجتماعية والسلوكية.
- الإعاقة التعليمية: إنّ الإعاقة التعليمية هي جزء من الإعاقة العقلية، وتظهر بسبب وجود خلل في الجهاز العصبي المركزيّ، ممّا يظهر على شكل صعوبات في الاستماع، والحديث، والكتابة، والقراءة، والاستدلال، والمهارات الرياضية أو التنظيمية.
- ذوو الإعاقة الجسديّة: هي الإعاقة التي تظهر لوجود سبب ماديّ، وتؤثّر على النشاطات البدنية لدى الإنسان، مثل: الانتقال من مكان إلى آخر، أو تؤثّر على العضلات العصبية التي تشمل الكوادريا، والشلل النصفي، وضمور العضلات، والتهاب مفاصل الظهر، وتشوهات الأطراف، ومرض الأعصاب الحركية، ووجود خلل في تكوين العظام، ومرض أتاكسيا.
- ذوو الإعاقة الدماغية: هي أحدى الإعاقات التي تُلحِق الضرر بالدماغ بعد ولادة الطفل، ممّا يتسبّب في التدهور البدنيّ، أو المعرفيّ، أو العاطفيّ لدى الطفل، وقد يكون سبباً للإصابة بأورام الدماغ، أو التسمّم، أو السكتات الدماغيّة، أو الأمراض العصبيّة، أو مرض نقص الأكسجين.
- الإعاقات العصبية: هي الإعاقات التي تظهر في الجهاز العصبي لدى الأطفال بعد ولادتهم، وتشمل أمراض الزهايمر، والصرع العضوي، والباركنسون، والتصلّب المتعدد.
- الإعاقات البصرية: هي الإعاقة التي تظهر بسبب ضعف الحواسّ، وترتبط بشكل وثيق بالاتصال والمشاركة الاجتماعية.
- الإعاقات السمعيّة: تشمل ضعف السمع، أو فقدانه، أو الصّمم.
- إعاقات التخاطب: تشمل هذه الإعاقة عدم القُدرة على الكلام، أو صعوبةً في الفهم.
- الإعاقات النفسية: تشمل أنماط السلوك التي تُضعِف الأداء الشخصيّ أو الاجتماعيّ، وتشمل مرض الفصام، واضطرابات القلق، والاضطرابات العاطفية، والإجهاد، والذهان، والاكتئاب، واضطرابات التكيف.
- إعاقات تأخر النمو: تظهر هذه الإعاقات لدى الأطفال ما بين سنّ الولادة إلى خمس سنوات، ولم يوجد لها أي تشخيص معين إلى الآن.