فضل كثرة الذكر
فضائل كثرة ذكر الله تعالى
يقول الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)، و ذكر الله -عز وجل- سهلٌ مُيسَّرٌ لكلّ مسلم، وهو من أفضل الأعمال الصالحة، وكلما ازداد العبد إيماناً وتعلُّقاً بخالقه -جلّ وعلا- كثُر ذكره له وثناؤه عليه، ومن فضائل كثرة ذكر الله:
الفوز برضا الله تعالى
قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللَهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، فالمكثرون من ذكر الله -تعالى- قد هيّأ الله لهم من فضله المغفرة لذنوبهم، وأعدّ لهم الجنة، فقد فازوا برضوان الله -تعالى-، فأكرمهم بما وعدهم من المغفرة والأجر العظيم.
سببٌ لنقاء القلب
قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل"، فقلب المرء يصدأ باقتراف الذنوب والبعد عن خالقه -جلّ وعلا- وبالغفلة عنه، وبالذكر و الاستغفار يُجلى ذلك الصدأ ويعود القلب نظيفاً أبيضاً نقياً.
حياة القلب بالإيمان
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت)، فالذاكر لله -تعالى- قلبه حيٌّ ينبض بالإيمان وحب خالقه، أما الغافل فهو كالميت لا يشعر قلبه بشيء.
خير الأعمال عند الله
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى)، ف التسبيح وذكر الله -تعالى- من أفضل العبادات عند الله -تعالى-، وهنيئاً لِمن أكثر ممّا يحبّه الله بالأجر العظيم!
سببٌ للثبات والنصر
قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فقد أمر الله -تعالى- المؤمنين بالإكثار من ذكره في مثل هذه المواطن الصعبة؛ ذلك أنّ ذكر الله -سبحانه- ممّا يُعين على الثبات والصبر، كما أنّ الإكثار من ذكره -تعالى- من أعظم أسباب النّصر.
يذكر الله مَن يذكره
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله -عز وجل-: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ...)، وقال الله -سبحانه-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، فأيُّ شرفٍ هذا؟! فمَن واظب على ذكر الله ذَكَره الله -تعالى- بجلاله عنده، وأكرمه وغفر له وأمّنه وكشف كربه وتفضّل عليه بذكره.
سببٌ لطرد الشيطان ووساوسه
حيث إنّ القلب الغافل عن ذكر الله يسهل تسلّط وساوس الشيطان عليه، فإذا ذكر الله فرّ الشيطان ولم يقدر على مواجهة اسم الله -سبحانه-، ذلك أنّ كيد الشيطان ضعيف، ومَن حافظ على أذكار صباحه ومسائه حفظه الله وحصّنه من الشيطان ومن كل سوءٍ -بإذنه تعالى-.
سببٌ لمضاعفة الأجور
تفضّل الله على عباده بأن هيّأ لهم تحصيل الأجور العظيمة التي لا تخطر على بال بفعل عباداتٍ يسيرة لا يعجز عنها أحد، ومن ذلك ذكر الله -سبحانه-، فمَن ذكر الله مخلصاً في ذلك أكرمه الله بالثواب الكبير، وفيما يأتي بعض الشواهد الدّالة على ذلك:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة).