فضل قراءة أواخر سورة آل عمران
فضل قراءة أواخر سورة آل عمران
لم يثبت في فضل أواخر سورة آل عمران إلّا استحباب قراءتها عند القيام من النوم ليلاً، أمّا نيل أجر عبادةٍ ليلةٍ بقراءة أواخرها فليس بصحيحٍ.
وقد اتّفق الشيخان البخاري ومسلم على ما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في ذكر فضل قراءة أواخر سورة آل عمران: (أنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَهْلُهُ في طُولِهَا).
(فَنَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى إذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ أوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ).
ففي الحديث دلالةٌ على فضل استحباب قراءة أواخر سورة آل عمران عند الاستيقاظ من النوم، اقتداءً بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
فضائل أخرى لسورة آل عمران
وردت عدة أحاديث صحيحةٌ في بيان فضل قراءة سورة آل عمران وحفظها، يُذكر أنّ سورة آل عمران:
- تشفع لصاحبها وتشهد له يوم القيامة، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النّواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما).
- ذُكر فيها اسم الله الأعظم الذي يُرجى إجابة الدعاء عند ذكره وهو كما ورد في بداية السورة في قول الله -تعالى-: (الم*اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، ودليل ذلك قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ: في (البَقرةِ) و(آلِ عِمْرانَ)، و(طه)).
- سببٌ للأمان والسلامة من خطر الصراط والنجاة منه، ورد عن عبد الله بن صالحٍ عن معاوية بن صالحٍ عن سليم بن عامرٍ أنّه سمع أبا أُمامة يقول: "إنّ أخاً لكم أُرِيَ في المنام أنّ الناس يسلكون في صدع جبلٍ وَعْرٍ طويلٍ وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان هل فيكم قارئ يقرأ سورة البقرة؟ وهل فيكم قارئ يقرأ سورة آل عمران؟ قال: فإذا قال الرجل نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلّق بهما فيخطران به الجبل".
التعريف بسورة آل عمران
سورة آل عمران من السور المدنية ، وهي السورة الثالثة في ترتيب المصحف العثماني، بلغ عدد آياتها مئتين آية، لذلك تعدّ من السور الطوال التي ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فضلها قائلاً: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ).
وسميّت بهذا الاسم لذكر قصة آل عمران فيها، فقد تناولت السورة قصة السيدة مريم وولادتها لعيسى -عليهما السلام-، كما وتناولت السورة موضوعين أساسيين؛ هما: التوحيد والتشريع.