فضل صلاة الظهر في جماعة
فضل صلاة الظهر في جماعة
إنّ أداء صلاة الظهر جماعةً لها فضل كبير، فقد جاء في الحديث عن رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً)، و قوله -صلى الله عليه وسلَّم-: (مَن تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إلى الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، فَصَلَّاهَا مع النَّاسِ، أَوْ مع الجَمَاعَةِ، أَوْ في المَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ له ذُنُوبَهُ).
وتتجلَّى الآية القرانيَّة في سورة النور في تبيان أجر من لا تلهيهم أعمالهم عن إقامة الصَّلاة في قوله -تعالى-: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
فضل صلاة الظهر
إنّ لصلاة الظهر فضائل وفوائد عديدة، وفيما يأتي بيان ذلك:
- أوَّل صلاةٍ صلاها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بعد عودته من رحلة الإسراء والمعراج والتي فيها فرضت الصلوات الخمس، فعند عودة النبي صلَّى هو والمسلمون صلاة الظهر، لذلك تسمَّى بالصلاة الأولى أو الهجيرة.
- أداء الصلوات سببٌ لتكفير الذنوب: قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ).
- مؤدِّي صلاة الظهر يستجير من جهنم كلَّ يومٍ بعد تسجيرها، كما في الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه جبريل للنبيّ: (ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ).
- موعد صلاة الظهر يكون في وسط الأعمال، وهذا يعطي للمؤمن قسطاً من الرَّاحة الجسديَّة، والرَّاحة الذهنيَّة من تراكم الأعمال والمشاغل، فيبتعد عن التوتر ويُقبل على الله.
- ورود أحاديث كثيرة عن أهميَّة السنن القبليَّة والسنن البعديَّة في صلاة الظهر؛ تُشعر المصلِّي بعظمةَ هذه الصلاة المحاطة بالسنن، ففي تلك السُّنن أيضاً الفضل العظيم، والمحافظة عليها من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم.
فضل أداء صلاة الظهر في وقتها
ورد في حديثِ نبويِّ أنَّ رسول الله سئل: (أيُّ العمَلِ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى؟ الصَّلاةُ علَى وقتِها، وبرُّ الوالدينِ، والجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ)، وفي هذا الحديث عدَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاة على وقتها من أكثر الأعمال التي يحبُّها الله من عباده، وقد تميزت الصَّلاة عن سائر العادات بأهميَّة كبيرةٍ في ديننا الحنيف، فهي عمود الدِّين، ولذلك على المسلم أن يسارع في أداء الصَّلاة في وقتها، فلا يؤخّرها، حتى ينال الأجر والثواب العظيم من الله.
فضل صلاة سنة الظهر
إنّ لسنّة الظّهر فضل عظيم، فقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصلّيها دائما ويداوم عليها ولا يتتركها، وهذا يدلّ على عظيم أجرها ومكانتها، وقد كان النبيّ يُصلّي قبل الظهر أربعة، وبعد الظهر ركعتين، فهذه هي راتبة الظهر؛ أي سنّتها المؤكّدة، وقد جاء في فضلها ما رواه عبد الله بن السائب -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كان يُصلِّي أربعًا بعدَ أن تَزولَ الشَّمسُ قبلَ الظُّهرِ وقال : إنَّها ساعةٌ تُفْتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ ، فأُحِبُّ أن يصعَدَ لي فيها عملٌ صالِح).
ملخّص المقال: إنّ صلاة الظهر جماعة لها أجر كبير، فهي سبب لغفران الذنوب ونيل الأجر الكبير من الله، كما أنّ من أحب الأعمال إلى الله أداء صلاة الظهر وباقي الصلوات عموما في وقتها، وقد كان النبيّ يُداوم أيضاً على أداء سنّة الظهر الراتبة، وذلك لأهمّيتها وعظيم ثوابها.