فضل سورة يس
فضائل سورة يس
ورد في فضائل سورة يس العديد من الأحاديث، ولكنّ أكثرها ضعيفٌ أو مكذوبٌ أو موضوع، ولا يصحّ نسبتها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يتم الوقوف على حديثٍ صحيح في فضل سورة يس، ومن الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل سورة يس، والتي نسوقها للتنبيه على ضعفها حتى وإن اشتهر ذكرها بين الناس ما يأتي:
- (إنَّ لكلِّ شيءٍ قلبًا، وقلبُ القرآنِ (يس) ومَن قرأَ (يس) كتبَ اللهُ لهُ بقراءتِها قراءةَ القرآنِ عشرَ مرَّاتٍ).
- (مَنْ قَرَأَ سُورَةَ يس في لَيلةٍ أصْبَحَ مَغفُورًا له).
- (مَن دخلَ المقابرَ فقرأَ سورةَ (يس) خفَّفَ عنهُم يومَئذٍ، وكان لهُ بِعَددِ مَن فيها حَسناتٌ).
- (اقرَؤُوها على مَوْتاكم. يعني: يس).
فضل قراءة سورة يس على المحتضر
أوضحنا فيما سبق أنّ الأحاديث الواردة في فضائل سورة يس ضعيفة، ولا يصحّ رفعها إلى النبي، ولكن بعضها ورد موقوفاً عن الصحابة بإسنادٍ حسن، وبعضها الآخر نُقِل عن تجارب الصالحين، ومن ذلك قراءة سورة يس على المحتضر في سكرات الموت، فقد قيل إنّها تُخفّف عن المحتضر سكرات الموت بإذن الله، وهذا مشاهدٌ بالتجارب ولا يدلّ عليه حديث صحيح.
وقد روى الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح عن صفوان أنّه: حدّثه مجموعةٌ من التابعين أنّهم رأوا الصحابي غضيف بن الحارث الثمالي -رضي الله عنه- يحتضر، فلمّا اشتدّت به السكرات قال لهم: "هل منكم أحدٌ يقرأ يس"؟ فقرأها صالح السّكوني، وعندما وصل لأربعين آية خرجت روح غضيف -رضي الله عنه-.
ومن هذا الباب استحبّ بعض العلماء قراءتها على المرء عند احتضاره للتخفيف عنه، أمّا ما يفعله الناس من قراءتها بعد موت الإنسان فهذا غير ثابتٍ في النصوص الشرعية، ولم يُنقل عن العلماء القول بمشروعيّة ذلك.
فضل قراءة سورة يس لقضاء الحوائج
يعتقد العديد من النّاس أنّ قراءة سورة يس سببٌ لقضاء الحوائج و تيسير الأمور ، وينسبون ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو إلى الصحابة، ولكن تجدر الإشارة إلى بطلان نسبة هذا الكلام إلى السنة النبوية أو الصحابة والتابعين وأكثر أهل العلم، إذْ لم يثبت في ذلك حديثٌ صحيح.
والأصل أنّ هذه الأمور لا يصحّ تخصيصها بالعمل بها إلا بدليلٍ صحيحٍ من القرآن أو السنة أو بأثرٍ عن الصحابة والتابعين، والقرآن الكريم كلُّه خير، وقراءته سببٌ لتفريج الهموم، فيُشرع قراءته لذلك دون تخصيص سورةٍ بعينها ونسبة فضلها غير الثابت إلى السنة النبوية، وإن حصل وقرأ المكروب هذه السورة وزال همّه فذلك يحصل لِسعة رحمة الله وقُربه من عبده، ولصدق لجوء العبد وافتقاره إلى الله -تعالى-.
فضل سورة يس في الرقية
القرآن الكريم كلّه خيرٌ وشفاءٌ للمؤمن، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)، ولكنّ تخصيص سورةٍ معيَّنةٍ لعلاج مرضٍ محدَّدٍ والتزام قراءتها بعددٍ معيَّنٍ لا يصحّ إلا بدليلٍ شرعيٍّ صحيح، وبناءً على ذلك فمن قرأ سورة يس دون اعتقاد وجود فضلٍ شرعيٍّ خاص بها فلا حرج على اعتبار أنّ القرآن الكريم كلّه خير.
والأفضل قراءة ما ثبت فضله من السور والآيات في الرقية الشرعية ؛ كسورة الفاتحة، والبقرة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والإخلاص المعوّذتين، وما جمعه أهل العلم من الآيات وقالوا بنفعها في باب الرقية بالتجربة، أما تخصيص سورةٍ بعينها والتزام قراءتها على أنّها من السنّة فلا يُشرع إلا بدليلٍ صحيح.
التعريف بسورة يس
سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب سور القرآن الكريم، وعدد آياتها ثلاثٌ وثمانون آية، وهي سورةٌ مكِّيةٌ بالإجماع، ويرى بعض العلماء أنّها مكِّيةٌ كلّها إلا قوله -تعالى-: (... وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)، فقد نزلت هذه الآية في المدينة في بني سلمة عندما أرادوا الانتقال إلى جوار المسجد النبوي.