قصة سيدنا آدم للأطفال
قصة سيدنا آدم للأطفال
قصة سيدنا آدم -عليه السلام- من القصص المهمة التي يجب علينا تعليمها للأطفال، وسيدنا آدمُ -عليه السَّلام- هو أوّل إنسان خلقه الله -تعالى-، وهو أبو البشر جميعاً، فكل البشر جاؤوا من ذُريته، وخلقه الله مِن طين، ثُمَّ نفخَ فيه من روحِه، وسُمِّيَ آدم؛ لأنَّ الله خَلَقَهُ من أديم الأرض "أي تُرابِها".
وعندَما خلق الله -عز وجلّ- آدم -عليه السلام-، علَّمه أسماء كلِّ شيءٍ بالتّفصيل، فقد خصَّه الله بالعلم والعقل، وفضَّله على كثيرٍ من المخْلوقات، ثمّ عرَضَ الأُمور التي علَّمهُ إيّاها على الملائكة ، فقالوا: (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ، فقال الله لآدم أنْ يخبرهم عن أسمائها، فلمَّا أخبرهُم بها عرفت الملائكة علو قدْره وتكريم الله له، وأنهُ أعْلَم منهم.
سجود الملائكة لآدم ورفض إبليس السجود له
بعد أن خلق الله -عز وجل- آدم ورفع قدره، أمر الملائكَة بالسجود له، فسجدوا جميعاً ما عدا إبليس ، فاستكبر ورفض أن يسجد لآدم، وقال: (أَنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ) ، فبسبب رفضه السُّجود لآدم وعِصْيانِهِ لأمر الله -تعالى-.
قام الله -تعالى- بإخراجه من الْجنة وطرده من رحْمته، فتوعد إبليس وتعهد بأنْ يغوي آدم وذريتهُ؛ ليُطردوا من رحمة الله ويدْخلوا معه نار جهنَّم، فقال له الله -عز وجل-: (قالَ اخرُج مِنها مَذءومًا مَدحورًا لَمَن تَبِعَكَ مِنهُم لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُم أَجمَعينَ) .
وفي هذا تحْذيرٌ للمُسلمين من اتّباع وساوس الشَّيطان وعصيان أوامر الله، فإن الشيطان يُريد بنا الشر، ويُريد أن نكون معه في النَّار، أما الله -سبحانه وتعالى- فيُريد لنا الْخير ويعدنا بالجنَّة والنَّعيم.
خلق حواء والسكن في الجنة
لما كان الإنسان بطبيعته يحتاج إلى من يؤنسه، ويكون رفيقا له في دربه، خلق الله -سبحانه وتعالى- أمّنا حواء من ضلع آدم، وزوجه إياها، فكانت لهُ نعم الرفيقة، وكانت أمنا جميعاً.
وأسكن الله -سبحانه وتعالى- آدم وزوجته حواء في الجنة، وكانوا في رغد من العيش، فكانت مليئة بالثمار والْأنهار والطبيعة الساحرة، فكانَ كل شيء مباحاً لهُم يتمتّعون به كما يشاؤون.
ولكن لا بد من اختبار الله لهم، هل يطيعونه أمْ يتبعون وسوسات إبليس لهم بعد أن حذرهم الله -عز وجل- منه ومن أنهم لو سمعوا كلامه فسيكون سببا لخروجِهم من الجنة، فأخْبرهم الله -سبحانه وتعالى- عن شجرة معينة، وأن لا يقرباها ولا يأكلا من ثمرها وإلا فسيكونا من الْعاصين لأمر الله -عز وجل-.
إغواء إبليس لآدم وحواء
بما أن إبليس توعد آدم وذريته بإغوائهم عن طريق الحقِّ والخير، فلم يهنأ لهُ بال وآدَم وزوجته حواء يتنعمان في الجنَّة ويعيشان حياةً هنية، فظل يوسوسُ لهُما بشتى الطرق أن يأكلا من الشجرة.
وهما يصرفا وساوِسه بذكر الله ويتذكران تحْذير الله لهما منه، وأنه عدو لهما، لكنهُ لمْ يفقد الأمل في إغوائهِما، فقال لهم ذات يوم: هل أدلكم على شجرةٍ إذا أكلتم من ثمارها فستصبحون من الخالدين؟ ولما كان من طبع النفس البشرية أنها تحبّ الخلود وتكره الموت، صدقا كلامه وأكلا من الشجرة ونسيا عهْدهما مع خالقهما.
خروج آدم وحواء من الجنة
لما أكل آدم وحواء من الشجرة التي نهاهم الله عنها، انكشفت لهما سوءاتهما، وصارا يحاولان تغطيتها بأوراق الْجنة، وأنزلهما الله -عز وجل- إلى الأرض؛ ليسكنا فيها ويُعمروها مع ذريتهم بالطاعة والعمل الصالح.
وبعدما أكلا من الشجرة ندما على ما فعلاه أشد الندم، واستغفرا ربهُما واعترفا بذنْبهما، فتاب الله عنهما؛ وذلك لرحمة الله بعباده الصّادقين، فأبقى باب التوبة مفتوحاً، فمن كان صادقا في توبته وعزم على عدم العودة إلى الذنب، غفر الله له ذلك الذنب.
وبعدما نزل آدم وحواء إلى الأرض أنجبا الْعديد منَ الأبناء، منْهم: قابيل وهابيل ، وبما أن آدم -عليه السلام- كان أول نَبي فقدْ كانَ يدعو أبْناءه إلى عبادة الله -عز وجل-، ويحذرهم من اتباع إبليس ووساوسه، ويبين لهم أنه عدو لهم وهو سبب خروجهم من الجنة.
وهنا لا نقول انتهت قصة آدم -عليه السلام-، بل علينا أن نُكمل طريقهُ ونَعمُرَ الأرْض، ونتعلم من قصة والدنا آدم -عليه السلام- بأن الشيطان عدو لنا فلا نستجيب له بعصياننا لأوامر الله -عز وجل- حتى نعود إلى الْجنة التي أُخرجنا منها.