فضل سورة الكافرون
فضل سورة الكافرون
إنّ من رحمة الله -عز وجل- وعظيم فضله أن رتّب الأجر العظيم على العمل اليسير، فجعل قراءة سورةٍ قصيرة وهي سورة الكافرون تعدل ربع القرآن، وجعل فيها البراءة من الشِّرك، وفيما يأتي في المقال بيان فضائل سورة الكافرون مع الأدلة الشرعية على ذلك:
براءة من الشرك
عن نوفل الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ عِندَ مَنامِكَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ)، وقال نوفل -رضي الله عنه-: (أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: مَجيءٌ ما جِئتَ؟ قال: جِئتُ لِتُعَلِّمَني شَيئًا أقولُه عِندَ مَنامي، قال: اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِندَ مَنامِكَ؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ)، وورد في الأحاديث أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرؤها في الركعة الأولى في سنة الفجر، وكذلك في الركعتين بعد الطواف.
تعدل ربع القرآن
تعدِل سورة الكافرون ربع القرآن الكريم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ، و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ)، بمعنى أنّ سورة الكافرون تُماثل في أجر قراءتها ربع القرآن، وقال العديد من العلماء إنّ سبب ذلك أنّ سورة الكافرون فيها البراءة من الشّرك والكفر وأهله.
التعريف بسورة الكافرون
فيما يأتي نبذة عامة وتعريف بسورة الكافرون:
- سورة الكافرون سورة مكّية، أي نزلت قبل الهجرة في مكة المكرّمة.
- عدد آيات سورة الكافرون ستّ آيات.
- ترتيب سورة الكافرون في المصحف 109، ومكانها في الجزء الأخير من القرآن الكريم؛ أي الجزء الثلاثون.
- نزلت سورة الكافرون بعد سورة الماعون.
- أُطلق على سورة الكافرون أسماء أخرى وهي: العبادة، والإخلاص، والمُقَشْقِشَةُ؛ أي المُبرِّئة من النفاق والشّرك بالله.
- موضوع السورة ومحور حديثها كان عن التبرئة من الشرك والنفاق، وأهمية التوحيد وعبادة الله وحده، حيث طلب المشركون من النبيّ أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه في سنة، فردّت السورة على كلامهم وطلبهم.
- سبب نزول سورة الكافرون: جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه-: "أن قريش دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فأنزل الله (قل يأيها الكافرون) إلى أخر السورة".
ملخّص المقال: ورد في السنة النبوية الشريفة عدة فضائل لسورة الكافرون، فقد أوصى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أحد الصحابة بقراءتها قبل النوام لأنه براءة من الشرك والنفاق وأهله، كما أنها تعدل ربع القرآن الكريم، وهي سورة مكيّة، أُطلق عليها عدّة أسماء؛ كالمُشقشقة والعبادة، وتتحدث عن التوحيد وعبادة الله وحده والبراءة من الشرك وأهله.