فضل سورة الفجر
فضل سورة الفجر
الفضل الخاص لسورة الفجر
لم يرد في سورة الفجر حديث نبوي أو آية قرآنية، تدل على فضل سورة الفجر على الخصوص، لكنها من ضمن سور المفصّل التي قال فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُعطيتُ مكانَ التوراةِ السبعُ، أُعطيتُ مكانَ الزَّبورِ المئينَ، أُعطيتُ مكانَ الإنجيل المثاني، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).
الفضل العام لسورة الفجر
تعدّ سورة الفجر من سور القرآن الكريم، والتي يشملها فضل قراءة القرآن الكريم ، الذي يعتبر سنّة استحبها الشرع، وفضّلها على الكثير من غيرها من العبادات؛ لأنّها الوسيلة التي يصل بها المسلم إلى فهم ما ذكره الله في الآيات.
وإذا قام العبد بفهم الآيات؛ كان ذلك أدعى لأن يقوم بتطبيق ما فيها من الأوامر واجتناب النواهي، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) .
وقد روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ)، وإذا أخلص العبد النية في قراءته تضاعف أجره من حسنة إلى عشرة بكل حرف.
والله يضاعف بعد ذلك لمن يشاء؛ لما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ ولكن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
التعريف بسورة الفجر
نزلت سورة الفجر بعد سورة الأعلى، وقد نزلت سورة الأعلى في الفترة الواقعة ما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، ثمّ نزلت بعدها سورة الفجر، وعليه فإن سورة الفجر من السور المكية ، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم؛ إلى ما ابتدأت به من قسم الله بالفجر، فقال -تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) .
ويبلغ عدد آياتها ثلاثين آية، ويأتي ترتيبها في القرآن الكريم بعد سورة الغاشية، التي تجتمع معها في أسلوب الإنذار والتهديد للكافرين بالعقوبة التي أعدّها الله لهم، وجاء في نهاية كل منهما الحثّ على الإيمان بالله وفق أسلوب الترغيب.
مقاصد سورة الفجر
جاءت السورة في سياق تعظيم الله لأيام ذي الحجة، المتضمنة يوم العرفة وأيام العيد، والإشارة إلى حال الإنسان في الدنيا وحرصه عليها، إلى غير ذلك من الموضوعات والأهداف على النحو التالي:
- التأكيد على وقوع عذاب الكافرين، والقسم بما لا يدع فيه مجالاً للشك.
- ذكر عاد وثمود من الأقوام السابقة؛ من باب أخذ العبرة بهم.
- كثرة النعم التي ينعم الله بها على عبدٍ من عباده لا تدلّ على محبة الله له، وكثرة الابتلاءات لا تدل على غضبه.
- ذكر مجموعة من أهوال يوم القيامة، ووصف حاله.
- تمنّي الأشقياء الرجوع إلى الدنيا، وذكر حال المؤمنين وما أعدّ الله لهم من النعيم.