فضل سورة الرعد
فضل سورة الرعد
ورد في فضل سورة الرعد الكثير من الأحاديث، الغالب منها أحاديث موضوعة ولا أصل لها، إلّا ما ورد أنّها من سور المثاني، التي أوتيها رسول الله مكان الإنجيل، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).
وسنذكر ما ورد في فضلها من أحاديث موضوعة من باب العلم أنها أحاديث غير صحيحة ولا يجوز الأخذ فيها لأنا نسبت كذباً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي فيما يأتي:
- حديث جابر بن زيد -رضي الله عنه-: (كان يُستحب أن يقرأ عند الميت سورة الرعد)؛ فإن قراءتها تخفف عن الميت في سكراته، وخروج روحه حسبما يُعتقد.
- حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات، بوزن كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون، إلى يوم القيامة، ودرجاتٍ في جنات عدن، وكان يوم القيامة في أولاده، وذرّيته، وأهل بيته من المسلمين).
- حديث جعفر الصادق -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قرأها لم تصبه صاعقة أبداً، ودخل الجنة بلا حساب).
- حديث عليّ -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا عليّ من قرأ سورة الرعد كتب له بكل قطرة تمطر، في تلك السنة ثمانون حسنة، وأربع وثمانون درجة، وله بكل آية قرأها مثل ثواب من يموت في طلب العلم).
التعريف بسورة الرعد
نزلت سورة الرعد في المدينة المنورة، في الفترة الواقعة بعد صلح الحديبية وقبل غزوة تبوك، وقيل إنّها سورة مكيّة؛ كونها تتحدث عن المشركين مثل موضوعات السور المكيّة ، فقال الأصم هي مكية بالإجماع، ولم ينظر إلى القول بأنّها مدنية، معللاً ذلك بأن المشركين الذين تحدثت عنهم السور المكيّة لم ينقطع أمرهم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة.
وقد سُمّيت سورة الرعد بهذا الاسم؛ نسبةً إلى ما ورد في الآية الثالثة عشر في قول الله -تعالى-: (وَيُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ) ، ويبلغ عدد آياتها 43 آية.
مقاصد السورة وأهدافها
تنصّ الآيات الكريمة في سورة الرعد على مجموعة من مظاهر قدرة الله وبديع خلقه في كونه، مما يدل على حجة توحيده، وذلك مثل خلقه للسماوات والأرض، والأنهار، والأشجار، والجنين في رحم أمه، وقدرته على معرفة أسرار مخلوقاته وظواهرهم، والسحاب في السماء، والرعد، والبرق وغيرها من مظاهره في كونه.
والرد على من يعبد الأصنام، وذكرت الآيات قصة نزول القرآن من السماء، ومصير كل من المؤمنين والكافرين، وما يتمتع به المؤمنون من تسليم الملائكة عليهم في جنات النعيم، وما يتمتعون به في الجنة؛ وما ذلك إلا جزاءً من الله لهم على إيمانهم، أمّا الكافرون فجزاؤهم النار؛ جزاءً لهم على كفرهم، ثمّ الحديث عن إقرار نبوّة سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بنزول القرآن الكريم عليه.