فضل سورة الحشر
فضل سورة الحشر
إنّ سور القرآن الكريم كلّها فضلها عظيم، وأجرها كبير، وتعود بنفع لا نهاية له على المسلم في حياته الدنيا وفي آخرته، والقرآن الكريم خيرٌ كلّه، وسورة الحشر واحدة من سور القرآن الكريم التي يجب قراءتها وحفظها وتفسيرها وتطبيق أحكامها.
ولم يصح أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكر فضل خاص لسورة الحشر، وقد جاء في فضلها في كتب المفسرين أحاديث لم تثبت صحتها ما بين الضعيف إلى المنكر والموضوع، ونورد حديثاً منها من باب العلم فقط.
روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قرأَ خواتيمَ الحَشرِ مِن ليلٍ أو نَهارٍ، فقُبِضَ في ذلِكَ اليومِ أوِ اللَّيلةِ؛ فقد أَوجَبَ الجنَّةَ)، وفي رواية أخرى: (وَقَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَرَأَ حِينَ يُمْسِي فَبِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ)، وهي أحاديث ضعيفة جداً كما أسلفنا ولا يصح الاستدلال بها.
التعريف بسورة الحشر
سورة الحشر سورة مدنية نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة إلى المدينة، وهي أحد سور المفصّل، وأحد سور المسبّحات، التي يفتتحها المولى بقوله "سبّح"؛ لتنزيهه وتقديسه عن كلّ النقائص والعيوب.
وقد نزلت بعد سورة البينة، وبحسب ترتيب المصحف هي السورة التاسعة والخمسون، وعدد آياتها أربع وعشرون آية، أمّا معنى اسمها "الحشر"؛ فهو اسم من أسماء يوم القيامة ، الذي يعني حشر الخلائق وجمعهم من أجل الحساب، وتسمّى أيضاً بسورة "بني النضير"؛ لأنّها نزلت بعد غزوة بني النضير.
سبب نزول سورة الحشر
تنوعت أسباب نزول آيات سورة الحشر، وفيما يأتي سبب نزول بعض آياتها:
- قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)
نزلت هذه الآية في يهود بني النضير الذين صالحهم النبي لما قدم المدينة على ألا يقاتلوا المسلمين، ولا يساندوا من يحاربهم، ولكنهم نقضوا العهد بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد؛ زعماً منهم أنّ النبي الذي ذكره الله -تعالى- في التوراة لا يهزم أبداً.
- قال الله -تعالى-: (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)
وقد نزلت الآية بعد أن حاصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- يهود بني النضير، واختبأوا في حصونهم، فأمر النبي الكريم أصحابه أن يقطعوا النخل.
وعاتبوا المسلمين على فعلتهم بقولهم: "زَعَمْتَ يَا مُحَمَّدُ أَنَّكَ تُرِيدُ الصَّلَاحَ، أَفَمِنَ الصَّلَاحِ عَقْرُ الشَّجَرِ الْمُثْمِرِ وَقَطْعُ النَّخِيلِ؟ وَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا زَعَمْتَ أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْكَ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ؟"، فشقّ ذلك على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ووجد المسلمين في أنفسهم شيئاً بعد انقسام آرائهم في ذلك النخيل بين من قال بقطعه وبين من رأى تركه، فنزلت الآيات.