فضل سورة الأعراف
فضل سورة الأعراف
إن فضل سورة الأعراف يدخل ضمن فضل القرآن الكريم عموماً، فمن قرأها نال الأجر والثواب على كلّ حرف، والله يُضاعف لمن يشاء، وما ثبت فيها من الأحاديث هو أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرؤها في صلاة المغرب، ومن الأحاديث التي جاءت عن سورة الأعراف ما يأتي:
- (عَن عُرْوَة عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ قَالَ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: مَا لِي أَرَاكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ السُّوَرِ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُول الله -عَلَيْهِ الصّلاة والسّلام- يَقْرَأُ فِيهَا بِأَطْوَلِ الطُّولَيَيْنِ، قَالَ مَرْوَانُ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أطول الطولين؟ قَالَ: الْأَعْرَافُ).
- عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: (أنَّ رسولَ اللَّهِ قرأَ في صلاةِ المغربِ بسورةِ الأعرافِ فرَّقَها في رَكعتين).
- عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ)، والسَّبعُ الطِّوالُ المُرادُ هُنا: سَبعُ سُوَرٍ طِوالٍ كبارٍ، لا خلاف على أنَّ الأعراف من ضمنها.
التعريف بسورة الأعراف
سورة الأعراف سورة مكّيَّة بلا خلاف، نزلت في المدينة، وهي من السبع الطِّوال التي جُعلت في أول القرآن الكريم لطولها، وهي السورة السابعة في ترتيب المصحف، والتاسعة والثلاثين في ترتيب نزول السور، وقد نزلت بعد سورة ص وقبل سورة النساء، ويبلغ عدد آياتها مئتين وستّ آيات في عدِّ أهل المدينة والكوفة، ومئتين وخمس في عدِّ الشام والبصرة.
وقد سُميّت السورة بالأعراف لأنه ذُكر فيها لفظ (الأعراف)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَبَينَهُما حِجابٌ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيماهُم وَنادَوا أَصحابَ الجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيكُم لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ) ، والأعراف في اللغة: هو المكان المرتفع من الأرض، وقيل لعرف الديك ذلك؛ لارتفاعه على ما سواه من جسده.
والأعراف في الاصطلاح: هو سُور أو تل مشرف بين الجنّة والنّار، يطلع أصحاب الأعراف من خلاله على فريقيّ الجنّة والنار؛ ويَعرِفون كلّاً بسيماهم، قال -تعالى-: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ).
موضوعات سورة الأعراف ومقاصدها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في سورة الأعراف: "هي سورة متضمنة لأصول الدين؛ كالإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر"، وفيها موضوعات أخرى، منها:
- افتتحت السورة بالحديث عن القرآن والوعد بتيسيره على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليبلّغه للناس، وكان افتتاحها كلاماً جامعاً، ومتناسباً مع ما اشتملت عليه السورة من مقاصد.
- ذِكر أحوال الرسل مع أقوامهم المشركين وما لاقوه من عنادهم وأذَاهم.
- النهي عن اتخاذ الشركاء من دون الله -تعالى-.
- إنذار المشركين عن سوء عاقبة الشرك في الدنيا والآخرة.
- تحريم السيئة والالتزام بطاعة الله والأنبياء.
- وصف ما حلَّ بالمشركين والذين كذبوا الرسل من سوء العذاب في الدنيا، وما سيحلُّ بهم في الآخرة.
- تذكير الناس بنعمة خلق الأرض، وتمكين النَّوع الإنسانيّ من خيرات الأرض، وتذكيرهم بنعمة الله على هذا النَّوع بخلق أصله وتفضيله.
- ذكر ما نشأ من عَدَاوة جنس الشيطان لنوع الإنسان.
- تحذير الناس من التَّلبس بمكر الشيطان من تسويله إياهم بحرمان أنفسهم الَّطيبات، ومن الوقوع فيما يسبب لهام العذاب في الآخرة.
- وصف أهوال يوم الجزاء للمجرمين وكراماته للمُتَّقين.
- التذكير بالبعث وتقريب دليله.
- النهي عن الفساد في الأرض التي أصلحها الله لفائدة الإنسان.
- التذكير ببديع ما أوجده الله لإصلاح الأرض وإحيائها.
- التذكير بما أودعه الله في فطرة الإنسان من وقت تكوين أصله فيما يخصّ قبول دعوة رسل الله -عليهم السلام- إلى التقوى والإصلاح.