فضل العلم النافع في القران والسنة
فضل العلم النافع في القرآن والسنة
يُقصد بالعلم النافع العلم المُستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفهم معاني كلٍ منهما، وتتبّع أقوال الصحابة والتابعين في تفسيرهم للآيات وفهمهم لمضامين الأحاديث النبوية، وما استنبطوا منها في الحلال والحرام، وما يتعلق بأمور الزهد والأخلاق والرقائق والآداب، والاجتهاد في تمييز صحيح الحديث من سقيمه، وغيرها مما يعود على صاحبه بالنفع.
وقد وردت العديد من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الدالة على فضل العلم النافع، منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
- روى معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).
- كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دائماً يدعو الله بزيادة العلم، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ اللَّهمَّ انفَعني بما علَّمتني وعلِّمني ما ينفعُني وزدني علمًا والحمدُ للَّهِ على كلِّ حالٍ وأعوذُ باللَّهِ من عذابِ النَّارِ).
- روى أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ).
مكانة العلم في الإسلام
جعل الإسلام العلم قريناً له لا ينفصل عنه، ويكفي فيه أنّه جعل أول ما نزل من القرآن الكريم قول الله -تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، فقد جعل -سبحانه وتعالى- الأمر الأول بالقراءة التي يقوم العلم على أساسها، ثمّ ذكر القلم الذي هو وسيلة تحصيل هذا العلم ونقله.
مكانة العلماء في الإسلام
رفع الإسلام من مكانة العلماء وأعلى من شأنهم، وحفظ حقّهم، وأولاهم عناية كبيرة، فقال -تعالى: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وقرن -سبحانه وتعالى- عظيم خشيته وأعلى مراتبها بالعلم، وخصصّها للعلماء، فقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، فلمّا علم الناس ذلك الفضل، تسابقوا للحصول عليه، فقدموا أنفسهم وأموالهم، وأوقاتهم.
وتركوا ملذّات الدنيا وشهواتها ومُتعها، وانطلقوا في طريق العلم سالكين درب طلبه، حتى كثُر العلماء، وقلّت البدع والضلالات، وأصبح الهمّ الأكبر لهم السعي وراء طلب العلم المرتكز على سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لا لشهرة ولا لجاه أو نسب أو غيره من مطالب الدنيا.
وممّا فضّل به الإسلام العلماء ما رواه أبو الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ).