فضل الصيام
فضائل الصيام
فضائل الصيام في الدُّنيا
تترتّب على الصيام العديد من الفضائل في الحياة الدُّنيا، فيما يأتي بيان البعض منها:
- تحقيق التقوى ؛ فالصيام يقي المسلم من الوقوع في المعصية، وبذلك يحميه من العذاب، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ويصل الصائم إلى مرتبة التقوى؛ باجتناب المعاصي، وحِفظ الجوارح، والتغلُّب على الشهوة، وعدم الاستجابة لوساوس الشيطان، وبذلك تقوى العزيمة والإرادة على الالتزام بأوامر الله.
- استجابة الدعاء؛ إذ يُعَدّ الصيام سبباً من أسباب إجابة الدعاء ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ).
- تخصيص الصائمين بأنّ لهم باباً من أبواب الجنّة يُسمّى (باب الريّان)، وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم ، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).
- تربية النفس على الجود بشتّى أنواعه؛ سواءً كان بالمال؛ بإخراج الصدقات ، ومساعدة المُحتاجين والأرامل، أو بالأعمال الصالحة؛ من فرائض، ونوافل، وقراءةٍ للقرآن، أو بالوقت؛ بنَفع الناس، وقضاء حوائجهم.
- الحرص على فعل الخيرات، والتسابُق إليها، وحَثّ الناس عليها؛ فيُقدّم كلّ شخصٍ ما لديه من خيرٍ وبِرٍّ.
- تربية النفس على التغيير، وتقويم السلوك؛ فيتعلّم المسلم الصائم التخلُّق بالأخلاق الحَسَنة، والتخلّي عن الشهوات، مقابل نَيْل مرضاة الله -تعالى-.
- توحيد صفوف المسلمين، وعدم التفرقة بين أحدٍ منهم.
- المساعدة في استغلال الأوقات بالطاعات، والبُعد عن المعاصي والذنوب.
- تحقيق الرحمة في القلوب، فيشعر المسلمون بأحوال بعضهم البعض.
فضائل الصيام في الآخرة
يُعَدّ الصيام جُنّةٌ من عذاب الله -تعالى-؛ أي حماية منه؛ لأنّ الصيام عبادةٌ مُتعلّقة بجميع البَدَن، فقد وصفه الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (الصَّومُ جُنَّةٌ من عذابِ اللَّهِ)، وقد نَسَب الله -تعالى- ثواب الصيام إليه؛ فهو العالم بأجر الصائم، كما جعل رائحة فم الصائم أفضل وأحبّ إليه من رائحة المِسك، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إِلَّا الصِّيَامَ، هو لي وَأَنَا أَجْزِي به فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ)، إضافة إلى أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بيّن فضل الصيام؛ بأنّ الله يُباعد بين الصائم وبين النار سبعين سنةً، فقال: (مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ومن فضائل الصيام التي ينالها العبد في الآخرة:
- نَيْل الشفاعة يوم القيامة ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعَانِ).
- نَيْل فرحتَين؛ فرحة حين يُفطر، وفرحة حين يلقى ربّه، أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).
- نيل الدرجات الرفيعة في الجنّة، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها فقامَ أعرابيٌّ فقالَ لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ).
عبادة الصيام
يُعَدّ الصيام عبادةً من العبادات التي يتقرّب بها العبد من الله -تعالى-؛ إذ لا يطّلع على الصائم إلّا الله، فيُحقّق الصيام بذلك العبوديّة لله -تعالى- بأعلى درجاتها، ويفوز بمَحبّته، ونصره، ومعونته، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبوديّة هي المقصد من الخَلق، قال -عزّ وجلّ-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وتتحقّق العبوديّة بتمام الخضوع والذلّ لله، مع مَحبّته.