فضل الصلاة الإبراهيمية
الصلاة الإبراهيمية
معنى الصلاة الإبراهيمية
يُقصد بالصلاة الإبراهيمية: ما صحّ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من لفظٍ ودعاءٍ يُقرأ في الصلوات الخمس المفروضة والنوافل في الجلسة الأخيرة وفي التشهد الأخير بعد التحيات، وقبل التسليم، وتتضمّن الطلب من الله -تعالى- أن يُثني ويبارك في الملأ الأعلى على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى آله، كما أثنى وبارك على النبيّ إبراهيم -عليه السلام- وعلى آله.
صيغة الصلاة الإبراهيمية
أخرج الإمام البخاري في صحيحه صيغة الصلاة الإبراهيمة عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
فضل الصلاة الإبراهيمية
الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قربةٌ عظيمةٌ، وطاعةٌ جليلةٌ حثَّ الشرعُ عليها، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من أنفَع الأدعية للعبد في الدُّنيا والآخرة، قال الله -تعالى- وقد ابتدء بنفسه -جلّ وعلا- ثمّ بالملائكة حاثّاً المؤمنين على ذلك: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وفي تفسير هذه الآية الجليلة يقول العلماء: "الصلاة على النبيِّ من الله رحمةٌ، ومن الملائكة استغفارٌ، ومن المؤمنين دعاءٌ"، فالصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- دليلٌ على تمام محبّته -صلّى الله عليه وسلّم- وتوقيره وأداء حقّه، ومن فوائد الصلاة والسلام على النبيّ مضاعفة الأجر والثواب وتكفير الذنوب والسيئات، وقد وردت عدة أحاديث دالةً ومرغبةً على ذلك، منها قوله -عليه الصلاة والسلام-: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ)، وقوله: (البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ).
ولا شك بأنَّ الصلاة الإبراهيمية تدخل في جملة فضل الصلاة والسلام على النبي -صلّى الله عليه وسلَّم- بل هي من أفضلها وأجلها صيغةً، فقد سأل الصحابة -رضي الله عنهم- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن كيفية الصلاة عليه، فأجابهم بأفضل الصيغ عنده وهي الصلاة الإبراهيمية، كما أوردنا سابقاً من حديث كعب بن عجرة حين سُئلَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ؛ فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، قال ابن حجر معلّقاً على حديث كعب: "واستدل بتعليمه -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنّها أفضل كيفيات الصلاة عليه؛ لأنّه لا يختار لنفسه إلّا الأشرف الأفضل".