فضل الصدقة عن الميت
فضل الصدقة عن الميت
هناك العديد من الأعمال الذي ينتفع بها الميت من غيره، ومن هذه الأعمال: الاستغفار والدعاء له، والحج والعمرة عنه، والصدقة عن روحه، حيث يصل ثواب الصدقة للميت باتّفاق العلماء، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
وتعتبر الصدقة عن الميّت من أكثر الأعمال الذي ينتفع بها الميت، لما لها من العديد من الفضائل، ونذكر أهم هذه الفضائل فيما يأتي:
- كسب الأجر العظيم
كأن تثقل الصدقة ميزان حسناته، وترفع من درجاته، وتقلل من سيئاته، وللمتصدّق نفس الأجر -بإذن الله-، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أنَّ رَجُلًا أَتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأَظُنُّهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَلَهَا أَجْرٌ، إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ).
- التخفيف عن الميت
حيث ثبت أنّ أجر الصدقة يصل إلى الميت، وبناءً على ذلك يحصل له فضلها، ومنه أنّه يُخفَّف عنه ويقيه ذلك من العذاب -بإذن الله-، ويُستنتج ذلك من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ).
- الصدقة ظلٌّ للمؤمن يوم القيامة
ويدلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ظلُّ المؤمنِ يومَ القِيامةِ صدقتُهُ).
الصدقة الجارية عن الميت
إنّ من أفضل أنواع الصدقة عن الميّت الصدقة الجارية ، وهي التي تبقى منفعتها دائمة للناس، فيستمرّ ثوابها للميت باستمرار الانتفاع بها، مثل: المساهمة في بناء المساجد والمدارس، أو العمل على تجديدها، وتوزيع أجزاء من القرآن عن الميت، ووضع مصاحف في المسجد، وتوفير الماء في المساجد والأماكن العامة، وحفر بئرٍ، ونشر العلم، وغير ذلك من الطرق، وذلك بنيّة الصدقة عن الميت.
فضل الصدقة بشكلٍ عام
الصدقة هي ما يُعطى للمحتاج والسائل لوجه الله -سبحانه-، ويعدّ الإنفاق في سبيل الله من أفضل العبادات وأصدقها، فهي عمل خيرٍ خفيٍّ بين الإنسان وخالقه، كما أنّها تقوّي صلة العبد بربه، وجاء الحثّ على الصدقة في القرآن الكريم في عدّة مواضع، قال -تعالى-: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَهَ بِهِ عَلِيمٌ).
وقد أوصانا النبي الكريم بالصدقة، وذكر فيها الكثير من الأحاديث، لِما لها من الفوائد والفضائل العظيمة التي تعود بالخير على الفرد والأمّة، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
- سببٌ لدفع البلاء
حيث إنّ الصدقة من أفضل أعمال الخير، وقد تواترت الأخبار على مرّ الأزمان عن التجارب المدهشة للصدقة في دفع البلاء وتفريج الهموم، لِذا يقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة"، ويقول ابن القيم -رحمه الله-: "فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء".
- تمحو الخطايا والذنوب
حيث إنّ الصدقة من الأعمال الصالحة، ومعلومٌ أن العمل الصالح والحسنات تُكفّر السيئات -بفضل الله-، قال الله -سبحانه وتعالى-: (إن الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)، وقد استثنى أكثر أهل العلم من ذلك الكبائر لأنّها تحتاج إلى توبة وإرجاع الحقوق لأصحابها.
- مضاعفة الأجور والحسنات
ويدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنبتت سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
- تقي المتصدق من النار، وتظلّ صاحبه يوم القيامة
حيث إنّ المتصدق من السبعة الذي يظلّهم الله في ظلّه يوم القيامة، فقد أخرج البخاري في صحيحه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ...)، وذكر منهم: (... ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ).
- تُطهّر المال، وتبارك به.
- تدعو الملائكة للمتصدّق.
- تؤثر الصدقة على القلوب، وتملؤها بالراحة والطمأنينة.
- تعود على المجتمع بالخير والنفع، وهي سببٌ لنشر الألفة والمحبة بين الناس.