فضل التعاون على الخير
فضل التعاون على الخير
حثَّ الدين على التعاون بين المسلمين، ولا بد من ا لإعانة على فعل كل ما أمر به الله -سبحانه وتعالى- ومساعدة الآخرين على فعله، والانتهاء عن كل ما نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- ونهي الآخرين عنه ومساعدتهم على عدم فعله، وفيما يأتي ذكر فضل التعاون في الإسلام على الفرد والمجتمع ككل:
سبب في قوة المؤمنين واجتماع كلمتهم
إنَّ قوة المؤمنين وأخوتهم لا تتحقَّق إلا من خلال تحفيز بعضهم البعض على فعل الخير والطاعات، ومساعدتهم على إقامة شعائر الدين، فيقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، كما أنَّ التعاون على البر والتقوى من الأمور التي تجمع الناس وتوحدهم، وتعينهم على تحقيق العمل، فالإنسان وحده يكون ضعيفًا، أما مع الجماعة فيشعر بالقوة.
الحصول على أجر الصدقة
إنَّ أبواب الخير والبر كثيرة، ويجب على المسلم أن لا يترك أحدها إلا وقد ساهم فيه، وأبسط ذلك أن يبتسم المسلم لأخيه المسلم، إذ إنَّ الابتسامة في الإسلام صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل معروف صدقة ، كما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ).
تحصيل العون من الله
إنَّ أعظم ما قد يحصل عليه المسلم من أجر على تعاونه مع إخوانه المسلمين هو العون من الله -تعالى-، فالإنسان دون عون الله لا يستطيع فعل شيء؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الذي يملك قلوب الناس ويقلبها كيف يريد، فالذي يُعين الناس يسخِّر له الله -سبحانه وتعالى- الناس حتى يُسارعوا في مساعدته، وخدمته، وتلبية حاجاته والاهتمام به، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ).
صور التعاون
إنَّ أشكال التعاون على الخير في الإسلام عديدة، ويمكن ذكر بعضٍ منها على النحو الآتي:
- التعاون على تأدية العبادات، ومن أعظمها الحث على الصلاة ونصح الآخرين بتأديتها.
- التعاون على طلب العلم، إذ يجب على المسلم أن لا يكتم علمًا يعرفه.
- التعاون بين الزوجين، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يساعد زوجاته في بيته وينجز أعماله الشخصية بنفسه دون الاتكال عليهنَّ.
- التعاون بين المسلمين، ويكون من خلال مساعدة المسلم أخيه المسلم، وتفريج كروب الآخرين وتيسير أمورهم، وإغاثة الملهوفين.
- إزالة الأذى عن الطريق، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها؛ فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق) .
- دعوة المسلمين إلى الخير وإرشادهم إلى طريق الحق وإبعادهم عن الخطأ، فأفضل الأعمال الدعوة إلى الله.
إنَّ التعاون على الخير من أعظم الأمور التي يفعلها المسلم وينال أجرها من الله -سبحانه وتعالى-، فمن خلاله تتحقق وحدة المسلمين ويصبحون أقوى، وللتعاون على الخير صور عديدة يمكن للمسلم أن يستغلها جميعها حتى ينال عظيم الأجر من الله -عزَّ وجلَّ-.