فضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان
الأعمال الصالحة في شهر رمضان
لقد خصّ الله تعالى شهر رمضان وميزه من بين سائر الأشهر والأزمنة، فقد اختصه بأن جعل صيامه فرضاً وركناً من أركان الإسلام الخمسة ، ولمّا كان رمضان بهذه المنزلة العظيمة كان لأداء الطاعة والقيام بالعمل الصالح فيه فضل عظيم وأجر كبير، فحريّ بالعبد المسلم اغتنام شهر رمضان بأعمال الخير والحرص على الإكثار منها؛ اقتداءً وتأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وَكانَ أَجْوَدَ ما يَكونُ في شَهْرِ رَمَضَانَ إنَّ جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ كانَ يَلْقَاهُ، في كُلِّ سَنَةٍ، في رَمَضَانَ حتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عليه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
فضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان
للعمل الصالح في رمضان فضل عظيم، فيما يلي بيان أبرزها:
مضاعفة الثواب والأجر
حيث إنه يتضاعف أجر الأعمال الصالحة وثوابها في شهر رمضان، فالحسنة تضاعف إلى عشرة أمثالها إلى أضعاف كثيرة، وثوابها يعظّم ويُكثر، وقد ورد في الشريعة الإسلامية بيان مضاعفة بعض الأعمال والأوقات، ومن ذلك قوله جلّ وعلا في كتابه عن ليلة القدر : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، أي أن العبادة في ليلة القدر خير من العبادة في ألف شهر، قال الشيخ السعدي رحمه الله: "تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث مَنَّ -تبارك وتعالى- على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عُمْرُ رجلٍ مُعَمِّرٍ عُمْرًا طويلا نيفا وثمانين سنة".
مغفرة الذنوب والخطايا
حيث إن القيام بالأعمال الصالحة وفعل الخيرات سبب لمغفرة الذنوب ومحو الخطايا والسيئات، ومن ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
التعوّد على فعل الطاعة وترك المعصية
حيث إن الإكثار من العمل الصالح في شهر رمضان يذلّل النفس، ويجعلها تخضع وتنكسر لخالقها، فتتعود على عمل الخيرات، وتتطبّع على فعل القربات والطاعات، وتتدرب على التحكم بنفسها، فلا تنقاد لشهواتها وأهوائها، وتترك فعل المعاصي والسيئات، فإذا انتهى رمضان لم ينقطع المسلم عن ذلك، ويبقى محافظاً على فعل الطاعات وترك المنكرات، مما يؤدي إلى نيل رضا الله سبحانه، ورفع درجته، والفوز بجنات النعيم.