فضل إصلاح ذات البين في الإسلام
فضل إصلاح ذات البين في الإسلام
إنّ للإصلاح بين الناس فضلًا عظيمًا وثمراتٍ عديدةٍ، وآتيًا بيانٌ لجملةٍ منها:
- اعتبر الإسلام إصلاح ذات البين صدقةً، وأعدّ لمن قام بالإصلاح أجرًا عظيمًا، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ".
- إصلاح ذات البين سبيلٌ لجمع قلوب المسلمين على الخير، وبه تدوم المحبّة والمودّة بين الناس، ويبتعدون عن قطع الأرحام .
- إصلاح ذات البين سببٌ لسلامة صدور المسلمين تجاه بعضهم؛ ممّا يؤدّي إلى تقليل النزاعات والخلافات والجرائم التي قد تحصل بسبب فساد ذات البين.
- ورد في الحديث النبويّ أنّ أجر الإصلاح بين المسلمين له ثوابٌ أعظم درجةً من الصيام والصلاة والصدقة.
- إصلاح ذات البين سببٌ لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
- يؤدي الإصلاح إلى حقن دماء المسلمين.
- إصلاح ذات البين يحفظ من التفكّك العائليّ وقطع الأرحام والمعارف، ويجعل المجتمع متماسكًا وقويًّا.
- إصلاح ذات البين يُبعد عن البغض والحقد والاستغابة.
- التعاون والتناصر واجتماع الناس على الخير ويدفع عنهم الشر والفتنة.
جهات الإصلاح وشروطه
لا يشترط في الإصلاح أن تكون الجهتان المتخاصمتان مسلمتين؛ فيجوز الإصلاح بين المسلمين وغير المسلمين، وبين الأقارب والأصدقاء، وبين الأزواج وغيرهم، كما ويجوز الصلح عندما تكون الخصومات باللسان أو باليد أو بالقلب، ويجوز الإصلاح مهما كان سبب الخصومة؛ كأن كانت خصومةً على مالٍ، ولا يقتصر الصلح على الإعراض عن الآخرين فقط، وثمّة شروطٌ لا بُدّ من توافرها في الصلح والمصلح حتى يكون الصلح جائزًا، ومنها:
- ألّا يكون في الصلح ما يخالف الشريعة الإسلامية ؛ كأن يحلّ ما حرمه الله تعالى أو يحرّم ما أحلّه.
- أن يكون كلّ المتصالحين ذوي أهليَّةٍ؛ أي ممّن تصحّ منهم التصرّفات الشرعيّة وتُقبل.
- ألا يكون أحد المتصالحين كاذبًا فيما ادعاه على الآخر.
- في حال كان الصلح على مالٍ؛ فيشترط في المال أن يكون محدَّدًا وحلالًا.
- أن يكون المُصلِح الذي سيصلح بين المتخاصمين معروفًا بالعلم، والفهم، والتُّقى، والعدل؛ حتّى لا يجور على أحد المتخاصمين.
- أن يكون الصلح في حقوق العباد لا في حقٍّ من حقوق الله تعالى .
إصلاح ذات البين في الإسلام
الإصلاح هو إزالة الخصومة بين الأطراف المتنازعة تنازعًا قوليًّا؛ بالشتم و الغيبة وعدم التواصل مع بعضهم، أو فعليًّا بالقطيعة وعد التزاور أو بالتعدّي على الآخرين.
وقد حثّ الإسلام على الصلح والإصلاح في مواطن كثيرةٍ، منها ما جاء في قوله تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
وكذلك في السنة فيما رواه أبو الدرداء -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "ألا أخبرُكم بأفضلَ من درجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ قالوا بلى قالَ صلاحُ ذاتِ البينِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هيَ الحالِقةُ".