فروع اللسانيات التطبيقية
فروع اللسانيات التطبيقية
تشير اللسانيات التطبيقية أو (علم اللغة التطبيقي) إلى مجموعة واسعة من الأنشطة اللغوية التي تسعى لحل بعض المشاكل المتعلقة باللغة أو حل بعض المخاوف المتعلقة باللغة، وهو علم مُستقلّ تعود نشأته لخمسينيات القرن الماضي.
ظهر في دراسة للأستاذين تشارلز فرايز وروبرت لادو من جامعة ميشيغان، ويُعرف بأنه المنهج العلميّ لدراسة اللغة، ومن وقتها بدأت الدراسات اللغوية تشترك مع العلوم الإنسانية الأخرى،[1] فظهرت له فروع عديدة منها ما يأتي:
اللسانيات النفسية
وتعرَف بعلم اللغة النفسي يعنَى دراسة الجوانب العقلية للغة والكلام، ويهتم بشكل أساسيّ بالطرق التي تُنتَجُ فيها اللغة في الدماغ، وهو فرع مُشترك بين علم اللغة وعلم النفس، ظهر لأول مرة في كتاب عالم النفس الأمريكي جاكوب روبرت كانتور (علم النفس الموضوعي للقواعد) عام 1946م.
يهتمّ علم اللغة النفسي بالإجابة عن سؤالين، هما: ما هي معرفة اللغة التي نحتاجها لاستخدام اللغة؟ أي ما هي المهارات اللغوية العقلية التي يجب أن نمتلكها لإنتاج اللغة، والآخر ما هي العمليات المعرفية التي ينطوي عليها الاستخدام العادي للغة؟ والعمليات المعرفية هي الإدراك والذاكرة والتفكير، كما يدرس علماء اللغة النفسيون كيفية إنتاج معاني الكلمات، ومعاني الجمل، ومعاني الخطابات في العقل.
اللسانيات الاجتماعية
اللسانيات الاجتماعية أو علم اللغة الاجتماعي يعني دراسة العلاقة بين اللغة والمجتمع، والطريقة التي يستخدم بها الناس اللغة في المواقف الاجتماعية المختلفة، ويحاول الإجابة عن سؤالين، هما: كيف تؤثر اللغة على الطبيعة الاجتماعية للبشر؟ وكيف يؤثر التفاعل الاجتماعي على اللغة؟
تتراوح الإجابات في عمقها فمنها ما يدرس اللهجات في منطقة معيّنة، ومنها ما يدرس طريقة تحدّث النساء مع الرجال والعكس، والفرضية الأساسية لعلم اللغة الاجتماعي هي أن اللغة متغيرة باستمرار؛ نتيجة لذلك لا تكون اللغة موحّدة أو ثابتة، بل هي مختلفة بين الأفراد والمجموعات الذين يستخدمون نفس اللغة.
اللسانيات التقابلية
تهتمّ اللسانيات التطبيقية بدراسة وشرح أي لغتين من خلال أوجه التشابه والاختلاف بينهما، ويُطلق عليه أيضًا علم اللغة التقابلي ، وعلم اللغة التفاضلي، وهو قسم فرعي من علم اللغة المقارن، وهناك العديد من التقسيمات الفرعية له، مثل علم اللغة التباينيّ، تكمن أهميته بأنه يسمح للعالِم اللغوي بالنظر في التغييرات المحتملة التي تؤثر بها لغة ما في لغة أخرى، مثل عمليات النقل والتداخل.
اللسانيات التربوية
تهدف اللسانيات التربوية أو ما يُعرف باللغويات التربوية إلى توفير منصة دولية لأحدث البحوث في مجال تعليم اللغات، ومن خلالها يمكن بناء سياسة التعليم والتخطيط اللغوي والابتكارات التربوية، ويهتمُّ بممارسات ثنائية اللغة، وثنائية اللغة في السياق التعليمي، والعدالة التربوية والاجتماعية لطلاب الأقليات اللغوية، وتطوير معلّمي اللغة.
اللسانيات الحاسوبية
تستكشف اللسانيات الحاسوبية (اللغويات الحاسوبية) كيفية إمكانية معالجة اللغة البشرية وتفسيرها تلقائيًّا، ويأخذ البحث في هذا المجال بعين الاعتبار الخصائص الرياضية والمنطقية للغة الطبيعية.
كما يطوّر الخوارزميات والعمليات الإحصائية للمعالجة التلقائية للغة، وهو مهمٌّ لكل قطاع من قطاعات المجتمع المعاصر، مثلًا مطلوب لأنّ الهواتف الذكية تُسجّل معنى مدخلات اللغة، وتساعد في الترجمة الآلية على التواصل، ومطلوب لاستخراج المعلومات من مجموعات البيانات الكبيرة.
تهتمّ اللسانيات الحاسوبية بتطوير وتحليل الأساليب التي تسهِّل التطبيقات الإلكترونية اليومية وغيرها؛ لذا يركز التحليل على أي شيء من القضايا اللغوية الأساسية مثل نمذجة معنى الكلمة، والتعرف على البنية النحوية للجمل، والتطبيقات المعقدة مثل الترجمة الآلية أو تقييم العبارات من أجل الدقة الواقعية، وكل هذا يتم باستخدام العمليات الإحصائية والحسابية مثل الشبكات العصبية أو العمليات المنطقية.
اللسانيات العصبية
تدرس اللسانيات العصبية (علم اللغة العصبي) كيفية تمثيل اللغة في الدماغ ، وتحليل أين وكيف يُخزّن الدماغ اللغة، وما يحدث في الدماغ عند اكتساب معرفة لغوية جديدة، وما يحدث عند استخدامها في الحياة اليومية، ويحاول علماء اللغويات العصبية الإجابة على أسئلة عديدة، مثل: لماذا نظام الاتصال (اللغة) متطورة عند البشر ومختلفة تمامًا عن نظام التواصل عند الحيوانات الأخرى؟
ومن الأسئلة التي تجيب عليها كذلك: هل تستخدم اللغة نفس نوع الحساب العصبي الذي تستخدمه الأنظمة المعرفية الأخرى مثل الموسيقى أو الرياضيات؟ أين تُخزّن الكلمات في العقل؟ كيف تتبادر إلى الذهن الكلمات التي نحتاجها؟ ولماذا لا نعرف ماذا نتكلم أحيانًا؟ وكيف يتمكّن الدماغ من استخدام أكثر من لغة؟ وكيف لا تتداخل اللغات مع بعضها؟ وهل يختلف تعلّم اللغات بين البشر؟ وهو مترابط جدًّا بعلم اللغة النفسي.