عوامل قوة الدولة السعدية
عوامل قوة الدولة السعدية
تعتبر الدولة السعدية واحدة من أهم الدول التي قامت في المغرب بعد انقضاء الحكم المريني فيها واستمر حكمها خلال المرحلة الزمنية (916هـ / 1069هـ-1510م / 1658م)، وحكمها عدة سلاطين من أشهرهم وأبرزهم المعتصم بالله السعدي وأحمد المنصور الذهبي، وكان هنالك عدة عوامل أسهمت في قوة الدولة السعدية ومنها ما يأتي:
نسب السعديون " الأشراف"
يعتبر السعديون من الأشراف الذين يعود أصلهم لجزيرة العرب حيث يعتبر السعديون أنفسهم من الاشراف وذلك من خلال انتسابهم لنسل محمد النفس الزكية من أولاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرشاه، ويرى بعض المؤرخين أن نسبهم يمتد لبني سعد الذن منهم حليمة السعدية .
لكن السعديون أنفسهم كانوا يصفون أنفسهم بأنهم من الأشراف وكان هذا من عوامل القوة التي جعلت لهم حظوة عند الناس، فعندما أعلن شيوخ الطرائق الصوفية الجهاد على الحملات الصليبية كانوا قد قلّدوا قيادة الجهاد للسعديين وذلك لنسبهم الممتد لآل البيت عليهم السلام.
القضاء على الدولة الوطاسية
عمل الحاكم السعدي القائم بأمر الله الذي كان يتصف بالصلاح والعلم بقيادة حركة الجهاد ضد البرتغاليين والإسبان وحقق انتصارات كبيرة جعلته شخصاً متميزاً في نظر الفقهاء والعلماء وشيوخ القبائل فبايعوه وأصبح حاكماً للسعديين.
امتد وتوسع نطاق حكمه وأخذ يسيطر على المدن وكان يتزامن مع ذلك ضعف الدولة الوطاسية وتآكلها مما جعله هو وأولاده ينتشرون في أرجاء المغرب ويعرفون الناس بالدولة الجديدة الدولة السعدية فما لبثت ان أصبحت هي الدولة السائدة وانتهت بشكل تام الدولة الوطاسية وحكمها.
القضاء على البرتغاليين
عمل السعديون على الاستمرار بقيادة حركة الجهاد ضد الصليبيين وخلال ذلك خاضوا حروباً متعددة معهم وسعوا للقضاء على الوجود البرتغالي في المغرب العربي حيث عملوا على إخراج البرتغاليين من مدينة سوس ومن مدينة أكادير وسيطر السعديون كذلك على مدينة مراكش واخرجوهم من شواطئ أسفى وازمور وأصيلا.
في عام 1578م خاضوا معركة ضارية وهي معركة وادي المخازن "القضر الكبير" وفي هذه المعركة كانت المبادأة من جانب البرتغاليين حيث أمر الملك البرتغالي سبستيان ابن يوحنا بشن حملة صليبية للسيطرة على جميع الشواطئ والموانئ في المغرب لكن السعديون كانوا متجهزين وانتصروا واثبتوا قوة وتفوق سياسي وعسكري في منطقة الحوض الجنوبي للبحر المتوسط.
في هذه المعركة فقدت البرتغال سيادتها وجيشها وملكها قتلوا مما نتج عنه انهيار سياسي وعسكري واقتصاي في البرتغال ولم يبق من السلالة الحاكمة في البرتغال إلا شخص واحد مما خلق أطماعاً عند ملك إسبانيا فيليب الثاني فعمل على ضم ما تبقى من المملكة البرتغالية إلى مملكة إسبانيا من خلال معركة القنطارة بجانب لشبون.
مما يعني انتهاء الحكم البرتغالي والقضاء على السلالة الحاكمة، وليتفادى البرتغاليون هذه الهزيمة النفسية أخذوا يروجون أن سبستيان الملك لم يموت وأن عودته للحكم وليقوم بتحرير البرتغال ستكون قريبة، لكن كان هذا وهماً.