أبرز أعمال الفرزدق
==أشعار الفرزدق== يُعتبر الفرزدق أحد فحول الشعر العربي في العصر الأموي، وقد ظهرت موهبته الشعرية منذ نعومة أظفاره، ويُذكر أنّه اتصل بولاة العراق، فأخذ يمدحهم ويهجوهم، ثمّ انتقل إلى دمشق، ومدح الخلفاء الأمويين، فنال العطايا والجوائز، ويُشار إلى أنّ النقائض أهم ما يتميّز به الفرزدق، وقد جرت بينه وبين جرير، وتُعدّ بمثابة وثيقة تاريخية في عصرهما، واشتُهرت أشعار الفرزدق بخشونة الألفاظ، وصعوبة المعاني، والإكثار من الفخر، وتعدّدت موضوعاته الشعرية؛ إذ كتب في المدح، والهجاء، والفخر، هذا فضلاً عن إسهاماته في اللغة؛ إذ قيل: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة العربية، ونصف أخبار الناس.
حماية المُستجيرين لقبر والده
يُذكر أنّ الفرزدق كان كثير التعظيم لقبر والده، فعندما كان يأتيه شخص ويستجير به كان يُساعده في بلوغ مراده، ولقد ورد أنّ جده صعصعة كان عظيم القدر في الجاهلية، فهو أول من أسلم من أجداده، وكان من أهم الأعمال التي قام بها إنقاذ ثلاثين موؤودة، ولقد فخر الفرزدق بجده الفخر الكبير، وقال فيه مجموعة من الأبيات الشعرية وهي كالآتي:
أبي أحَدُ الغَيْثَينِ صَعْصَعةُ الّذِي،
متى تُخِلفِ الجَوْزَاءُ والدلو يُمطِرِ
أجارَ بَناتِ الوَائِدِينَ وَمَنْ يُجِرْ
عَلى الفَقْرِ يَعْلَمْ أنّهُ غَيرُ مُخَفَرِ
على حينَ لا تُحيا البَناتُ وَإذْ هُمُ
عُكوفٌ على الأصنام حوْلَ المُدوَّرِ
نبذة حول الفرزدق
الفرزدق هو أبو فراس همام بن غالب، وهو أشهر شعراء الدولة الأموية، وكان أبو غالب من سراة قومه، واشتهر بالعديد من الصفات، والأخلاق المحمودة، والفرزدق اسم يُطلق على قطعة العجين أو الرغيف الضخم، وهو الاسم الذي لازم الفرزدق بسبب ضخامة وجهه وعبوسه، ويُذكر أنّ ولادته ونشأته كانتا في مدينة البصرة، وقد عاش نيفاً وتسعين عاماً، وقضى حياته متكشفاً على جميع نواحي الحياة بحلوها ومرّها، ومثّل مع جرير والأخطل ما يُعرف بالمثلث الأموي.