عمليات تجميل الأنف
عمليات تجميل الأنف
قد تُجرى عملية تجميل الأنف (بالإنجليزية: Rhinoplasty) لإصلاح التشوهات الناجمة عن الإصابات أو تصحيح عيب خلقي، ويمكن إجراء هذه العملية في وقت واحد مع عمليات أخرى، والهدف تحسين وظيفة الأنف بمعالجة مشكلة انسداد التنفس، وفي سياق الحديث عن عمليات الأنف يُشار إلى تكوّن الجزء السفلي من الأنف من الغصروف، والجزء العلوي من العظام، وقد تُغيّر عملية تجميل الأنف أيًّا من العظام، أو الغضروف، أو الجلد، أو جميعها، وبحسب الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية (بالإنجليزية: American Society of Plastic Surgeons)، فإن عمليات تجميل الأنف هي أكثر العمليات شيوعًا في عمليات جراحة الوجه التجميلية، إذ يُجرى ما يقارب 220,000 عملية أنف تجميلية سنويًا.
الأسباب الطبية لعملية تجميل الأنف
كما ذكرنا سابقًا فقد يُلجأ لعمليات تجميل الأنف لأسبابٍ طبية؛ مثل:
- انسداد الأنف: (بالإنجليزية: Nasal obstruction) تُعتبر الصعوبة في التنفس من الأنف أحد أهم الأسباب الطبية التي تحتاج إلى عملية تجميل الأنف، إذ قد يُسبب انسداد الأنف مشاكل عند ممارسة الرياضة، أو الانزعاج خلال النوم، أو الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم، أو التداخل مع أنشطة أخرى، وقد تكون الجراحة الخطوة التالية في حال فشل بعض العلاجات مثل بخاخات الأنف أو علاجات انقطاع النفس خلال النوم.
- انحراف الحاجز الأنفي: (بالإنجليزية: Septum Deviated) يُسمّى الجدار الغضروفي الذي يقع في منتصف الأنف ويفصل تجويف الأنف إلى شقين متساويين بالحاجز الأنفي، واذا انحرف هذا الحاجز حينها قد تكون عملية رأب الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Septoplasty) كافية وحدها لإصلاح هذه المشكلة، ولكن في بعض الحالات قد يُلجأ لعملية تجميل الأنف؛ وذلك للحفاظ على شكل الأنف المناسب ولضمان سلامة التنفس، لا سيّما عند انحراف الحاجز بشكل كبير، أو في حال انحرافه بالقرب من بعض المناطق الحرجة الداعمة للأنف.
- تضخم قرنيات الأنف: (بالإنجليزية: Enlarged turbinates)، وقرنيات الأنف هي الأنسجة التي تغلف البطانة الداخلية للأنف وتتكون في الغالب من أغشية مخاطية، وترطّب الهواء الداخل، وفي بعض الأحيان ممكن أن تتضخم؛ وذلك بسبب تغيرات المناخ أو وضعية الجسم، ولكنّ التضخم المزمن في القرنيات الأنفية يؤدي إلى صعوبات في التنفس، لذلك ربما تُجرى عملية تجميل الأنف للتخلص من هذه المشكلة وجعل التنفس مريحًا إلى حد ما.
- التشوهات الخلقية: قد تعالج عمليات تجميل الأنف التشوهات الخلقية الأنفية التي يولد بها بعض الأطفال، وتشمل هذه التشوهات الخلقية وجود انسداد هيكلي، أو أورام ، أو كتل أنفية، أو أكياس في الأنف.
- إصابة شديدة في الأنف: قد تُجرى عمليات تجميل الأنف في حالات الإصابات الشديدة، التي قد تؤدي إلى كسور في الأنف، وأحيانًا تسبب إزاحة في عظام الأنف، مما يؤدي إلى إغلاق الممرات الأنفية، وتصلِح عملية تجميل الأنف هذه الكسور والإزاحة التي حدثت وبالتالي تسهّل عملية التنفس.
- أسباب أخرى: في بعض الأحيان تكون الجدران الجانبية للأنف أو الجزء الأوسط في الأنف ضعيف، مما يؤدي إلى مزيد من الضعف أثناء الشهيق وبالتالي إعاقة التنفس، ومن الممكن لعملية تجميل الأنف حل هذه المشكلة باستخدام الرقعة.
التحضير لعملية تجميل الأنف
من الأمور الواجب مراعاتها عند التحضير لعملية تجميل الأنف ما يأتي:
- يتوجب على الشخص زيارة الطبيب الجراح أولًا؛ لمناقشة ما إذا كان مؤهلًا لعملية تجميل الأنف، والتحدُّث معه عن النتيجة المتوقعة وسبب إجرائها.
- يستفسر الطبيب عن التاريخ الطبي للشخص المعنيّ، والحالة الصحية له، والأدوية التي يأخذها في الوقت الحالي، فمثلًا إذا كان الشخص يعاني من الهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia)؛ وهو مرض يُسبب زيادة في النزيف، فمن الممكن أن يُوصي الجراح بعدم إجراء أي عملية جراحية اختيارية.
- قد ينصح الطبيب بإيقاف بعض الأدوية التي تؤثر في العملية، لذا يجب إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي يأخذها الشخص، فمثلًا ينبغي تجنب مسكنات الألم مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) لمدة أسبوعين قبل وبعد العملية الجراحية؛ لأن هذه الأدوية تبطئ عملية تخثر الدم وبالتالي حدوث نزيف أكثر.
- يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا شاملًا، ويتضمن ذلك أي فحوصات مخبرية مثل فحوصات الدم ، بالإضافة إلى فحص داخل الأنف، وخارجه، ومعالم الوجه.
- يساعد الامتناع عن التدخين لمدة أسبوعين قبل وبعد العملية على الشفاء؛ إذ يُواجه المدخنون صعوبة في الشفاء من عملية تجميل الأنف، لأن السجائر تحتوي على النيكوتين الذي يضيّق الأوعية الدموية، وبالتالي يُقلل من وصول الأكسجين والدم إلى الأنسجة التي يجب أن تُشفى.
- تؤخذ صورة طبية للأنف من زوايا مختلفة، وتستخدم هذه الصورة لتقييم نتائج العملية على المدى البعيد، ويمكن العودة إليها خلال العملية الجراحية.
إجراءات عملية تجميل الأنف
فيما يأتي بعض الإجراءات المتعلّقة بعمليات تجميل الأنف:
- تحتاج عملية تجميل الأنف إلى إجراء التخدير إمّا الموضعي وإمّا العام؛ وذلك تبعًا لمدى صعوبة العملية المتّبعة، وتفضيلات الطبيب الجراح، والخيار الأنسب للحالة، وغالبًا ما يُستخدم التخدير الموضعي (بالإنجليزية: Local Anesthesia) مع المهدئات في العيادات الخارجية ولمنطقة محددة من الجسم، بينما يؤثر التخدير العام في كامل الجسم ويؤدي إلى فقدان الوعي خلال الجراحة .
- يستأصل الجراح قطعة صغيرة من الغضروف الموجود في الأضلاع أو الأذن، ثم يضع هذا الغضروف في المكان الذي يفتقد للغضروف في الأنف، وذلك في حالة الحاجة إلى زراعة غضروف في عملية تجميل الأنف، وتُغلق الجروح باستخدام غرز صغيرة قابلة للتحلل.
- يضع الجراح جبيرة صغيرة على الأنف؛ وذلك لدعم الهيكل الجديد وحماية الأنف، وفي بعض الحالات تُوضع ضمادات ماصّة داخل الأنف.
- يمكن للجراح تصحيح الحاجز الأنفي بين طرفي الأنف عند انحرافه أو التوائه، وذلك لتحسين التنفس كما ذكرنا سابقًا.
- يراقب الطاقم الطبي المريض بعد العملية الجراحية وعودته إلى الوعي في غرفة الإنعاش، ومن الممكن مغادرة المستشفى في وقت لاحق في ذات اليوم ما لم يكن هناك مشاكل صحية أخرى قد تتطلب البقاء حتى اليوم التالي.
مخاطر عملية تجميل الأنف
من المخاطر الشائعة بعد عملية تجميل الأنف ما يأتي:
- انسداد الأنف، لذلك سيحتاج المريض إلى التنفس من خلال الفم لمدة أسبوع تقريبًا.
- الشعور بألم، وظهور كدمات، وتورم حول العينين، والتي قد تستمر لمدة 3 أسابيع.
- تصلب وخدران في الأنف.
- نزيف خفيف من الأنف خلال الأيام الأولى.
- ظهور آثار جانبية للتخدير.
- الحاجة إلى جراحة إضافية.
- الإصابة بالعدوى.
- تغير في حاسة الشم أو التذوق.
- تضرر الجدار الغضروفي بين فتحتي الأنف.
- ظهور الندبات (بالإنجليزية: Scars)، التي يتدرج لونها من الأحمر ثم البنفسجي إلى أن تتلاشى تدريجيًا، وقد ينصح الطبيب الجراح بعملية جراحية لجعلها أقل وضوحًا.
كم تستغرق فترة التعافي؟
قد يلزم أخذ إجازة من العمل تصل لغاية أسبوعين للتعافي من هذه العملية، ومن الأمور الملاحظة في فترة التعافي ما يأتي:
- بعد حاولي أسبوع: يمكن إزالة الغرز ما لم تكُن غرزًا قابلة للتحلل، كما قد يمكن نزع الجبيرة.
- الأسبوع الثالث: قد تتلاشى كل من الكدمات، و التورّم، والاحمرار، ومن الممكن ممارسة السباحة.
- 4-6 أسابيع: استعادة القدرة على ممارسة الأنشطة الرياضية الشاقة.
- بعد عدة أشهر: قد يحتاج الشخص لعدة أشهر قبل رؤية نتائج العملية كاملة.
- 6 أشهر: قد يتطلب الأمر 6 أشهر لاختفاء التورّم تمامًا.
تعليمات الرعاية لتحقيق أفضل النتائج
يزوّد طاقم الرعاية الجراحية الشخص بالعديد من التعليمات؛ لتخفيف الانزعاج وتجنب حدوث العدوى، وضمان أفضل النتائج، وقد تتضمن التعليمات ما يأتي:
- أخذ مسكنات الألم .
- رفع الرأس أثناء النوم.
- استخدام كمادات باردة لتخفيف التورم.
- تجنب التمارين العنيفة أو الشاقة مثل رياضة الأيروبيك (التمارين الهوائية) والركض خلال مرحلة التعافي.
- عدم نفث الأنف.
- الاستحمام في حوض الحمام، عوضًا عن الدش عند وجود ضمادات على الأنف.
- تنظيف الأسنان بلطف؛ للحد من تحرك الشفة العليا.
- استخدام واقي الشمس بعامل حماية درجته 30 عند الخروج من المنزل؛ إذ قد تظهر تصبغات دائمة وغير منتظمة على الأنف نتيجة التعرض الكثير لأشعة الشمس.
- عدم وضع النظارات الطبية أو الشمسية على الأنف، لمدة 4 أسابيع على الأقل لمنع الضغط على الأنف.
- تجنب تعابير الوجه الحادة مثل الضحك والتبسم.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكة والخضراوات؛ لتجنب الإمساك لأنه يؤدي إلى الضغط والإرهاق في مكان الجراحة.
- ارتداء الملابس التي تُغلق من الأمام (كتلك المصحوبة بالأزرار)، وعدم سحب الملابس من الرأس مثل الكنزات والقمصان.