عمل نبي الله داود
مهنة داود عليه السلام
كان نبيّ الله داود -عليه السلام- حدَّادًا؛ فقد ألان الله -سبحانه وتعالى- له الحديد؛ حتّى يستطيع تشكيله، وصنع ما ينتفع الناس به، وقد أرشده الله -تعالى- لصنع الدروع، وبرع -عليه السلام- في حرفته، وأحكم ما كان يصنعه، قال تعالى: (وَعَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبوسٍ لَكُم لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم فَهَل أَنتُم شاكِرونَ)، وفي قوله تعالى: (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
نبي الله داود عليه السلام
نسبه وبعثته
نبيّ الله داود -عليه السلام- من سلالة أنبياء الله: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليه السلام-، وكان أحد أنبياء بني إسرائيل ؛ حيث بعثه الله في مرحلةٍ هامَّةٍ من مراحل تاريخ بني إسرائيل، حين كانت المواجهة على أشدها بين مملكة اليهود بقيادة طالوت، وبين القوم الجبارين الذين كانوا يسكنون فلسطين.
وقد كان داود عليه السلام مستشارًا للملك طالوت وجنديًّا في جيشه، وحينما وقعت المواجهة بين جيش بني إسرائيل وجيش جالوت، وتمكن داود -عليه السلام من قتل جالوت، وانتصر بنو إسرائيل على جند جالوت، ثمّ مكن الله -سبحانه وتعالى- لداود -عليه السلام- في الأرض، وآتاه الملك من بعد طالوت ، واصطفاه نبيًّا لبني إسرائيل، ومن بعد ابنه سليمان -عليه السلام.
صفات داود عليه السلام
امتاز نبيّ الله داود -عليه السلام- بصفات وخصالٍ أكرمه الله -تعالى- بها، مكّنته من أداء أمانتي حكم مملكة بني إسرائيل، وأمانة النبوة، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز صفاته وخصاله:
- العبادة والتقوى: فقد عُرف داود -عليه السلام- بدوام عبادته لله؛ حتى كان كثير الصلاة والصيام؛ فكان يصوم يومًا ويفطر يومًا.
- الحكمة: وهي وضع الأمور في مكانها الصحيح، وإعطاء كلّ شيءٍ حقّه، وقد آتى الله داود -عليه السلام- الحكمة كما جاء في قوله تعالى: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ).
- العدل في الحكم.
- دوام الشكر لله: فقد كان داود -عليه السلام- يذكر نعم الله -تعالى- عليه؛ فيشكره عليها، ويسخّرها في طاعته، قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
- الإنابة إلى الله: وتعني الرجوع الله -تعالى- بالاستغفار والتوبة، والمداومة على ذكره، وقد أثنى الله -تعالى- على داود بقوله: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
عمل الأنبياء عليهم السلام
إنّ أنبياء الله -عليهم السلام- قدوةٌ وأسوةٌ حسنةٌ للناس بأخلاقهم وأفعالهم، وقد كان لكلّ نبيّ من أنبياء الله -عليهم السلام- مهنةٌ وحرفةٌ يمارسها، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).
وبالإضافة لرعي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للغنم قبل بعثته؛ فقد كان يسافر للتجارة في أموال السيدة خديجة -رضي الله عنها-، وروي عن نبي الله نوح -عليه السلام- أنّه كان نجارًا، ونبي الله داود -عليه السلام- كان حدَّادًا -كما ذُكر سابقًا-.