علماء الحضارة الفارسية
جابر بن حيان
هو أبو عبد الله جابر بن حيان الأزدي، وُلد في مدينة طوس في إيران في بداية القرن الثاني الهجري وتوفي في نهاية نفس القرن في العراق، كان جابر بن حيان طويل القامة ويمتلك لحية كثيفة، وكان تقياً ورعاً ولقبّه العرب بالعديد من الألقاب لما له من مكانة عالية عندهم، ومنها: أبو الكيمياء، والأستاذ الكبير، وشيخ الكيمائيين المسلمين.
كان لجابر بن حيان العديد من المؤلفات التي ساهمت بشكل كبير في العالم، فقد ساهم في كثير من العلوم، فقام بتطوير علم الكيمياء والعديد من العلوم التجريبية حتى لُقّب "أبو الكيمياء"، كما همّ بدراسة علم الفلك وقال إن الفلك ما هو إلا الشكل الخارجي للكون، كما اهتم بدراسة الحيوانات والنباتات، حيث قام بتقسيم الحيوانات إلى أربعة أصناف، وهي؛ الطائرة، والمتشية، والزاحفة، والسابحة، كما اهتم بغيرها من العلوم، كالفلسفة ، والرياضات.
قام جابر بن حيان باكتشاف العديد من الأمور التي ساهمت بعمل نقلة نوعية في العلوم، ومنها:
- قام بصناعة الورق غير القابل للاشتعال.
- قام بتحسين العديد من الطرق في التبخير والأنصار.
- قام بفصل الذهب عن الماء بطريقة الحل باستخلاص الأحماض وكان الرائد الأول في ذلك.
- قام بتأليف العديد من الكتب في الفلسفة والكيمياء، منها: كتاب صندوق الحكمة، وأصول الكيمياء، وكتاب الخواص، وكذلك كتاب نهاية الإتقان وغيرها الكثير من الكتب.
أبو بكر الرازي
هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي من بلاد فارس، ولد في منطقة الري في إيران حالياً في منتصف القرن الثالث الهجري وتوفي في أوائل القرن الرابع الهجري، كما عُرف الرازي منذ صغره بحب العلم وطلبه، فأقبل على دراسة الرياضيات والفلسفة، ودرس الطب والكيمياء في عمر الثلاثين، وكان الرازي شديد التعلّق بالقراءة ومولعاً بها، فقد اتجه إلى القراءة والبحث والنسخ وإجراء التجارب الكيمائية.
عُرف الرازي في زمانه بالذكاء الحاد والفطنة المبهرة التي تفوق بها على غيره من أقرانه وأبناء جيله، فكان يملك ذاكرةً قلّما تجد مثيلاً لها فهو يحفظ جُلّ ما يسمع أو يقرأ، وكان معروفاً بذلك بين أقرانه وتلاميذه، وإلى جانب ذلك، حقق أبو بكر الرازي العديد من الإنجازات التي ما تزال آثارها حتى الآن خاصة في مجال الطب، ومنها ما يلي:
- كان من رواد علم الكيمياء، فكان في جزء كبير من حياته يتجه إلى الممارسات العلمية والتجريبية.
- يرجع له الفضل في اكتشاف حمض الكبريتيك والإيثانول.
- يعتبر مبتكر خيوط الجراحة التي عُرفت واستخدمت من أمعاء الحيوانات.
- صنع مراهم الزئبق وكان أول من يفعل ذلك.
- قام بتقديم العديد من الشروحات المفصلة للأمراض التي تصيب الأطفال والنساء، وكذلك الأمراض التناسلية وجراحة العيون.
- كان أوّل من استخدم الإسعافات الأولية المتنقلة.
- قام بتأليف العديد من المؤلفات، ومنها: الحاوي في علم التداوي، الجدري والحصبة، والكتاب الذي اهتم بالأمراض والآلام النفسية التي تصيب الإنسان، وهو كتاب الطب الروحاني.
ابن سينا
هو أبو علي الحسين بن سينا ، ولد في بخارى في أواخر القرن العاشر الميلادي ومات في الثلاثينات من القرن الحادي عشر الميلادي، كان ابن سينا عالماً، وطبيباً، وفيلسوفاً، وساهم بشكل كبير في نهضة العلوم آنذاك، حيث ألّف ما يقارب (240) كتاباً ما بين الطب والفلسفة.
نبغ ابن سينا في صغره وتميز بذاكرة قوية وحادة، وكان ذو عقل مكّنه من التعلم في عمرٍ صغير، فأدهش بذلك العلماء الذين كانوا يوفدون إلى منزله لتعليمه، وبدأ ابن سينا في دراسة الطب في عمر مبكر حتى أنه امتلك المهارات التي جعلت الجميع يتنبأ له بمستقبل كبير، وفي يوم من الأيام تمكن من علاج سُلطان بخارى من مرضه، فلذلك أنعم عليه بأن سمح له باستخدام المكتبة الملكية، وقام ابن سينا بالاستفادة من ذلك قدر المستطاع.
وأصبح ابن سينا بعد ذلك عالماً كبيراً ذا شأن عظيم في زمانه، وتشهد له بذلك إنجازاته الكثيرة، ومنها:
- قام بتقسيم علم الفلك إلى الجداول الفلكية والجغرافية والتقويم.
- وقام كذلك بتقسيم الرياضات إلى أربعة فروع، وهي؛ الهندسة، والفلك، والحساب، والموسيقى.
- قام بتأليف كتاب "الشفاء" الذي يُعتبر من أهم أعماله، حيث شمل هذا الكتاب العديد من المجالات فكان بمثابة الموسوعة.
- قام ابن سينا بتأليف عدد مهول من الكتب وصل إلى أربعمائة وخمسين كتاباً، ولكن لم يصل لنا منهم إلا مئتان وعشرون كتاباً في الطب والفلسفة.