علامات الشفاء من العين والحسد
علامات الشفاء من العين والحسد
علامات الشِّفاء من أسقام العين والحسد متعدّدة، وهي غير مستندة إلى دليلٍ شرعيٍّ، بل إلى ما يظهر من أحوال النَّاس وتجاربهم وما يتكرَّر عندهم، ونذكر بعض هذه العلامات التي تظهر على المصاب أثناء سماعه للرُّقية الشَّرعيَّة والتي تدلّ على بدء شفاء مَن أُصيب بالعين أو الحسد فيما يأتي:
- التَّشنُّج في الجسد، أو التَّعب الشَّديد والرَّغبة في قطع الرُّقية الشَّرعيَّة، أو النّعاس والرغبة في النَّوم أثناء الرُّقية.
- ضيقٌ في صدر المُصاب، أو ألم شديد في الرأس، وآلامٌ متوزِّعةٌ في أنحاء الجسد.
- الصُّراخ القويُّ، أو اختلاف نبرة الصَّوت، أو البكاء لغير سببٍ مباشر، أو التَّكلُّم بغير وعيٍ ولا إدراكٍ.
- اضطراب في البطن، كمغصٍ أو حركةٍ غير معتادةٍ.
- الغثيان أو تقيّؤ مواد غريبةِ الشَّكل أو اللون.
- حرارةٌ زائدةٌ أو ناقصةٌ عن الطبيعي في الأطراف في قدمي أو يَدي المُصاب، أو خَدَر في تلك الأطراف.
- التثاؤب أو التَّنَهُّد باستمرارٍ غير طبيعيٍّ.
- القشعريرة في جميع البدن، أو فقدان الوَّعي.
- اصفِرارٌ في الوَجه أو الشُّحوب.
- وجودُ بعض الكَدَمات مائلةً إلى الزُّرقة أو الخُضرة بغير سببٍ طِبِّيٍّ.
ويجدر بالذّكر أنّ هذه العلامات قد تظهر على المصاب أثناء الرقية، وهي تدلّ على التفاعل مع الآيات والأذكار الشرعية وبدء مرحلة الشفاء، ثمّ يكون الشّفاء التام -بإذن الله- بزوال هذه الأعراض، وبالشعور بالسّكينة والطمأنينة والراحة بعد معاناة المصاب سابقاً من الضيق والحزن.
العلاج من العين والحسد
طرق الشِّفاء من العين والحسد مذكورةٌ في الشّرع، وهي كثيرةٌ، فلا بدَّ من دواءٍ لكلِّ داءٍ كما أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ونذكر هذه الطُّرُق فيما يأتي:
- التَّبريك
وهو الدُّعاء من الشَّخص الذي أصاب المصاب بالعين بأن يبارك الله له في النِّعمة التي عنده عند النَّظر إليها، فذِكر ذلك يمنع الضَّرر قبل وقوعه - بإذن الله تعالى-، و يُذهبُ أثر العين في حال وقعت، وهذا ممَّا رواه حَمد بْنِ أَبِي أُمَامَةَ أنه سمع والده يقول: إنَّ أبي سَهْل بن حُنَيْفٍ أراد أن يغتسل يوماً، فنزَعَ جُبَّةً كانت عليه أمام عامر بن رَبيعة، وكان أبو سهلٍ رجلاً أبيضاً، فقال له عامر: "مَا رأيت كاليَومِ ولا جلْدَ عَذْراء".
فأُصيب أبا سهلٍ بوعكةٍ صحيّة شديدة، ثم بُلِّغ ذلك للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأتى سهلاً فحدّثه ما حدَث له من عامر، فقال -صلى الله عليه وسلم- لعامر: (عَلاَمَ يَقْتُل أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ أَلاَّ بَرَّكْتَ)، وأمر عامراً أن يتوضَّأ ويعطي ماء وضوئه لسهلٍ حتى يغتسل به، فقام سهل وليس فيه شيءٌ من الضَّرر.
- الغُسل
ويكون ذلك بماءٍ اغتسل به المُصيبَ بالعين مسبقاً، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا)، فإذا طلب المُصاب بالعين من العائن ماءً قد اغتسل به فعليه أن يُلبِّي.
- الرقية الشَّرعيَّة
وذلك لما روته عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-: (أَمَرَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْ أمَرَ أنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ)، وقد رأى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في بيت أم سلمة جاريةً في وجهها شحوبٌ واسودادٌ، فقال: (اسْتَرْقُوا لَها، فإنَّ بها النَّظْرَةَ)، ومن الرُّقى النافعة -بإذن الله-: الإكثار من قراءة فاتحة الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي.
- المسح باليد اليمنى على موضع الألم مع الدعاء
حيث روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعوذ أهله ماسحاً بيده اليُمنى فيقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يَرقي فيقول: (امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ له إلَّا أنْتَ)، وكذلك ما قاله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن أبي العاص عندما اشتكى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).
- الدُّعاء
وهو مختلفٌ عن الرُّقية، وذلك لما دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن وقاص -رضي الله عنه فقال: (اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا)، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يعودُ مريضًا لم يحضُرْ أجَلُه، فيقول سبْعَ مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يشفِيَك، إلَّا عُوفِيَ).
- الدعاء المأثور: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
- قوله -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يُعوِّذُ أحفاده الحسن والحسين: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامة).
- رُقية جبريل -عليه السلام- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (باسم الله أرقيكَ من كل داءٍ يُؤذيكَ من شرِّ كلِ نفس أو عينِ حاسدٍ الله يشفيك باسم الله أرقيك).
- قراءة القرآن والنفث في ماءٍ ليشرب منه المُصاب بالعين أو الحسد، وإن كان الماء زمزم كان أفضل، أو القراءة في زيتٍ والدّهان منه.
الوقاية من العين والحسد
الأَوْلى من العلاج بلا شكٍّ هو الوقاية، وفيما يأتي ذكر طرق الوقاية من العين والحسد:
- عدم إظهار المحاسن والمباهاة بها أمام النَّاس ومن يُظنُّ منهم الحسد والعين
ومن ذلك ما قاله يعقوب -عليه السلام- لبَنِيه عندما أرادوا الخروج من عنده: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)، فقد كانو أصحاب جمالٍ وقوَّةٍ وطول قامةٍ، كما أنَّهم أبناء رجلٍ واحدٍ، فأمرهم بالفُرقة حتى لا تصيبهم العين، ومن ذلك أيضاً قضاء الحاجات بالسرِّ والكتمان.
- قول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا).
- الاستعاذة بالله من العين والحسد، وذلك لقوله -تعالى- في سورة الفلق: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
- قول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا).
- الاستعاذة بالله من العين والحسد
وذلك لقوله -تعالى- في سورة الفلق: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
- التَّحصُّن بالقرآن الكريم
لقوله -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).
- قراءة أذكار الصَّباح والمساء
وأدعية ما بعد الصَّلوات والدُّخول والخروج من المنزل، فكلُّ ذلك يدخل في حفظ الإنسان من الشَّرِّ وجلب الخير له.
- الحفاظ والمداومة على الصَّلاة
وذلك لأنَّ الصَّلاة هي الصِّلة الوثيقة بين العبد وربِّه، والقائم عليها قريبٌ من الله -تعالى- وفي حفظه -سبحانه-، وكما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (يا ابنَ آدَمَ، صَلِّ لي أربعَ رَكَعاتٍ أوَّلَ النَّهارِ؛ أكفِكَ آخِرَه)، ففي أداء الصَّلاة يَكفي الله -تعالى- الإنسان الشَّرَّ بأشكاله.
- الابتعاد عن المتكبِّرين من النَّاس
فهم غالباً ما يرون أنفسهم أفضل من الخلق وأنَّهم الأحقُّ بالنِّعم من غيرهم، فيستكثرون النِّعَم على غيرهم ويتمنّون زوالها عنهم.
- العدل بين الأولاد والأقران من أصحاب الحقوق، فإنَّ إعطاء الحقوق لأصحابها يزيل الغلَّ، والحقد، والحسد من نفوسهم.
- التَّحصُّن بالمُعَوِذات الصَّحيحة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والدَّعاء.