علاقة الجغرافيا البشرية بالعلوم الأخرى
الجغرافيا البشرية
هو العلم الذي يدرس العلاقة بين البشر والأرض من ناحيتين؛ الأولى فيما يتعلق بتفاعل البشر مع الطبيعة والأثر البيئي الذي يتركه البشر وأنشطتهم وتأثيرات القوى الطبيعية على المجتمع، أما الناحية الأخرى فتتعلق بالتنظيم المكاني للمجتمعات على الصعيد المحلي والعالمي، ومدى إنتاجية المكان والأرض واتساع المناظر الطبيعية والنشاط البشري.
علاقة الجغرافيا البشرية بالعلوم الأخرى
ترتبط الجغرافيا البشرية بعدة مجالات فرعية والتي ترتبط بعدة علوم أخرى غرضها التركيز على النشاط البشري في بيئة ما، ومن هذه العلوم المجال الثقافي والاقتصاد والصحة والتاريخ والسياسة والتوزيع السكاني و مجتمعات الريف والمجتمعات الحضرية والمجتمع المحلي ووسائل النقل وعلم الاجتماع والتنمية، حيث تعمل الجغرافيا البشرية على تطبيق فكرة ربط العلاقات الاجتماعية بالمكان والبيئة المحيطة من خلال هذه العلوم.
الأساليب التي استخدمتها الجغرافيا البشرية في علاقتها مع العلوم الأخرى
تستخدم الجغرافيا البشرية عدة أساليب في عملها مع العلوم الأخرى ومنها؛ الأساليب الكمية والنوعية والتي تقدم تحليل جغرافي شامل، كما تركز الجغرافيا البشرية على العمل الميداني ورسم الخرائط وتقديم عددًا من المساهمات في تطوير التقنيات الجديدة وخاصةً في مجال التحليل المكاني والإحصاءات المكانية و نظام المعلومات الجغرافية .
الفرق بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية
تركز الجغرافيا الطبيعية على الأنشطة والعمليات المكانية والبيئية والتي تشكل الطبيعة، حيث تميل إلى الاعتماد على العلوم الفيزيائية والعلوم الطبيعية كأساس لعملياتها، في حين أن الجغرافيا البشرية تركز على التنظيم المكاني والعمليات التي تدرس حياة الناس وأنشطتهم وتفاعلهم مع الطبيعة معتمدةً في ذلك على العلوم الاجتماعية والإنسانية.
بروز الجغرافيا البشرية
برزت الجغرافيا البشرية بشكلٍ ملحوظ منذ الستينيات عندما وجد البعض الأفكار والممارسات السياسية المتنوعة قوة جذبٍ لهم، وخصوصًا عندما تم الربط بين الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والثقافة والدراسات الاقتصادية والفلسفة، حيث ساعد هذا الأمر على تفسير ظهور الجغرافيا البشرية المعاصرة من خلال مجموعة من العلماء والطلاب والمؤسسات والمواقع التحليلية والتقنيات والمؤتمرات.
المفاهيم والموضوعات التي تتناولها الجغرافيا البشرية
تتناول الجغرافيا البشرية عدة مفاهيم أساسية تستخدم في دراساتها كمفهوم المكان والفضاء والمناظر الطبيعية والتنقل ودراسة الظواهر التاريخية والحالية، كما تتناول عدة مواضيع تركز عليها مثل التنمية الحضرية والتغير البيئي والعزل ومدى توفر الموارد والطاقة الاستيعابية للسكان والهجرة والتراث الثقافي و التنمية الريفية ، كما تعمل على استعمال التجارب والملاحظات في الموقع الجغرافي، وذلك للعمل على توسيع فهم الفرد لكيفية التعامل مع المكان.
الفلسفة التي تقوم عليها الجغرافيا البشرية
تنوعت الفلسفة التي تقوم عليها الجغرافيا البشرية، فقد شهدت السبعينيات إدخال عدة مجالات للجغرافيا البشرية كالجغرافيا الإنسانية والسلوكية، أما في الثمانينيات تحولت أمور الاقتصاد إلى الاقتصاد السياسي والتي تطورت بها الجغرافيا البشرية مع تدخل النظرية الاجتماعية النقدية، أما في التسعينيات فتم إدخال التفكير ما بعد الحداثي فيه، ولكن هذه الأساليب لم تغير النظريات التي تطورت سابقًا بل أدت لمزيد من التنوع في الفكر الجغرافي.
ما هي التخصصات التي يمكن دراستها وتشملها الجغرافيا البشرية؟
يحتوي تخصص الجغرافيا البشرية على العديد من المجالات، فهو يعد موضوعًا واسعًا يمكن التوسع فيه ودراسته، حيث يتيح التخصص دراسة تخصصاته الفرعية من علم الاجتماع والسياسة والتاريخ والاقتصاد، حيث سيدرس الباحث كل من المنظورات المحلية والوطنية والعالمية للعمليات الاجتماعية وحياة الناس، كما تشمل إدارة التراث و الهجرة والعدالة البيئية وبناء الهوية والعِرق.
مهام الباحثين والعاملين في مجال الجغرافيا البشرية
للباحثين في مجال الجغرافيا البشرية العديد من المهام ومنها:
- مشاركة الباحثون في مجال الجغرافيا البشرية في البحث التجريبي في مجالات الجغرافيا السكانية والبيئية وجغرافيا التنمية.
- تعزيز العلاقات بين الزملاء في ذات المجال عبر العلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية.
- التعاون مع المهندسين وعلماء المناخ والاقتصاديين وعلماء الأحياء وعلماء الديموغرافيا في الدراسات المشتركة بينهم.
- المشاركة في الأنشطة المجتمعية بتطبيق الأبحاث لغرض إحداث تأثير إيجابي في المجتمع المحلي.
- تعزيز الروابط بين المراكز الرائدة في مجال البحث العلمي وبين وكالات القطاع العام والمنظمات غير الحكومية سواء أكانت محليًا أو دوليًا.
الأنشطة البحثية التي يركز عليها الباحثون في مجال الجغرافيا البشرية
يركز الباحثون في مجال الجغرافيا البشرية على عدة أنشطة ومنها:
- الهجرة البشرية في المنطقة والتنوع السكاني.
- سياسة الهجرة وما ينطوي عليها من التزامات مع إدارة الهجرة العالمية.
- البيئة السياسية ومشاريع التنمية.
- العمل على إنشاء نماذج لأنشطة الاستدامة.
- المشاركة في الفرق البحثية في الجامعات والإشراف على طلاب الدراسات العليا في جميع المجالات ذات العلاقة.