علاج مرض الكزاز
مرض الكزاز
يُعَدّ الكُزاز (بالإنجليزيّة: Tetanus) مرضاً خطيراً يمكن أن يُسبِّب وفاة 10-20% من الأشخاص المُصابين به إذا تُرِك دون علاج، ولذلك فهو يُعتبَر حالة طبّية طارئة تتطلَّب العلاج الفوري في المُستشفى، وفي الحقيقة يَحدث الكُزاز نتيجة عدوى بكتيريّة، تُسبّب تشنُّج العضلات وخاصّةً عضلات الفكّ والرقبة، وذلك لأنّها تُؤثِّر في الجهاز العصبيّ ، ومن الجدير بالذكر أنّ اللقاح الخاصّ بالكُزاز يقي من الإصابة بالمرض، إلا أنّ الوقاية التي يُقدّمها لا تدوم إلى الأبد، وإنّما تحتاج إلى إعطاء جرعات مُعزّزة مرة أخرى كلّ 10 سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكزاز لا ينتقل من الشخص المُصاب إلى أشخاص آخرين فهو ليس مرضاً مُعدياً، ولكنه ينتشر بشكلٍ كبير في الدُّول ذات المناخ الرَّطب والحارّ، والمناطق ذات الكثافة السكانيّة العالية.
علاج مرض الكزاز
لا يوجد علاج شافٍ للكُزاز، ولذلك فإنّ العلاج يتعلَّق بشكلٍ أساسيّ بالعناية بالجرح الذي كان سبباً للإصابة بالكزاز، واستخدام الأدوية لتخفيف الأعراض، ويتضمّن العلاج ما يأتي:
- العناية بالجروح: إنّ تنظيف الجروح المُسبِّبة للكُزاز، وإزالة الأوساخ، والأجسام الغريبة، والأنسجة الميتة من الجرح يهدف إلى مَنع نُموّ أبواغ (بالإنجليزيّة: Spores) البكتيريا المُسبِّبة للكُزاز.
- مُضادّ السّم: (بالإنجليزية: Antitoxin) مثل الجلوبيولين المناعيّ المُضادّ للكُزاز (بالإنجليزيّة: Tetanus immune globulin)، والذي يحتوي على أجسام مُضادّة تقتل البكتيريا المُسبِّبة لعدوى الكُزاز، والتي تُعرَف باسم الكلوستريديوم تيتاني (بالإنجليزيّة: Clostridium tetani)، وفي الحقيقة يتخلّص هذا المُضادّ من السّم الذي تنتجه البكتيريا، والذي لم يرتبط بالجهاز العصبيّ بعد، ومن الجدير بالذكر أنّ مفعول هذا المُضاد يُعَدّ قصير الأجل ولا يغني عن مطعوم الكُزاز ، ومن الممكن إعطاؤه بأمان للنساء الحوامل والمُرضِعات، إذ يُعطَى على شكل حُقنة في الوريد، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المُضادّ يُعطَى في الحالات الآتية؛ لمَنع الإصابة بالكُزاز:
- الجروح أو الحروق التي تتطلَّب تدخُّلاً جراحيّاً، إلّا أنّ التدخُّل الجراحيّ تأخَّر لأكثر من 6 ساعات.
- الجروح أو الحروق التي تتضمَّن كميّة كبيرة من الأنسجة الميتة.
- الكسور الخطيرة التي تتعرّض فيها العظام للعدوى، مثل الكسور المُركَّبة .
- الجروح أو الحروق لدى المرضى الذين يعانون من الإنتان (بالإنجليزيّة: Sepsis).
- المُضادّات الحيويّة: تُعطَى المُضادّات الحيويّة عن طريق الفم أو الحقن؛ لمحاربة بكتيريا الكُزاز، ومَنعها من التكاثُر، وإنتاج السموم التي تسبِّب تشنُّج العضلات وتصلُّبها، ومن الأمثلة على المُضادّات الحيويّة البنسلين (بالإنجليزيّة: Penicillin)، والميترونيدازول (بالإنجليزيّة: Metronidazole)، وقد يُعطَى التيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline) للمرضى الذين يعانون من حساسيّة للبنسلين، أو الميترونيدازول.
- مطعوم الكُزاز: (بالإنجليزيّة: Tetanus vaccine)، حيث يُعطَى مطعوم الكزاز لجميع الأشخاص المُصابين بمرض الكُزاز ، وذلك بَعد تشخيص إصابتهم به.
- مُضادّات النوبات: (بالإنجليزيّة: Anticonvulsants)، إذ تُستخدَم الأدوية المُضادّة للنوبات لإرخاء العضلات، ومَنع تشنُّجها، والتخفيف من القَلق، ومن الأمثلة عليها الديازيبام (بالإنجليزيّة: Diazepam).
- مُرخيات العضلات: (بالإنجليزيّة: Muscle relaxants)، وتُستخدَم مُرخيات العضلات؛ لمَنع وصول الإشارات العصبية من الدماغ إلى الحبل الشوكيّ؛ ممّا يؤدّي إلى تقليل انقباض العضلات وتشنُّجها، ومن الأمثلة عليها باكلوفين (بالإنجليزيّة: Baclofen).
- الأدوية المُحصِرة للوصل العضليّ العصبيّ: (بالإنجليزيّة: Neuromuscular blocking agents)، حيث تُستخدَم هذه الأدوية لمَنع وصول الإشارات من الأعصاب إلى العضلات؛ ممّا يساعد على التحكُّم في التشنُّجات العضليّة، ومن الأمثلة عليها البانكورونيوم (بالإنجليزيّة: Pancuronium)، والفيكورونيوم (بالإنجليزيّة: Vecuronium).
- أدوية أخرى: مثل كبريتات المغنيسيوم (بالإنجليزيّة: Magnesium sulfate)، وبعض حاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers) لتنظيم نشاط العضلات اللاإراديّ، مثل ضربات القلب، والتنفس، كما يمكن استخدام المورفين (بالإنجليزية: Morphine) للغَرض نفسه، وكذلك لتهدئة المريض.
- الجراحة: قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة؛ لإزالة أكبر قَدر مُمكن من الأنسجة التالفة والمُصابة، وذلك إذا كان الجرح الناجم عن الكُزاز كبيراً جداً، ويمكن ذلك من خلال عملية جراحية تُعرَف طبّياً بالإنضار (بالإنجليزيّة: Debridement)، إذ تتمّ فيها إزالة الأنسجة الميتة أو المُلوَّثة، أو إزالة المواد الغريبة من الجرح، مثل الأوساخ.
- التغذية: يحتاج المريض المُصاب بالكُزاز إلى تناول كميّة كبيرة من السُّعرات الحراريّة اليوميّة؛ وذلك بسبب زيادة النشاط العضليّ.
- التنفُّس الاصطناعيّ: (بالإنجليزيّة: Ventilator)، إذ قد يحتاج بعض المرضى إلى التنفُّس الاصطناعي؛ للمساعدة على التنفُّس، في حال تأثُّر الأحبال الصوتية، أو العضلات التنفُّسية بالمرض.
- العلاجات المنزلية: ومنها ما يأتي:
- السيطرة على النزيف، وذلك بالضغط المُباشر على الجرح، إذا كان الجرح بسيطاً.
- الحفاظ على الجرح نظيفاً، وذلك عن طريق غَسل الجرح جيّداً بالماء النظيف الجاري، بعد وَقف النزيف ، وتنظيف المنطقة المُحيطة بالجرح بالماء، والصابون.
- تغطية الجرح بالضمادات؛ للمُحافظة عليه نظيفاً، ومَنع البكتيريا الضارّة من تلويثه.
- تغيير الضماد باستمرار، ووَضع ضمادة جديدة مرة واحدة في اليوم على الأقلّ، أو تغييرها إذا اتّسخت، أو أصبحت رطبة؛ وذلك لمَنع الإصابة بالعدوى، وفي الحقيقة يمكن استخدام الضمادات الخالية من الموادّ اللاصقة، أو الشاش المُعقّم، للمرضى الذين يعانون من حساسية للمادّة اللاصقة المُستخدَمة في معظم الضمادات.
أعراض الإصابة بالكُزاز
لا تظهر أعراض مرض الكُزاز بعد الإصابة مباشرة، وإنّما تحتاج إلى فترة حضانة تتراوح بين 7-10 أيام من الإصابة بالعدوى الأوّلية غالباً، إلّا أنّ الأعراض قد تظهر بعد 4 أيام إلى حوالي 3 أسابيع، وقد تستغرق في بعض الحالات عدّة شهور حتى تَظهر، وفي الحقيقة يعاني المرضى الذين تَظهر لديهم الأعراض بعد فترة حضانة قصيرة من أعراض أكثر حدّة، ومن أعراض مرض الكزاز ما يأتي:
- تشنُّج العضلات وتصلُّبها؛ إذ يصيب عضلات المَضغ بدايةً، ثم ينتشر إلى الرقبة والحَلق؛ ممّا يسبب صعوبةً في البَلع، وتشنُّجاً في عضلات الوجه، كما يمكن أن تتشنَّج عضلات البَطن، والأطراف، وفي الحالات الشديدة يتشنَّج العمود الفقري إلى الوراء؛ بسبب تأثُّر عضلات الظَّهر، وخاصّةً عند الأطفال.
- صعوبة التنفُّس الناتجة عن تصلُّب عضلات الرقبة والصَّدر.
- ظهور الدم في البراز.
- الإسهال.
- الحُمّى .
- الصُّداع.
- حساسيّة اللمس.
- التهاب الحَلق.
- التعرُّق.
- تسارُع ضربات القلب .