علاج حمى الضنك
حُمَّى الضنك
تعّرف حُمَّى الضنك على أنها مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغات الباعوض، حيث يُمكن للفيروس أن يُسبِّب الحُمَّى، والطفح الجلدي، والصداع، والشعور بالألم في جميع أنحاء الجسم، ومعظم حالات حُمَّى الضنك خفيفة، وتزول من تلقاء نفسها خلال أسبوع من الإصابة، وتُعَدُّ حمى الضنك من الحالات نادرة الحدوث في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، حيث كان آخر بلاغ عن وجود إصابة داخل الولايات المُتَّحِدة يعود إلى عام 2005م في ولاية تكساس، ولا يمكن للفيروس المُسبِّب لحُمَّى الضنك أن ينتقل من شخص إلى آخر، وتكثر مُعدَّلات الإصابة بحُمَّى الضنك في المناطق الدافئة، والرطبة من العالم، ويُمكن تقليل مخاطر الإصابة بحُمَّى الضنك عند السفر إلى الدول التي يكثر انتشار المرض فيها عن طريق اتِّخاذ مجموعة من الإجراءات، مثل: ارتداء طارد الحشرات، وارتداء الملابس التي تُغطِّي اليدين، والساقين ، وإغلاق النوافذ والأبواب غير المظلَّلة.
علاج حُمَّى الضنك
لا يوجد علاج مُحدَّد لحُمَّى الضنك، بحيث يعتمد التدخُّل العلاجي على مدى حِدَّة المرض كما هو موضح في الآتي:
- علاج حُمَّى الضنك المعتدلة: هناك مجموعة من طُرق العلاج التي تُستخدَم لعلاج حُمَّى الضنك معتدلة الحِدَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ أدوية مُضادَّات الالتهاب غير الستيرويديّة لا تُستخدَم لعلاج حُمَّى الضنك، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin)؛ حيث إنَّها قد تزيد من خطر التعرُّض لنزيف داخلي، وتضمن علاج حُمَّى الضنك معتدل الحِدَّة على ما يأتي:
- شرب الماء؛ حيث أن الإصابة بحُمَّى الضنك تؤدِّي إلى التقيؤ، وارتفاع درجة الحرارة؛ ممَّا يزيد من خطر الإصابة بالجفاف ، لذلك يجب على المريض الإكثار من شرب المياه ويُفضل تلك المُعبَّأة في زجاجات بدلاً من ماء الصنبور.
- تناول مُسكِّنات الألم، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزيّة: Paracetamol) الذي يُساعد على خفض درجة الحرارة ، وتخفيف الألم.
- علاج حُمَّى الضنك الشديدة: حيث يتضمن العلاج على الآتي:
- استخدام السوائل الوريديّة؛ خاصةً في حال كان المُصاب لا يستطيع تناول السوائل عبر الفم.
- نقل الدم؛ وذلك لدى المرضى الذين يُعانون من الجفاف الحاد.
أعراض حُمَّى الضنك
يمكن أن تكون أعراض حُمَّى الضنك خفيفة في بعض الأحيان، وقد تتشابه مع أعراض أخرى، مثل: أعراض الإنفلونزا، أو عدوى فيروسيّة أخرى، وتكون الأعراض لدى الأطفال الأصغر سنّاً، والأشخاص الذين لم يسبق لهم أن أُصيبوا بالعدوى من قبل أقلّ حِدَّة مقارنة مع الأطفال والبالغين الأكبر سنّاً، وقد تُؤدِّي حُمَّى الضنك إلى الإصابة بمشاكل خطيرة، مثل: الحُمَّى النزفيّة؛ وهي من المضاعفات النادرة التي تتميَّز بارتفاع درجة الحرارة، وتضخُّم الكبد، وتلف الأوعية الدمويّة واللمفاوية، والنزيف من الأنف واللثَّة، وقد تتطوَّر الأعراض إلى نزيف حاد، والإصابة بالصدمة، والتَسبب بالوفاة، وتبدأ أعراض حُمى الضنك عادةً خلال أربعة إلى ستة أيّام بعد الإصابة، وتستمرُّ لمُدَّة تصل إلى 10 أيّام، وتتضمن الأعراض الآتي:
- حُمَّى مفاجئة.
- ظهور طفح جلدي؛ والذي يظهر بعد يومين إلى خمسة أيّام من بداية الحُمَّى.
- صداع شديد.
- الشعور بألم خلف العينين.
- الشعور بألم حاد في العضلات والمفاصل.
- حدوث نزيف خفيف، مثل: نزيف الأنف، أو اللثَّة.
- المعاناة من الغثيان والتقيؤ.
- الشعور بالتعب والإعياء.
تشخيص الإصابة بحُمَّى الضنك
يتمّ تشخيص عدوى حُمَّى الضنك عادة عندما تظهر على المريض الأعراض السريريّة، مثل: الحُمَّى الشديدة ، وألم في العين، والصداع، وآلام العضلات الشديدة، والطفح الجلدي، وقد يصعب تشخيص حُمَّى الضنك؛ لأنَّ أعراضها تتشابه مع أعراض العديد من الأمراض الفيروسيّة الأخرى، مثل: فيروس غرب النيل،وقد يطلب الأطباء إجراء تحليل للدم؛ للمساعدة في تشخيص الإصابة بحُمَّى الضنك.
الوقاية من الإصابة بحُمَّى الضنك
يُعَدُّ لقاح دنجفاكسيا (بالإنجليزيّة: Dengvaxia) أحد لقاحات علاج حُمَّى الضنك، وهو معتمد حالياً للاستخدام في علاج المصابين بحُمَّى الضنك الذين تتراوح أعمارهم بين 9-45 عاماً ويعيشون في المناطق ذات الحالات المرتفعة من الإصابة بحُمَّى الضنك، ويُعطى اللقاح على ثلاث جُرعات لمُدَّة 12 شهراً، وتم إعتماد لقاح دنجفاكسيا فقط في المرضى من الأطفال الكبار وليس الصغار؛ لأنَّ الأطفال الصغارعُرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بحُمَّى الضنك الشديد، ودخول المستشفى بعد عامين من الحصول على اللقاح، وتُؤكِّد منظمة الصحَّة العالميّة أنَّ هذا اللقاح ليس وسيلة فعّالة للحدِّ من الإصابة بحُمَّى الضنك في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض، كما أنَّ هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب اتِّخاذها عند السفر، أو العيش في المناطق الاستوائية التي تنتشر فيها حُمَّى الضنك، مثل:
- ارتداء الملابس الواقية: حيث يُساعد ارتداء السراويل الطويلة، والجوارب، والأحذية على تقليل خطر التعرُّض للدغة البعوض الحامل للفيروس.
- استخدم طارد البعوض: فيُمكن وضع دهون بيرمثرين (بالإنجليزيّة: Permethrin) على الملابس، والأحذية، ومعدَّات التخييم، والناموسيّات، كما أنَّه يُمكن شراء الملابس التي تحتوي على البيرمثرين في صناعتها.
- البقاء في بيوت مكيفة أو محكمة الإغلاق: حيث يكون البعوض الحامل لفيروس حُمَّى الضنك في كامل نشاطه من الفجر إلى الغروب، فيُمكن أيضاً لشخص أن يتعرض للقرص ليلاً.
- تقليل تجمُّعات البعوض: وذلك عن طريق إزالة الأماكن التي يضع فيها البيض، حيث يعيش البعوض الحامل لفيروس حُمَّى الضنك حول المنازل، وأماكن تواجد المياه الراكدة، فيجب تفريغ الأماكن التي تتجمَّع فيها المياه الراكدة، وتنظيفها، مثل: خزَّانات المزارع، والمزهريّات.
مناطق انتشار حُمَّى الضنك
تُعَدُّ حُمَّى الضنك أكثر شيوعاً في المناطق شبه الاستوائيّة، والمداريّة، مثل: أمريكا الوسطى والجنوبيّة، وأجزاء من أفريقيا، وأجزاء من آسيا، ومنطقة البحر الكاريبي، والمحيط الهادئ، وتحدث معظم حالات الإصابة بحُمَّى الضنك بين مواطني الولايات المُتَّحِدة في بورتوريكو، وجزر فيرجن الأمريكيّة، وساموا، وغوام، ويمكن لحُمَّى الضنك أن تنتشر في المناطق الحضاريّة، والريفيّة على عكس مرض الملاريا ، وتتضمن أكثر المناطق التي ينتشر فيها فيروس حُمَّى الضنك على ما يأتي:
- أمريكا الوسطى والجنوبيّة.
- منطقة البحر الكاريبي.
- المناطق الآسيويّة المداريّة، بما في ذلك بنجلاديش، وإندونيسيا، وأجزاء من الصين.
- شمال أستراليا.